الفصائل تنتقل للبرلمان.. انتخابات 2025 ساحة جديدة للنفوذ في العراق - عاجل

5 hours ago 4
ARTICLE AD BOX

بغداد اليوم – بغداد

في تحولٍ يعكس تبدّل قواعد الاشتباك بين الشارع والسلطة، وبين الميدان والمؤسسة، تستعد بعض فصائل "المقاومة" في العراق للدخول إلى معترك انتخابات تشرين الثاني 2025، من خلال الدفع بمرشحين يمثلونها سياسياً، في خطوة تُوصف بأنها استمرارٌ لنهج التمكين من داخل الدولة، لا من خارجها. ويبدو أن القرار لم يُتخذ بالإجماع، لكنه يُدار بهدوء من قِبل قيادات الفصائل العليا، بانتظار لحظة الإعلان الرسمي.

من المقاومة إلى التمثيل... خيارات تُطبخ على نار هادئة


بحسب مصدر مقرّب تحدث لـ"بغداد اليوم"، فإن "العديد من الفصائل المقاومة ستشارك في الانتخابات المقبلة، لكن أسماء المرشحين والقوائم التي سينخرطون بها ستُترك لقيادات الفصائل لتحديد الكيفية وطبيعة التفاعل مع الاستحقاق الانتخابي".

هذا التوجّه لا يزال في طور التبلور، إذ تؤكد المصادر ذاتها أن "الصورة ستكون أكثر وضوحاً خلال الأسابيع المقبلة"، مشيرة إلى أن "ليس كل الفصائل قررت المشاركة، فبعضها منح الضوء الأخضر لانخراط أجنحتها السياسية، فيما فضّل البعض الآخر الترقب".

التمثيل السياسي كأداة نفوذ... لا كبديل للميدان


يقرأ مراقبون هذا التحرّك بوصفه تكتيكاً محسوباً، لا خروجاً عن المسار العقائدي. فالمشاركة في الانتخابات لا تعني التخلي عن السلاح، بل تمثّل – وفق المنطق الفصائلي – توسيعاً لمجال الفعل، وتوظيفاً لصناديق الاقتراع لتعزيز المشروعية الشعبية وتثبيت الحضور داخل مؤسسات القرار. ويقول المصدر إن "الفصائل هي المعنية بتحديد هوية المرشحين الذين يمثلون توجهاتها في العملية السياسية"، مبيناً أن هذا القرار "يُدار من أعلى الهرم القيادي".

ويُرجّح أن يجري طرح أسماء مرشحين ضمن قوائم مستقلة أو واجهات سياسية قائمة، لتجنّب الاصطدام العلني مع حملات إعلامية أو ضغوط دولية قد تُحرج الدولة العراقية أمام شركائها.

الوقت مبكر... لكن الخطّ الاستراتيجي واضح


لا يزال المشهد ضبابياً من حيث الأسماء والخرائط الانتخابية، إلا أن الاتجاه العام – بحسب المصدر – "يؤكد أهمية الانخراط في البعد السياسي عبر الانتخابات المقبلة، مستنداً إلى دعم جمهور الفصائل لهذه الخطوة".

هذا الدعم الشعبي يشكّل ركيزة أساسية في تحرّك الفصائل نحو البرلمان، خصوصاً أن جماهيرها تعتبر أن الانتخابات المقبلة هي ساحة ردّ على محاولات الإقصاء والتشويه، ومواجهة سياسية مشروعة بدلاً من الاحتكاك العسكري أو التصعيد الميداني.

بين التكتيك والتجربة... معارك صناديق لا تُشبه سابقاتها


تحذّر قوى سياسية أخرى من أن المشاركة الواسعة للفصائل قد تُعقّد المشهد الانتخابي، خصوصاً في ظل الاستقطاب الشيعي الداخلي، والمزاج المدني المعارض لفكرة عسكرة السياسة. لكن المصدر القريب من الفصائل يؤكد أن "كل فصيل سيُحدد صيغة انخراطه وفق اعتبارات داخلية"، ملمّحاً إلى أن "البعض سيكتفي بدعم مرشحين من خلف الستار، بينما سيُقدِم آخرون على إعلان انخراطهم بصيغة سياسية واضحة".

ويضيف: "الوقت لا يزال مبكراً لتحديد هوية الأسماء المشاركة، لكن هناك مداولات حثيثة داخل غرف القرار الفصائلي لحسم الموقف النهائي في الأسابيع القادمة".

البرلمان المقبل... ساحة جديدة لصراع النفوذ


المعطيات الأولية تشير إلى أن البرلمان القادم قد لا يُعبّر فقط عن اتجاهات الشارع، بل عن توازنات القوى المسلّحة والسياسية على حدّ سواء. فصائل المقاومة، التي خاضت حروب الأرض والساحات، تدخل اليوم اختباراً من نوع مختلف: إقناع الشعب عبر الاقتراع، لا عبر السلاح.

وفي ظل الانقسام المجتمعي حول شرعية هذا التحول، يبدو أن الانتخابات المقبلة ستكون – كما يصفها بعض المحللين – أقرب إلى استفتاء غير مباشر على مستقبل الدولة العراقية: دولة بمؤسسات انتخابية؟ أم دولة تُدار بظلّ السلاح والشرعية الموازية؟

المصدر: بغداد اليوم + وكالات

Read Entire Article