نابولي على أعتاب التتويج بالدوري الإيطالي... وإنتر يحلم بهدية

2 weeks ago 6
ARTICLE AD BOX

يدخل نابولي مباراته أمام ضيفه كالياري، في الأسبوع الأخير من الدوري الإيطالي لكرة القدم، على ملعب دييغو أرماندو مارادونا، الجمعة (في تمام الساعة 21:45 توقيت القدس المحتلة)، وهو يتحكم في مصيره، ذلك أن تعادل إنتر ميلان ضمن مباريات الأسبوع الماضي أمام لاتسيو جعل نابولي بموقف قوة في رحلة الفوز بلقبه الرابع تاريخياً، في وقت سينزل فيه إنتر ميلان ضيفاً على كومو في التوقيت نفسه، وهو بانتظار هدية من كالياري، ليقلب الطاولة ويضمن المحافظة على اللقب الذي توج به في الموسم الماضي بسهولة.

وبعد أن توج نابولي بلقب 2022ـ2023 بسهولة، وحسم الصراع مبكراً بابتعاده عن ملاحقيه في الترتيب سريعاً، وكذلك إثر تتويج إنتر ميلان في الموسم الماضي دون أن يجد مقاومة حقيقية من بقية المنافسين، فإن الوضع هذا الموسم بات مختلفاً بالكامل، بما أن التتويج سيحسم في الأسبوع الأخير، مثلما حصل في موسم 2021ـ2022 عندما توج ميلان باللقب في آخر مباراة بعد صراع مع جاره إنتر ميلان، ولكن الموسم الحالي كان أكثر إثارة، والدوري الإيطالي هو الوحيد الذي سيُعرف فيه البطل في المباريات الأخيرة، إضافة إلى صراع المركز الرابع الذي يُثير الحماس بين أندية يوفنتوس وروما ولاتسيو، بعد أن ضمن نابولي وإنتر وأتلانتا المشاركة رسمياً.

ولم يكن نابولي مرشحاً لحصد اللقب في البداية، فقد لجأ إلى المدرب أنطونيو كونتي، من أجل تدارك خيبة الموسم الماضي، إذ حلّ الفريق عاشراً وبالتالي غاب عن المسابقات الأوروبية، وواجه نادي الجنوب الإيطالي أزمات قوية بعد إصرار لاعبه النيجيري فيكتور أوسيمين على الرحيل، وهو ما جرى إثر نهاية الميركاتو الصيفي في إيطاليا، ثم فقد الفريق في الميركاتو الشتوي نجمه الجورجي خفيتشا كفاراتسخيليا، الذي رحل إلى باريس سان جيرمان، في الأثناء، وجد كونتي نفسه مجبراً على تغيير خطته المعروف بها، وهي 3ـ5ـ2، بعد أن عجزت إدارة النادي عن التعاقد مع أسماء تناسب أسلوب اللعب المفضل لديه، وإثر بداية متعثرة بخسارة أول مباراة، فإن نابولي رفع النسق سريعاً وكان قريباً من أندية الصدارة باستمرار، كما سبق له أن قاد الترتيب ولكنه خسر المركز الأول سريعاً، بعد العودة القوية لفريق إنتر ميلان، غير أن نابولي استفاد من غيابه عن المسابقات الأوروبية لينزل بكل ثقله في مباريات الدوري، ونجح في خطف المركز الأول في المباريات الماضية بعد عروض جيدة بفضل قوة دفاعه أساساً الذي منح الفريق نقاطاً مهمة في مواعيد صعبة.

ولم تعرف نتائج نابولي الاستقرار، خاصة في المباريات الأخيرة، فقد تعادل في آخر مباراتين وفقدَ أربع نقاط ثمينة أمام أندية من أسفل الجدول، ولن تكون مباراته أمام كالياري سهلة، باعتبار أن الفريق تعثر على ميدانه في عديد من المناسبات، منها المواجهة أمام جنوى قبل أيام قليلة عندما تعادل (2ـ2)، وكاد يفقد الصدارة لاحقاً، ولكنه الآن متمسك بفرصه في التتويج بقيادة المهاجم البلجيكي، روميلو لوكاكو، وخاصة نجمه الأول، الاسكتلندي سكوت ماكتوميني، الذي صنع الفارق وكان حاسماً منذ بداية الموسم، وحضوره منح الفريق دفعاً قوياً للغاية.

في الأثناء، يتحسر إنتر ميلان على تعادله مع لاتسيو في الأسبوع الماضي، إذ كان الانتصار قريباً من الفريق، وبالتالي كان سيدخل المباراة الأخيرة وفرصه بالتتويج كبيرة، ولكن الإسباني بيدرو أفسد خطط المدرب سيموني إنزاغي في الوقت البديل من المواجهة وسط صدمة الجماهير، وبات الإنتر في موقف صعب للغاية، بحكم أنه بات مهدداً بأن يخسر كل الألقاب التي نافس عليها، بما أنه خسر السوبر الإيطالي، أمام ميلان في السعودية، ثم خسر نصف نهائي كأس إيطاليا مجدداً أمام جاره، وسيخوض نهاية الشهر الحالي مباراة قوية أمام باريس سان جيرمان، في نهائي دوري أبطال أوروبا، والتي يدخلها النادي الفرنسي بفرص كبيرة في الفوز والتتويج.

وشهد موسم إنتر ميلان العديد من الهزّات، إذ كان الفريق مسيطراً ويتصدر المشهد بنتائج مميزة، غير أنه تعثّر في المباريات الأخيرة متأثراً بالنسق القوي للمواجهات التي خاضها، إذ لعب مباريات ضد أندية صعبة في دوري أبطال أوروبا مثل بايرن ميونخ وبرشلونة، وهو ما عرّض لاعبيه إلى إصابات عديدة إضافة إلى الإرهاق الذي طاول اللاعبين، وقد وجد المدرب نفسه كذلك مجبراً على تغيير التشكيلة باستمرار بسبب الخوف من الإصابات الخطيرة والتركيز على مواجهات الأبطال. وسينتظر إنتر ميلان هدية من كالياري، ورغم أن تاريخ "الكالتشيو" شهد الكثير من المفاجآت خلال الأسبوع الأخير في عديدٍ من المناسبات، إلا أن الوضع هذه المرة يبدو مختلفاً بما أن كالياري تفادى الهبوط وسيخوض المباراة أمام نابولي دون ضغط كبير، بينما سيواجه الإنتر فريق كومو الذي يقدم مستويات جيدة ضد الأندية القوية، والمدرب الإسباني سيسك فابريغاس مصرّ على إطاحة الأندية القوية، بعد أن ضمن البقاء في أندية الدرجة الأولى.

وقد نشهد الليلة سيناريو مثيراً، في حال تعادل إنتر مع كومو، وانهزم نابولي مع كاليري، إذ سيتساوى الفريقان في عدد النقاط برصيد 79 نقطة في المركز الأول، وبالتالي سيتم اللجوء إلى مباراة فاصلة لتحديد بطل الموسم، حسب ما ينصّ عليه القانون في إيطاليا، وهي وضعية ستكون مزعجة بالنسبة إلى "نيراتزوري"، باعتبار أن الفريق تنتظره مباراة في أبطال أوروبا بعد أيام قليلة. ومن الناحية المنطقية، فإن احتفاظ إنتر ميلان بلقبه بطلاً للدوري يبدو أمراً صعباً للغاية، واللقب رقم 21 في سجل الفريق سيتأخر إلى المواسم المقبلة.

Read Entire Article