مواجهات بالمسيرات في محوري كردفان ودارفور

1 day ago 6
ARTICLE AD BOX

<p class="rteright">قالت تنسيقية لجان مقاومة الفاشر في بيان إنه لا يكاد يمر يوم من دون سقوط ضحايا (أ ف ب)</p>

تصاعدت حدة المواجهات بين الجيش السوداني وقوات "الدعم السريع" باستخدام المسيرات الانتحارية والمدفعية الثقيلة في محوري كردفان ودارفور، حيث شن طيران الجيش المسير أمس الإثنين غارات جوية عنيفة ومكثفة استهدفت تجمعات "الدعم السريع" بمناطق الدبيبات جنوب كردفان، والخوي والنهود غرب كردفان، فضلاً عن الكومة شمال دارفور، بينما قصفت الأخيرة، بمدفعيتها ومسيراتها قصيرة المدى، محاور مختلفة بمدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور ومحيط قيادة الجيش بالمدينة، مما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى من المدنيين والعسكريين.

وبحسب مصادر عسكرية، فإن الضربات الجوية التي نفذها طيران الجيش المسير على محور الدبيبات كانت محكمة وموجعة أدت إلى تفكيك رتل من المركبات القتالية التابعة لـ"الدعم السريع" ووقوع خسائر بشرية ومادية جسيمة. وشهدت مناطق الدبيبات والحمادي والخوي التي سيطرت عليها "الدعم السريع" أخيراً، وفقاً لشهود، فرار أعداد كبيرة من المواطنين باتجاه مدينة الأبيض عاصمة ولاية شمال كردفان بعدما قطعوا مسافات طويلة سيراً على الأقدام، وهم في حال مأسوية بسبب انعدام التدخل العاجل من السلطات المحلية أو المنظمات الإنسانية.

ويخشى مراقبون من تفاقم الأوضاع الإنسانية في المناطق المتأثرة بالاشتباكات في ولايات كردفان الثلاث، شمال وغرب وجنوب، نتيجة استمرار موجات النزوح واستهداف المناطق المدنية.

محور دارفور

في محور دارفور، تجدد القتال في عدد من مناطق ولاية شمال دارفور، حيث أشار مواطنون في مدينة الفاشر إلى مقتل عدد من المدنيين والعسكريين جراء تجدد القصف المدفعي من قبل "الدعم السريع" على مواقع متعددة في المدينة من بينها محيط قيادة الفرقة السادسة - مشاة التابعة للجيش، وجانب من الأحياء السكنية، مع تحليق المسيرات الانتحارية في سماء المدينة. وتحدثت منظمة الهجرة الدولية عن نزوح 117 أسرة من معسكر أبو شوك ومدينة الفاشر إلى مناطق أخرى داخل محلية الفاشر إلى جانب محليات طويلة وكتم والسريف في شمال دارفور.

من جانبها قالت تنسيقية لجان مقاومة الفاشر في بيان إنه لا يكاد يمر يوم من دون سقوط ضحايا. وأكدت انهيار الوضع الإنساني في الفاشر بسبب استمرار الحصار المفروض عليها من قبل "الدعم السريع" منذ أبريل (نيسان) 2024 في ظل عدم توفر الإمدادات الطبية والغذاء الكافي والممرات الآمنة ومياه نظيفة.

وشنت مسيرات الجيش غارات جوية على مواقع وأهداف لـ"الدعم السريع" بمنطقة الكومة بولاية شمال دارفور، وبحسب مصادر ميدانية، فإن الغارات استهدفت عدداً من المواقع التي كانت تتحصن فيها "الدعم السريع"، وتمكنت وحدات الجيش من تحييد مركبات قتالية عدة كانت تمثل تهديداً مباشراً للقرى والمناطق الآمنة المحيطة بمدينة الكومة التي تعد أحد المحاور الحيوية في ولاية شمال دارفور.

"حميدتي" يرفض التفاوض

في الأثناء أكد قائد قوات "الدعم السريع" محمد حمدان دقلو "حميدتي" قدرة قواته على مواصلة القتال "حتى تحقيق النصر الكامل"، رافضاً قبول أي نوع من التفاوض مع الجيش السوداني، وأشار، في تسجيل مصور، إلى أن قواته دمرت 70 في المئة من القوة الصلبة لمتحرك الصياد التابع للجيش في المعارك التي دارت في مناطق الخوي بغرب كردفان، والدبيبات والحمادي بجنوب كردفان، داعياً مقاتليه إلى القضاء على ما تبقى من هذا المتحرك. وأوضح "حميدتي" أن لديهم "الدليل القاطع باستخدام متحرك الصياد أسلحة كيماوية في معارك كردفان، فضلاً عن مشاركة مقاتلين دواعش ومختلف أنواع الكتائب، إلا أن (الدعم السريع) استطاعت تحقيق نصر عظيم على هذا المتحرك المدعوم بدول خارجية". وبين أن قوات الجيش في كردفان جاءت لسببين، "الأول أن يكون ميدان المعركة بعيداً من الولاية الشمالية، والثاني يتعلق بتحقيق أهدافهم من الحرب بحصر القتال بغرب البلاد"، وسخر قائد "الدعم السريع" من وضع القوة المشتركة التي تقاتل إلى جانب الجيش، قائلاً "عناصر هذه القوة يموتون، بكميات كبيرة، في المعارك، ومع ذلك يتعرضون للإهانة والذل من قبل الموالين للدولة التي تسيطر عليها الحركة الإسلامية عبر الجيش"، وحض مواطني الولاية الشمالية ومدينة الأبيض عاصمة ولاية شمال كردفان، على عدم مغادرة منازلهم عند وصول قواته، "لأنها تستهدف الإسلاميين فقط". ونوه "حميدتي" إلى ضرورة احترام القانون الدولي الإنساني، مؤكداً قواته عدم قتل أي أسير، وتعهد تشييد مدن طبية لعلاج جرحى قواته، قائلاً "أولوياتي ما بعد الحرب ستكون رعاية الشهداء وأسرهم، والجرحى وأبنائهم".

