ARTICLE AD BOX
بينما تتواصل الغارات الجوية الإسرائيلية المكثفة على قطاع غزة ويُحكم الحصار الخانق على السكان، تزداد المؤشرات على تفاقم الكارثة الإنسانية في ظل استمرار منع دخول الوقود وشح المساعدات، وتسجيل انهيار شبه تام للمنظومة الصحية، مع خروج مستشفيات رئيسية عن الخدمة، وارتفاع أعداد الشهداء والضحايا إلى مستويات غير مسبوقة منذ بدء الحرب.
في هذا السياق، أعلن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، استعداده لما سماه "وقفًا مؤقتًا لإطلاق النار"، مشروطًا بتمكين الاحتلال من استعادة المحتجزين لدى المقاومة الفلسطينية. إلا أن نتنياهو عاد وأكد أن إسرائيل "ستواصل الحرب حتى تحقيق جميع الأهداف"، في تصريحات بدت متناقضة مع الواقع الميداني الذي يشهد تصعيدًا غير مسبوق في الضربات الجوية والبرية، وسط دمار واسع النطاق، ومجازر طاولت عائلات بأكملها، وخصوصاً في شمال القطاع ومدينة خانيونس.
حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، من جهتها، اعتبرت في بيان صحافي أن تصريحات نتنياهو تؤكد بما لا يدع مجالًا للشك نية الاحتلال استغلال أي هدنة مؤقتة لاستئناف الحرب لاحقًا، تنفيذًا لما وصفته بـ"مخطط التهجير القسري" تحت غطاء صفقة محتملة. واعتبرت الحركة أن حديث نتنياهو عن ربط وقف إطلاق النار بـ"تنفيذ خطة ترامب" يُحمّل الإدارة الأميركية مسؤولية أخلاقية وسياسية، داعية واشنطن إلى توضيح موقفها من التهجير الجماعي باعتباره جريمة حرب.
ميدانيًا، كشفت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن ألوية عسكرية جديدة دُفع بها خلال الساعات الماضية إلى عمق قطاع غزة، في إطار توسيع العملية البرية، وترسيخ سيطرة الجيش على مزيد من المناطق، في ما يبدو تنفيذًا لخطة إسرائيلية تهدف إلى إعادة احتلال القطاع تدريجيًا وفرض واقع ديمغرافي جديد بالقوة، وسط مقاومة عنيفة من الفصائل الفلسطينية المسلحة.
في غضون ذلك، تستمر الأزمة الإنسانية في التفاقم، حيث أعلن المكتب الإعلامي الحكومي في غزة أن عدد الوفيات بسبب التجويع المباشر ونقص الغذاء والدواء بلغ أكثر من 300 حالة منذ بدء الحصار الكامل، بينها 58 وفاة نتيجة سوء التغذية و242 بسبب نقص العلاج، و300 حالة إجهاض بين النساء الحوامل خلال 80 يومًا فقط. وتشير البيانات إلى أن من بين الضحايا مرضى كلى وأطفال، تُركوا لمصيرهم مع نفاد الوقود وتوقف الخدمات الطبية.
تطورات الحرب على غزة يتابعها "العربي الجديد" أولاً بأول..
