وفد التفاوض الإسرائيلي باقٍ في الدوحة: مناورة لتمرير زيارة ترامب؟

1 week ago 6
ARTICLE AD BOX

أُطلق سراح الأسير عيدان ألكسندر في بادرة حسن نيّة من جانب حركة حماس للرئيس الأميركي دونالد ترامب. ولكن ماذا بعد؟ بحسب تقرير لصحيفة "يديعوت أحرونوت"، اليوم الثلاثاء، فإن تحرير الأسير مزدوج الجنسية، يمثّل نقطة فاصلة في الحرب، إذ قد يؤدي من جهة إلى مفاوضات حول ما يُعرف بـ"مقترح ويتكوف" الهادف إلى إطلاق سراح جميع الأسرى المتبقين أحياءً وأمواتاً، وإنهاء الحرب. ومن جهة ثانية، وضعت إسرائيل مهلة أمام "حماس"، ستنفذ بموجبها خطة "عربات جدعون"، الهادفة إلى "هزيمة الحركة"، إن لم توافق الأخيرة على المقترح بمرحلتيه.

إسرائيل، من جهتها، شددت على أن تحرير ألكسندر لا يوجد أي مقابل له، وأن الحديث يدور حول خطوة أحادية الجانب من "حماس". وقبيل إطلاق سراحه، التقى رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، أمس الاثنين، مع المبعوث الأميركي الخاص إلى المنطقة ستيف ويتكوف، وسفير واشنطن لدى تل أبيب مايك هاكابي. تبعت ذلك مهاتفة نتنياهو لترامب، أوعز بعدها بإرسال وفدٍ إلى الدوحة، بهدف إجراء مفاوضات "تحت النار فقط".

ويتكوف، بحسب الصحيفة، حثّ إسرائيل على مواصلة المفاوضات حول مقترحه، والأولى استجابت بإرسال وفدها المفاوض، غير أنها "لن تمنح حماس وقتاً للمماطلة، وإن لم توافق الأخيرة، فإن الجيش الإسرائيلي سيبدأ بتنفيذ مخططه لتوسيع الحرب، بمجرد انتهاء زيارة ترامب للمنطقة نهاية الأسبوع الحالي". ما تقدّم قاله نتنياهو ليل الاثنين في لقاء جمعه بجرحى الحرب في مكتبه، حيث شدد أمامهم على أنه "خلال أيام، ستحدث أمور في غزة. أمور لم تعرفوها حتى الآن"، مشيراً إلى أن "هناك استعداداً لمواصلة إطلاق سراح الأسرى، ولكن إذا لم يحدث ذلك، فإن القتال سيُستأنف".

مع ذلك، فإن مسؤولين أميركيين قالوا، طبقاً للصحيفة، إن "رسالة ويتكوف مفادها أنه ليس لدى واشنطن نيّة للتنازل أمام نتنياهو، وهي مصرّة على وقف الحرب". وفي الإطار ذاته، ينقل مسؤولون تحدثوا في الأيام الأخيرة مع ويتكوف، أنهم سمعوا منه أن الأميركيين مصرون على استغلال إطلاق سراح ألكسندر وزيارة ترامب للسعودية، من أجل وضع نتنياهو في دائرة "اللا مفر" والتقدّم نحو صفقة. وباعتقاد هؤلاء، "نتنياهو لن يتحمل خصاماً علنياً مع ترامب".

أمّا بالنسبة إلى مدّة وقف إطلاق النار التي يتحدث عنها مقترح ويتكوف، فتمتد على 40 يوماً، وهي الفترة بين المرحلة (أ) والمرحلة (ب)، حيث يرغب المسؤول الأميركي في مفاوضات مكثّفة للوصول إلى المرحلة الثانية، التي تعني وقف الحرب. على المقلب الآخر، فإن إسرائيل غير مستعدة، بحسب الصحيفة، لوقف الحرب التي لا تتحقق فيها شروطها بنزع سلاح "حماس" ونفي قادتها إلى خارج القطاع. وهذا الإصرار ممزوج بـ"مشاعر غير بسيطة نتيجة تفاوض ويتكوف مع "حماس" من وراء ظهرها".

وفي السياق، تلفت الصحيفة إلى أن وفد التفاوض الإسرائيلي المغادر إلى الدوحة سيبقى هناك على الأقل حتّى بعد غدٍ الخميس، خلال زيارة ترامب للمنطقة، التي بدأت اليوم الثلاثاء، وفقاً لما اتفق عليه نتنياهو وويتكوف. وعلى رأس الوفد، نائب رئيس الشاباك، المشار إليه بالحرف "م"، ومنسق شؤون الأسرى والمفقودين، غال هيرش، ومستشار نتنياهو للشؤون السياسية، أوفير بيلك، وممثلون عن الموساد، وشعبة الاستخبارات العسكرية (أمان).