خطر المجاعة

إنسانياً، أشار مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في السودان "أوتشا" إلى أن عدم وصول المساعدات الإنسانية إلى منطقة كردفان، بصورة عاجلة وآمنة ومستدامة، يجعل حياة مئات الآلاف على المحك. وأوضح بيان "أوتشا" أن ولايات شمال وغرب وجنوب كردفان تشكل ممرات حيوية لنقل المساعدات إلى دارفور، كما تتزايد الحاجات في كردفان، بخاصة أن بعض مناطقها معرض لخطر المجاعة، ونوه البيان إلى أن انعدام الأمن وتغير خطوط القتال والمسافات الشاسعة عن المراكز اللوجيستية الرئيسة مثل بورتسودان ومعبر أدري الحدودي، تعوق العمليات الإنسانية.

وبين أن القتال في كردفان تسبب في قطع طرق المساعدات، بخاصة الطرق التي تربط مدينة الأبيض بالنهود والخوي في غرب كردفان، والدلنج وكادوقلي في جنوب كردفان. وأفاد البيان بوجود قافلة من سبع شاحنات محملة بأغذية علاجية وأدوية للملاريا والسل وأقراص الكلور، تنتظر الحصول على تصريح للذهاب إلى كادوقلي، وأكد مكتب "أوتشا" أن فرص الوصول إلى المجتمعات الضعيفة تتلاشى بسرعة، بعد بدء هطول الأمطار وصعوبة الوصول إلى جبال النوبة.

وسيرت الأمم المتحدة 95 شاحنة تحمل أكثر من ثلاثة آلاف طن من المساعدات خصصت إلى 300 ألف شخص في شمال وغرب كردفان منذ مطلع هذا العام، وتتوقف معظم طرق الإمداد في السودان بسبب رداءتها خلال موسم الأمطار، بين يونيو وأواخر سبتمبر (أيلول)، وهو وقت يشهد أعلى مستويات انعدام الأمن الغذائي ويطلق عليه موسم الجفاف.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

انحسار الكوليرا

صحياً، أفادت وزارة الصحة بولاية الخرطوم ببلوغ حالات الوفاة بوباء الكوليرا، النسبة الصفرية في خمس محليات من مجمل سبع، كما انحسر معدل الوفيات إلى ست حالات مقابل 12 حالة وفاة أول من أمس الأحد. وبحسب التقرير اليومي للوزارة، فإنه تم تسجيل 605 إصابات بمحليات كرري وأم درمان وأمبدة، وأشار مدير الإدارة العامة للطوارئ والأوبئة بوزارة الصحة محمد التجاني إلى أن هناك انحساراً كبيراً لعدد الحالات بمركز العزل بمستشفى "محمد الأمين حامد" بأم درمان الذي يعد المركز الأكبر منذ انتشار الوباء، مما أدى إلى الاستغناء عن الخيمة المتحركة التي ألحقت بالمستشفى لاستيعاب أكبر عدد من المصابين، ولفت التجاني إلى أن عدد حالات التعافي بلغ 363 حالة، عازياً ارتفاع نسبة التعافي إلى زيادة العيادات الميدانية وفرق التطهير والكلورة وزيادة التدخلات وسط المخالطين.

حملة تطعيم

وأطلقت منظمة "أطباء بلا حدود" حملة تطعيم جماعية لمواجهة تفشي وباء الحصبة وسط أطفال إقليم دارفور، وأفادت في منشور على منصة "إكس"، بأن "الحملة تستهدف تطعيم أكثر من 183 ألف طفل في ثلاث ولايات من أصل خمس في إقليم دارفور"، وذكرت أن أولى حملات التطعيم انطلقت، الجمعة الماضي، في منطقة فوربرنقا بولاية غرب دارفور بالتعاون مع وزارة الصحة، حيث جرى تطعيم 30 ألف طفل حتى الآن، فضلاً عن تطعيم أكثر من 5 آلاف آخرين في مخيم سورتوني للنازحين في شمال دارفور ومنطقة جبل مرة بولاية وسط دارفور. وأبلغ عن تفشي الحصبة في منطقة طويلة التي تؤوي مئات آلاف النازحين الفارين من مخيمي زمزم وأبو شوك ومدينة الفاشر بشمال دارفور، كما أصبحت مركزاً حيوياً للعمليات الإنسانية.

وفي الـ24 من مايو (أيار)، تحدثت السلطات الصحية في فوربرنقا عن إصابة 750 طفلاً في الأقل بمرض الحصبة توفي منهم 14 طفلاً. وتدهور الوضع الصحي في إقليم دارفور، الذي يخضع معظمه لسيطرة "الدعم السريع"، بسبب انعدام الأمن وضعف الإمدادات وتعرض بعض المرافق للقصف، وتقول الأمم المتحدة إن الإقليم يواجه أزمة إنسانية مروعة، إذ يحتاج 79 في المئة من سكانه إلى مساعدات إنسانية وحماية.

subtitle: 
قائد "الدعم السريع" يؤكد قدرة قواته على مواصلة القتال "حتى تحقيق النصر الكامل"
publication date: 
الثلاثاء, يونيو 3, 2025 - 08:30
Read Entire Article