مقامات ناظم الغزالي في جلسة استذكار

بغداد: رشا عباس

تصوير: نهاد العزاوي

لاقت أغاني الفنان ناظم الغزالي تفاعلا من الجمهور، الذي اكتظت به قاعة الديوان بنادي العلوية بصوت الفنان نجاح عبد الغفور وفرقته الموسيقية، تثمينا واستذكارا للمنجز الابداعي لسفير الأغنية العراقيَّة الاول ناظم الغزالي.

قدم الجلسة الدكتور كاظم المقدادي، الذي أشاد بالغزالي كونه نقل المقام العراقي الى العالم العربي بقصة كفاح، تعد أنموذجا للفنان الأصيل والمتجدد في إبداعه وعطائه.

وتحدث الباحث الموسيقي حيدر شاكر عن أبرز المحطات المضيئة في مشوار الفنان ناظم الغزالي، مسلطا الضوء على بداياته قائلا:" بعد تخرجه من معهد الفنون الجميلة 1948 انضم لفرقة الموشحات العراقية، التي كان يشرف عليها الفنان علي الدرويش في تلك الفترة أعجب بصوت المطربة المصرية آمال حسين، ثم قدَّم نفسه مطربا للإذاعة العراقية، عندما كانت تبث حفلاتها مباشرة للمستمعين، فغنى للمطربة آمال حسين التي كانت من ألحان السنباطي، إلا أنها لم تلقَ النجاح والصدى الذي كان يحلم به، ما جعله ينصرف الى غناء المقامات العراقية، فالتقى معلمه القبنجي، الذي شجعه، وكان يصطحبه لحضور الجلسات المقامية ومتابعة حفلات المولد النبوي ولم يكتفِ بذلك، بل راح يتعلم كتابة النوطة الموسيقية وعلوم الموسيقى على يد جميل سليم، ومن ثم تعلم العود على يد روحي الخماش".

الاسم الحقيقي لسفير الاغنية العراقية هو ناظم احمد خضير الجبوري لقب بالغزالي نسبة الى جده والد أمه جهاد عبد الله، كان طويل القامة نحيفا يمتاز بالخفة والرشاقة سريع الخطى، كالغزال حيث لقب بجهاد الغزال. ومنه استمد لقبه الفني، ولد الغزالي في منطقة حيدر خانه من عائلة ذات أصول موصلية، وتعلم حسن العادات والتقاليد من بيئته، وأخذ يحيي الحفلات من خلال الجلسات المقامية، التي تقام في البيوت البغدادية، ومن أشهر أغانيه "طالعة من بيت ابوها"، "ام العيون السود"، "عيرتني بالشيب".. واستطاع أن يعيد الكثير من الاغاني التراثية ويقدمها باسلوب عصري

جديد.

وعن ابرز المؤلفين والملحنين الذين تعامل معهم، بين شاكر هم: الشاعر أبو فراس الحمداني في قصيدة "أقول وقد ناحت بقربي حمامة"، والشاعر احمد شوقي، وايليا ابو ماضي بقصيدة "أي شيء في العيد أهدي اليك"، والشاعر جبوري النجار، الذي كتب له العديد من الاغاني ومنها "فوك نخل" و"تصبح على خير" اما الملحنون فهم ناظم نعيم، وديع خونده، حافظ جميل، روحي الخماش، خزعل فاضل وآخرون.

الفنان نجاح عبد الغفور أطرب الجمهور بأبرز الأغاني التراثية للفنان الراحل، بمشاركة فرقته التي أسسها تحت اسم "فرقة ناظم الغزالي" تيمنا بتلك القامة العراقية، والتي باتت اليوم رمزا للثقافة والفن لما له من دور فعال ومتميز داخل وخارج العراق، عبد الغفور أشار إلى أن الفنان الراحل يعد سفيرا للاغنية البغدادية الاول، استطاع أن يصل إلى هدفه ورسالته ودرس التمثيل، لهذا كان تعامله متقنا ويتحرك على المسرح بثقة ورشاقة، وكأنما يمثل عند الغناء، وهذا مهم جدا بالنسبة

للفنان.

من جهة أخرى وضح الناقد الفني الزميل سامر المشعل أهمية ما يقدمه الفنان ناظم الغزالي، من خلال جولة خارجية قصيرة لم تستغرق سوى خمسة أشهر أحيا فيها عشرات الحفلات في الكويت ولبنان وأوروبا، حتى أن موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب طلب أن يلحن له شريطا كاملا من انتاجه، لكن رحيله المفاجئ وغير المتوقع أجهض هذا المشروع العراقي والعربي المهم.

وفي الختام عدَّ الملحن كريم هميم الاحتفاء بقامة عراقية عربية كبيرة مثل ناظم الغزالي شيئا نفتخر به، مؤكدا أن العالم العربي ما زال يستمع إلى أغانيه وهو يمثل الفن والتراث العراقي خير

تمثيل.