وتزامن ما سبق، مع موافقة "حماس" على إطلاق سراح ألكسندر دون إقامة "حفل تحرير" له، إثر إصرار ترامب على ذلك، في خطوة اعتبرتها الصحيفة "مدروسة"، موضحةً أن "الأميركيين يعلمون أن احتفالاً مُهيناً سيصعّب على إسرائيل الموافقة على صفقة أخرى". وفي هذا الإطار، قال الحاخام يهودا كابلان، المقرب من ترامب والمنسق الرئاسي المعين لمكافحة "معاداة السامية"، في المؤتمر السنوي لاتحاد الجاليات اليهودية في مدريد، أمس الاثنين، إن "هذه هي المرة الأولى التي يعود فيها محتجز دون مراسم أو استعراض. كان من المهم جداً للرئيس ألا تكون هناك مراسم". كذلك أوضح آدم بولر، مبعوث ترامب لشؤون المحتجزين، أن "هذه خطوة صغيرة قبل عودة جميع المحتجزين إلى ديارهم".

ولضمان إطلاق سراح ألكسندر بسلام، وافقت إسرائيل على وقف جمع المعلومات الاستخبارية باستخدام الطائرات المسيّرة فوق غزة، متيحة ممراً في منطقة خانيونس للسماح للصليب الأحمر باستقباله. وعلى الرغم من كل ما يُشاع حول التباينات بين ترامب ونتنياهو، نقلت الصحيفة عن مصادر مطلعة على التفاصيل، قولها إن محادثات نتنياهو وترامب وويتكوف كانت جيّدة، ودارت بأجواء وديّة، فيما شدد مسؤول إسرائيلي على أنّه "لا توجد فجوات بيننا وبين الأميركيين. لا مقابل لإطلاق سراح ألكسندر، لا وقف لإطلاق النار، ولا مساعدات إنسانية".

أمّا بخصوص مباحثات الدوحة، فنقلت الصحيفة عن مسؤول إسرائيلي رفيع قوله: "نأمل أن ندخل في مفاوضات فعّالة تهدف إلى إطلاق سراح المحتجزين. نُصرّ على إطلاق سراح نصفهم، وليس على دفعات، وإطلاق سراح النصف الآخر عند التوصل إلى اتفاق". وشدد على أن "من المستحيل التنبؤ بما سيحدث بدقة، لكننا نرى أن هذا يدفع حماس إلى اتخاذ خطوة تؤخّر سيطرتنا على غزة بأكملها وتقرب نهاية حكمها". ووفق ادعائه، فإن "حماس تراجعت بعد الهجمات (الجوية) وتعبئة عشرات الآلاف من جنود الاحتياط، ولذلك لعبت بالورقة التي كانت في يدها، حيث أدركت أن هذا يخدم المصالح الأميركية، وكان من مصلحتها إيقافنا".

وفي ما يتعلق بالمساعدات الإنسانية، فقد شددت إسرائيل على أنها لم توافق على إدخال مساعدات إنسانية إلى غزة مقابل إطلاق سراح ألكسندر. ومع ذلك، تواصل مع الولايات المتحدة تنفيذ برنامج المساعدات من خلال الشركات الأميركية. وقال مسؤول إسرائيلي: "نطمح إلى أن يقتصر ذلك على جنوب قطاع غزة. أن يُوزّع الطعام هناك، وأن تُقام مستشفيات ومدينة خيام. نود نقل جميع سكان غزة إلى هناك، حتى يتقبّلوا الوضع ولا يعودوا إلى الشمال". ووفق قوله، فإن "هذه خطة ستستغرق بعض الوقت، وحتى تتحقق، لا بد من جسر، لأننا على الأرجح نُدرك أن غزة قد تصل قريباً إلى حالة من خطر المجاعة، وهذا يتعارض مع مصالحنا".

وأضاف المسؤول: "إلى حين حسم الأمور في الجنوب، سيتعين على إسرائيل تقديم مساعدات أساسية للغاية لسكان شمال القطاع"، مستدركاً: "لكن ذلك لن يحدث إلا عندما نتأكد تماماً من عدم وجود بديل، وأنهم يواجهون خطر المجاعة". ولفت إلى أن إسرائيل "ستنشئ بعض مراكز التوزيع في المناطق التي احتللناها وطهرناها (في الشمال)، وستكون مؤقتة ريثما ننقلها جنوباً. الهدف حرمان حماس قدراتها السلطوية، لأن ذلك يعني إنجار 90% من المهمة".

Read Entire Article