تحت وطأة مشهدٍ وواقع تدميري تركته الحرب الإسرائيلية على الكثير من المناطق الجنوبية وعشية الذكرى الـ25 للتحرير، تختتم غداً محافظتا الجنوب والنبطية الانتخابات البلدية والاختيارية التي أجريت في لبنان خلال شهر أيار على أربع جولات. وإذا كانت معظم الوقائع الانتخابية في الجولات الثلاث السابقة، شهدت تمايزات في خصائص المناطق أو أوجه شبه في مناطق أخرى، إن من حيث المعارك والتنافسات أو من حيث الاصطفافات والائتلافات السياسية – العائلية، فإن أول ما سيميّز الجولة الرابعة الجنوبية هو الرقم اللافت لعدد البلدات التي لجأت إلى التزكية الاختيارية الطوعية أو القسرية، بفعل الظروف المثيرة للقلق والخوف من الواقع الميداني المتمادي في بلدات الحافة الجنوبية وحتى ما بعدها في الاقضية الجنوبية الأخرى. إذ إن نحو 65 بلدية جنوبية كانت فازت بالتزكية سواء بعامل التوافق بين الثنائي "أمل" و"حزب الله" أو بعوامل توافقات عائلية وسياسية لا تفسح لمعارك انتخابية، علماً أن ذلك لن يحجب "اختراقات" عديدة لنهج التزكية في العديد من بلدات حتى تحت نفوذ الثنائي تتواجه فيها لوائح ومعارك من "أهل الثنائي" نفسه. وأما المعارك التنافسية الكبرى، فمتروكة لصيدا حيث المعركة تدور بين لوائح عدة، كما في جزين حيث تدور مواجهة حادة للغاية شبيهة بمعركة زحلة بين "القوات اللبنانية" من جهة و"التيار الوطني الحر" وحلفائه وشخصيات جزينية من جهة أخرى. ووسط مناخ الاستعدادات للجولة الرابعة لم تغب الهواجس الميدانية المتصلة بتواصل الغارات الإسرائيلية على ...