ARTICLE AD BOX

<p class="rteright">حقق مؤشر "ستاندرد أند بورز 500" 6.1 في المئة من إيراداته من بيع السلع في الصين عام 2024 (أ ف ب)</p>
دخلت بورصة "وول ستريت" في حال حذر وترقب مع استعداد أكبر اقتصادين في العالم لبدء مفاوضاتهما التجارية لتنهى تعاملات الأسبوع بنبرة أكثر حذراً مع تذبذب شهدته الأسهم والسندات.
وامتنع المستثمرون عن القيام بمراهنات محفوفة بالأخطار وسط تكهنات بأن المناقشات بين المسؤولين الصينيين والأميركيين قد تشكل نقطة انطلاق دبلوماسية، لكن الالتزام الشامل لن يتحقق إلا بعد عدة جولات من المحادثات.
هدوء بالبورصات
وبعد ارتفاع سريع بقيمة 6 تريليونات دولار في مؤشر "ستاندرد أند بورز 500" من حافة السوق الهابطة، أصبحت الحركة أكثر هدوءاً في الأيام الأخيرة، إذ أغلق المؤشر من دون تغير يذكر في ختام آخر تعاملات الأسبوع.
ويتوق المتداولون حول العالم إلى أي إشارات إلى تخفيف الحرب الجمركية التي زعزعت الأسواق وزادت من أخطار حدوث ركود اقتصادي عالمي.
وقبل انطلاق المفاوضات المقررة، لوح الرئيس الأميركي دونالد ترمب بإمكانية خفض الرسوم الجمركية إلى نسبة 80 في المئة على الصين من 145 في المئة حالياً، وحث بكين على بذل مزيد من الجهود لفتح أسواقها أمام السلع الأميركية.
تريليونات في مهب الريح
وباتت تريليونات الدولارات على المحك بالنسبة إلى الشركات الأميركية، إذ حقق متوسط شركات مؤشر "ستاندرد أند بورز 500" نحو 6.1 في المئة من إيراداته من بيع السلع في الصين أو إلى الشركات الصينية عام 2024.
وسيؤدي الانفصال الكامل بين الولايات المتحدة والصين إلى انخفاض كبير في أرباح شركات مؤشر "ستاندرد أند بورز" التي لم تعد تبيع منتجاتها للمستهلكين الصينيين.
تطورات حاسمة
ويقول محللون، إنه من المحتمل أن تكون تطورات هذا الأسبوع حاسمة للأسواق، لكن استبعدوا حلاً سريعاً للتوترات التجارية بين واشنطن وبكين، كما توقعوا كثيراً من التقلبات في المستقبل مع محاولات أميركا والصين للالتقاء في منتصف الطريق، مع سعي كل منهما للحفاظ على مصالحه الاقتصادية.
لا تغيير بالمؤشرات
ولم يطرأ تغير كبير على مؤشر "ناسداك 100"، بينما تراجع مؤشر "داو جونز" الصناعي بنسبة 0.3 في المئة. وعبر الأطلسي، أصبح مؤشر "داكس" الألماني أول مؤشر أوروبي رئيس يتجاوز ذروته المسجلة في مارس (آذار) الماضي، مستعيداً جميع الخسائر التي سببتها حرب ترمب التجارية.
وظل العائد على سندات الخزانة الأميركية لأجل 10 أعوام من دون تغير يذكر عند 4.38 في المئة. وخسر مؤشر الدولار الفوري 0.2 في المئة، على رغم تسجيله أفضل أسبوع له منذ مارس الماضي بفضل عودة المفاوضات.
عدم اليقين خلفنا
ويرى المتفائلون أن ذروة حال عدم اليقين أصبحت خلفنا، مستندين إلى تحسن الديناميكيات التجارية وقوة حركة الأسعار وأرباح أفضل من المتوقع، أما المتشائمون، فيسلطون الضوء على الرياح المعاكسة التي تواجه النمو الاقتصادي ونمو الأرباح في الفصول المقبلة، مع تراجع تقديرات الأرباح.
وفي غياب بيانات اقتصادية مهمة بنهاية الأسبوع، خاض المستثمرون في سيل من التصريحات الصادرة عن مسؤولي البنوك المركزية.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وقالت عضو مجلس محافظي الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي)، إنه ينبغي على صانعي السياسات الإبقاء على أسعار الفائدة من دون تغيير في ظل استقرار الاقتصاد وعدم اليقين في شأن الرسوم الجمركية، فيما حذر زميلها مايكل بار من أن السياسات التجارية قد تضع الفيدرالي في موقف صعب عبر توليد ضغوط تضخمية وزيادة البطالة.
من جهته قال رئيس "الفيدرالي" في ريتشموند توماس باركين، إنه ليس بمقدور جميع الشركات رفع الأسعار استجابة للرسوم الجمركية.
مفاوضات جارية
وهناك تفاؤل عام بإمكانية انتهاء الحرب التجارية أو في الأقل انخفاض حدتها، فبحسب المحللون فقد حدد فريق ترمب قائمة تضم نحو 20 شريكاً للتركيز عليهم في المفاوضات الأولية، وشملت دولاً مثل اليابان وكوريا الجنوبية وفيتنام، وهي من كبار مصدري السلع إلى الولايات المتحدة، إذ يسعى ترمب لتقليص العجز التجاري، وتضم القائمة شركاء أصغر نسبياً مثل فيجي وليسوتو وموريشيوس.
من جهة أخرى قال المستشار الألماني الجديد فريدريش ميرتس، إنه أبلغ الرئيس الأميركي دونالد ترمب بأنه لا يمكنه التفاوض في شأن المسائل التجارية، إلا مع الاتحاد الأوروبي ككتلة واحدة، وأنه لا يمكن عقد أي صفقات جانبية مع الدول الأعضاء بصورة فردية.