الأسواق الناشئة تعود للواجهة: مكاسب تفوق وول ستريت وسط تراجع هيمنة الدولار

7 hours ago 5
ARTICLE AD BOX

تشهد أسواق الأسهم في الدول الناشئة انتعاشًا ملحوظًا مع بداية العام، حيث بدأت المؤسسات المالية الأمريكية الكبرى في تعديل نظرتها لهذه الأسواق لصالح مزيد من الانكشاف، متوقعة أن تتفوق عوائدها على نظيرتها في وول ستريت.

هذه التوقعات تأتي في ظل تراجع شهية المستثمرين تجاه الأصول الأمريكية، متأثرة بالسياسات التجارية التي يتبناها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

ففي خطوة لافتة، رفع بنك “جيه بي مورجان” تصنيفه لأسهم الأسواق الناشئة من “محايد” إلى “وزن زائد”، مستندًا إلى مؤشرين بارزين: تهدئة التوترات التجارية بين واشنطن وبكين، وتراجع الدولار الأمريكي، ما يعزز من جاذبية هذه الأصول.

وسجل مؤشر “إم إس سي آي” للأسواق الناشئة مكاسب بلغت 8.5% منذ بداية العام، متفوقًا بوضوح على مؤشر “إس آند بي 500” الأمريكي الذي ارتفع بنسبة 1.15% فقط، وهو ما فسره محللون بارتفاع عوائد السندات الأمريكية وتباطؤ آفاق نمو الاقتصاد الأمريكي.

وفقًا للمحلل “أوستن بيكل” من “ويلز فارجو”، فإن الأداء القوي لأسهم الأسواق الناشئة يعود بدرجة كبيرة إلى ضعف الدولار، مؤكدًا أن هذه الفئة من الأصول تحقق أفضل نتائجها عندما تفقد العملة الأمريكية قوتها.

و رغم التفاؤل، لا يرى بنك “ويلز فارجو” أن التفوق سيستمر على المدى الطويل، مرجحًا أن تتباطأ مكاسب الأسواق الناشئة مقارنة بالأسواق المتقدمة في النصف الثاني من العام، مع تعافي الاقتصاد العالمي وتراجع المخاوف التجارية تدريجيًا.

أحد أكبر التحديات يكمن في استمرار التوتر التجاري بين الولايات المتحدة والصين، ما قد يؤثر على أداء مؤشر “إم إس سي آي” الذي تمثل الأسهم الصينية نحو 30% من مكوناته.

في المقابل، ترى “كريستي تان” من “فرانكلين تيمبلتون” أن تراجع الدولار قد يشكل تحذيرًا للمستثمرين من انتهاء الفترة الذهبية للأسواق الأمريكية، مرجحة أن تنتقل الأفضلية تدريجيًا لصالح الأسواق الناشئة، التي تتمتع بأساسيات مالية قوية، منها انخفاض مستويات الدين، وإمكانية خفض تكاليف الاقتراض.

أما “مايكل هارتنت” من “بنك أوف أمريكا”، فيتوقع أن تقود الأسواق الناشئة الموجة الصاعدة القادمة في الأسواق العالمية، مدعومة بتعافي الاقتصاد الصيني وتراجع العملة الأمريكية.

هارتنت حذر أيضًا من إمكانية تراجع إضافي في وول ستريت إذا تجاوزت عوائد السندات الأمريكية طويلة الأجل حاجز 5%، وهو مستوى تم بلوغه مؤخرًا لأول مرة منذ نونبر 2023.

في حين يدعو “جيه بي مورجان” إلى تعزيز الاستثمارات في أسواق مثل الهند والبرازيل والصين، يفضل “ويلز فارجو” استراتيجية أكثر تحفظًا، مشجعًا على زيادة التعرض للأسواق المتقدمة التي توفر استقرارًا أكبر.

تبدو الأسواق الناشئة وكأنها تعود بقوة إلى دائرة اهتمام المستثمرين العالميين، مدعومة بتحولات اقتصادية وجيوسياسية، إلا أن التباين في التوصيات بين المؤسسات الكبرى يعكس حجم التحديات التي لا تزال تلوح في الأفق.

 

 

Read Entire Article