صحوات متأخرة جداً

1 week ago 9
ARTICLE AD BOX

تخرج بعض التصريحات والمواقف الدولية بشأن الوضع في فلسطين متأخرة جداً، وبلا معنى ولا جدوى تقريباً. فالسبت الماضي، استفاق وزير الخارجية الألماني الجديد يوهان فاديفول على أنّ الوضع في قطاع غزة أصبح "لا يُطاق". جاء ذلك في بيان نشره قبل توجهه إلى إسرائيل وفلسطين، السبت، في ظل الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل في غزة.

وخوفاً من أي غضب إسرائيلي محتمل، كرّر فاديفول طبعاً موقف بلاده: "الإدانة بشدة للهجوم الذي وقع في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023"، مشدداً على أن ألمانيا "تؤيد حق إسرائيل في ضمان أمنها"، على حدّ زعمه، ودعا حركة حماس إلى وقف القتال وإطلاق سراح جميع المحتجزين. وقال: "سأسأل عن الهدف الاستراتيجي للتصعيد العسكري منذ مارس/ آذار الماضي". وشدّد على ضرورة بدء مفاوضات لوقف إطلاق النار بهدف الإفراج عن جميع الأسرى وتقديم المساعدات الإنسانية للفلسطينيين في غزة. وأضاف الوزير الألماني: "أصبح الوضع الإنساني في قطاع غزة لا يُطاق".

كلام لا يعني شيئاً في ظلّ المشاريع الإسرائيلية المطروحة، التي تتجاهل أي رأي وأي نصيحة من قريب أو بعيد، فقد ردّ مسؤول أمني إسرائيلي، السبت، أن حرب الإبادة على قطاع غزة قد تستمر عامين إضافيين. ونقلت قناة 12 الخاصة عن مسؤول أمني إسرائيلي لم تسمه قوله: "سوف يستغرق الأمر عامين على الأقل من القتال العنيف في قطاع غزة لهزيمة حماس". وأضاف: "من المحتمل أن نبقى عامين لتحقيق هذه المهمة".

الهمّ الألماني ليس مكترثاً بما يحدث في الشرق الأوسط، فمهمتهم هي دعم إسرائيل لتفعل ما تشاء؛ بدعم سياسي وعسكري ومادي لا يتوقف، ولكن مشكلتهم في الجزء الآخر من الكوكب، حيث يتحدى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الجميع ويستهتر باجتماع القادة الأوروبيين ولا يكترث، ظاهراً، بوقف إطلاق النار.

في الأثناء، تتواصل المجاعة في الأرض المحتلة وتتوسع، بينما لا يستفيق العرب لأهلهم، ولا المجتمع الدولي للمأساة، كأن الجميع تعوّد موت الناس في فلسطين. المشكلة ألا تكون هذه الاستفاقة متأخرة جداً، بينما يعاني الناس وتتواصل الأزمة وتشتدّ، لأن ما نراه من تحركات حالية يبقى دون حجم المأساة ودون ما يعانيه الشعب الفلسطيني من كارثة تتواصل منذ أشهر، هدفها إنهاء المقاومة تماماً، ولكن متى كان قتل الأفكار ممكناً؟ لأن المقاومة فكرة تتوارثها الأجيال منذ عقود، وكل ما فعلته إسرائيل وأميركا وأوروبا وبعض العرب لم ينه القضية، بل جذّر الناس في الأرض.

Read Entire Article