ARTICLE AD BOX
أعلنت شركة نيسان اليابانية لصناعة السيارات أنها تدرس الاندماج مع شركة دونغفينغ (DFM)، شريكتها الصينية القديمة، في هيكلها التصنيعي العالمي. وقال الرئيس التنفيذي للشركة إيفان إسبينوسا هذا الأسبوع، إن هذه الدراسة تعد جزءاً من جهود شاملة لخفض التكاليف وإعادة الهيكلة. ويمكن أن تشهد هذه الخطوة مشاركة دونغ فينغ بمرافق الإنتاج في جميع أنحاء العالم، مما يعزز الكفاءة والمرونة في عمليات نيسان العالمية.
ووفقاً لموقع شركة دونغفينغ موتور، فإن مقرها الرئيسي في مدينة ووهان بمقاطعة هوبي الصينية. ويبلغ إجمالي أصولها نحو 499.3 مليار يوان (نحو 69 مليار دولار)، ويعمل بها 127 ألف موظف، وتحتل المرتبة 188 بين أكبر 500 شركة في العالم. وقد باعت الشركة أكثر من 1.2 مليون سيارة في الخارج، حيث تُباع منتجاتها في أكثر من 100 دولة. وتمتلك دونغ فينغ شراكات مع عدد من شركات السيارات في العالم إذ تنتج سياراتها في مصانعها، مثل كيا وهوندا وبيجو وسيتروين وغيرها، كما تعمل مع شركات صينية مثل تشانغآن موتورز، مجموعة فاو، وسيك موتور.
ويمكن أن تتطور شراكة نيسان مع دونغ فينغ، التي تمتد لأكثر من عقدين من الزمن وتشمل عمليات تصنيع مشتركة في مدينة ووهان، الآن لتتحول إلى تعاون عالمي أوسع. وتأمل الشركة أن يعزز هذا التكامل كفاءة التكلفة ومرونة سلسلة التوريد.
نيسان تخفض قوتها العاملة
ويأتي هذا الإعلان بعدما كشفت نيسان أنها ستلغي 11 ألف وظيفة وتغلق سبعة مصانع في جميع أنحاء العالم، على الرغم من أنه لم يتم بعد تأكيد المواقع المحددة. وبالإضافة إلى عملية تسريح تسعة آلاف موظف التي أعلنت عنها الشركة في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، فإن الشركة تخفض قوتها العاملة العالمية بنسبة 15%، أو 20 ألف وظيفة، إذ تكافح في مواجهة تراجع المبيعات في الولايات المتحدة والصين. وتأتي جهود إعادة الهيكلة بعد أن تكبدت الشركة صافي خسائر بقيمة 4.5 مليارات دولار في آخر عام مالي.
كما شهدت انهيار محادثات اندماج مع هوندا، واضطرت في الآونة الأخيرة إلى استبدال رئيسها التنفيذي. ومثل منافسيها، تتعرض الشركة أيضاً لضغوط من الرسوم الجمركية الأميركية، وتتعرض لتهديد من الشركات الصينية لتصنيع السيارات الكهربائية سريعة النمو في أسواق جنوب شرق آسيا وأماكن أخرى.
ويواجه الرئيس التنفيذي الجديد إيفان إسبينوزا، مهمة صعبة تتمثل في تحسين نتائج شركة تصنيع السيارات التي شهدت تآكل قيمة علامتها التجارية التي كانت عظيمة سابقاً. وتستهدف الشركة توفير 500 مليار ين في التكاليف مقارنة بالسنة المالية 2024. وسيؤدي ذلك إلى تقليص عدد مصانع الإنتاج من 17 مصنعاً إلى عشرة مصانع، وتقليل تعقيد قطع الغيار بنسبة 70%.
ونيسان، التي تراجعت أسهمها بنسبة 40% خلال العام الفائت، تظل تحت ضغط ديون هائلة وهو ما دفع وكالات التصنيف الائتماني إلى تخفيض تصنيف ديونها إلى الفئة المضاربة أو عالية المخاطر. وأشارت وكالة موديز إلى ضعف الربحية وقِدم طرازات سياراتها، وهما عاملان يسهمان في استمرار تراجع المبيعات.
يأتي ذلك أيضاً، بعد تصريحات إسبينوسا أمس الجمعة، لوكالة بلومبيرغ التي أكد فيها، أن خطته لإنقاذ الشركة المثقلة بالمشكلات يمكن أن تنجح بدون مساعدة شريك خارجي. وقال إسبينوسا، إن الشركة اليابانية لديها رأس مال سائل يكفي لـ12 إلى 18 شهراً، ويصل إلى 2.2 تريليون ين (نحو 15 مليار دولار)، فضلاً عن خطوط الائتمان المتاحة.
وأضاف: "لدينا وضع راسخ في ما يتعلق بالسيولة النقدية، والفكرة هي عدم توقيع شراكة لأننا بحاجة لشريك بسبب وضعنا في ما يتعلق بالسيولة النقدية". وتمتلك نيسان خطوط ائتمان غير مستخدمة بقيمة 2.1 تريليون ين فضلاً عن الاحتياطي المتاح لديها من السيولة النقدية، ولكن حجم التدفقات النقدية بالشركة جاء سلبيا خلال العام المالي الماضي، وخفضت مؤسسات التصنيف الائتماني الوضع الائتماني للشركة إلى مستوى "خردة".
ومن أجل تصحيح هذا الوضع، تعهد إسبينوسا بإجراء مراجعة شاملة لعمليات نيسان، وقال: "لقد أجريت تقييماً عميقاً للوضع، وفهمت التوازن بين حجم المبيعات والأرباح من جهة وبين الهيكل الكامل للشركة من جهة أخرى، واكتشفت أنه غير مستدام"، وأضاف: "ما سنقوم به هو إعادة ضبط حجم الشركة". وتهدف نيسان إلى خفض نفقاتها بواقع 250 مليار ين (1.7 مليار دولار) خلال السنة المالية المقبلة، بالمقارنة مع نتائج السنة المالية 2024 التي انتهت في شهر مارس/آذار.
(الدولار = 147.8400 ين)
(أسوشييتد برس، العربي الجديد)
