ARTICLE AD BOX
رغم الطموحات الكبيرة التي يبديها المغرب في قطاع السيارات، يبقى السؤال الأهم: هل يكفي التوسع في الإنتاج وحده لتحقيق مكانة عالمية مرموقة وسط سوق دولية مليئة بالتحديات؟
هذا هو جوهر النقاش الذي يطرحه المراقبون عقب تصريحات وزير التجارة والصناعة رياض مزور الأخيرة في البرلمان.
تشير البيانات الرسمية إلى أن الطاقة الإنتاجية السنوية للمغرب سترتفع إلى مليون سيارة بحلول نهاية 2025، مقارنة بـ 700 ألف وحدة حاليًا.
ولا يقتصر هذا الطموح على الأرقام وحدها، بل يشمل أيضًا التوجه نحو السيارات الكهربائية والهجينة. وأوضح الوزير مزور أن الإنتاج الحالي يتضمن 70 ألف سيارة كهربائية و120 ألف سيارة هجينة سنويًا، مع توقعات بزيادة عدد السيارات الكهربائية إلى 107 آلاف وحدة في 2025.
كما بدأت المملكة خطوات تصدير بطاريات السيارات الكهربائية، في تمهيد لإطلاق صناعة خلايا البطاريات محليًا بحلول 2026.
الوزير عبر كذلك عن تطلع المغرب للدخول ضمن قائمة أكبر خمسة بلدان عالميًا في مجال سلاسل إنتاج السيارات الكهربائية، مستندًا إلى معدل اندماج محلي يبلغ 70%، وهو ما يعكس الحجم المتزايد للصناعات المغربية مقارنة بالمكونات المستوردة.
لكن هذه المؤشرات المتفائلة لم تمنع الوزير من الإشارة إلى تراجع صادرات السيارات بنسبة 7% خلال السنة الحالية، معتبرًا أن هذا الانخفاض “ظرفي ودوري”، دون توضيح ما إذا كانت أسبابه داخلية مثل مشاكل التموين، أم خارجية تتعلق بطلب السوق الدولية.
وهنا يطرح المتابعون تساؤلات جوهرية: هل يملك المغرب القدرة على الصمود أمام تقلبات السوق الدولية؟ وهل تواكب الصناعة الكهربائية بالفعل وتيرة الإعلانات الطموحة؟
لا شك أن المغرب يراهن على جذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية، لكن التحدي الأساسي يكمن في تقوية سلاسل الإمداد وتحسين البنية التحتية الصناعية.
كما يبرز دور الاتفاقيات الدولية، خاصة مع بعض الدول التي لا تلتزم باتفاقية أكادير، وهو ما يتطلب مراجعة جادة لهذه الشراكات لضمان أسواق تصدير أكثر انفتاحًا.
وفي الوقت الذي تعكس فيه الأرقام والتوجهات نقلة نوعية وشيكة، تؤكد التجربة أن الطموحات وحدها لا تكفي.
فنجاح المغرب في هذه المعركة الصناعية رهن بترجمتها إلى أرقام مستدامة واستراتيجيات مدروسة، حتى لا تتحول هذه المشاريع الطموحة إلى مجرد وعود على الورق.
L’article هل تنجح طموحات المغرب في صناعة السيارات الكهربائية في مواجهة التقلبات العالمية؟ est apparu en premier sur Detafour.