ARTICLE AD BOX
أفاد مرصد "العراق الأخضر" المختصّ بشؤون البيئة، اليوم الاثنين، بأنّ ثلاث محافظات عراقية سوف تكون الأكثر تعرّضاً للإشعاع نتيجة قصف إسرائيل المنشآت النووية الإيرانية. وكانت الهيئة الوطنية للرقابة النووية والإشعاعية والكيميائية والبيولوجية في العراق قد أعلنت، أمس الأحد، اتّخاذ أعلى درجات اليقظة للتعامل مع المستجدّات المحتملة، بعد اجتماع طارئ لغرفة الطوارئ الإشعاعية والنووية، في أعقاب اليوم الثاني من الضربة العسكرية الإسرائيلية التي استهدفت إيران، بحسب ما جاء في بيان رسمي.
وأوضح مرصد "العراق الأخضر"، في بيان اليوم، أنّ "أيّ نشاط إشعاعي لم يُسجَّل حتى الآن في الأجواء العراقية، تحديداً في المحافظات الملاصقة للحدود العراقية الإيرانية، مثل البصرة وميسان وذي قار، من جرّاء الهجوم على المنشأت النووية في إيران، خصوصاً أنّ تلك المحافظات الثلاث تُعَدّ الأكثر عرضة للإشعاع في حال تكرّرت الهجمات العسكرية على المفاعلات النووية الإيرانية، تحديداً في مفاعلات نطنز وفوردو المستخدمة لتخصيب مادة اليورانيوم المشعّ، ومفاعل بوشهر المستخدم لإنتاج الطاقة الكهربائية الذي يحتوي من ضمن مواده التشغيلية على عناصر يورانيوم وسيزيوم وسترونتيوم".
أضاف المرصد العراقي البيئي أنّ "مفاعل نطنز هو أكبر موقع لتخصيب اليورانيوم، ويضمّ منشأتَين تحت الأرض، ومستوى التخصيب فيه لم يتجاوز 5%، أي أنّ خطورته متوسطة على الأجواء العراقية في حال تعرّضه مستقبلاً لانفجار كامل. وهو يبعد 400 كيلومتر جوّاً عن الحدود العراقية و650 كيلومتراً جوّاً عن العاصمة (بغداد)، فيما يبعد مفاعل بوشهر المستخدم لإنتاج الطاقة الكهربائية في إيران 450 كيلومتراً جوّاً عن مدينة البصرة و500 كيلومتر جوّاً عن مدينة العمارة وقرابة 700 كيلومتر جوّاً عن بغداد"، وتابع المرصد: "أمّا مفاعل فوردو فيُعَدّ المفاعل المحصّن جبلياً الذي يجري فيه تخصيب أكثر من 60% من اليورانيوم. وهو ما زال بعيداً عن الضربات الجوية، بحسب ما ذكرت تقارير إيرانية. وهو يبعد 550 كيلومتراً جوّاً عن بغداد و450 إلى 500 كيلومتر جوّاً عن مدينتَي كربلاء والنجف"، ولفت المرصد إلى أنّ عبارة "جوّاً" الواردة هي "لأنّنا نتعامل مع سحابة غبارية مشعّة تنتقل دائرياً حول مكان المصدر المشعّ في حال تعرّض أحد تلك المفاعلات إلى انفجار مباشر".
وبيّن مرصد "العراق الأخضر" أنّ "انتقال السحابة يكون على نحوٍ مستقيم بعد الانتشار بشروط، من بينها أن تكون الرياح شمالية شرقية بالقرب من مفاعل بوشهر، وهو ما لم يحدث منذ سنوات طويلة، لأنّ الرياح المتعارف عليها بالقرب من بوشهر هي رياح شمالية دائماً وتنتقل إلى وسط إيران في مواسمها الاعتيادية"، وأن "تكون سرعة الرياح 30 إلى 50 كيلومتراً في الساعة، ما يستدعي وصول السحابة المشعّة بعد تسع ساعات إلى البصرة و10 ساعات إلى ميسان و14 ساعة إلى بغداد"، وأكمل أنّ "هذا الوقت كافٍ للطوارئ في حال كانت الأجهزة المختصّة عراقياً مجهّزة للأمر، لتنبيه المواطنين قبل وصول السحابة الإشعاعية"، وذكر أنّ "الرياح لم تسجّل في هذا الأسبوع سرعة أكثر من 10 إلى 15 كيلومتراً في الساعة بيننا وبين الحدود الإيرانية".
وشدّد المرصد البيئي، في بيانه نفسه، أنّ ثمّة "حاجة إلى جهد مكثّف من وزارة البيئة ووزارة العلوم والتكنولوجيا المنضوية تحت إدارة وزارة التعليم العالي لمتابعة الوضع على مدار الساعة، وتسجيل قراءات النشاطات الإشعاعية لمختلف العناصر في الجوّ، الطبيعية منها وغير الطبيعية"، لافتاً إلى أنّ "القياس يكون بالقرب من المناطق الحدودية حصراً. وفي حال عدم توفّر أجهزة حديثة، نأمل أن يجري التعاون مع الدول المجاورة الملاصقة لإيران التي تمتلك إمكانيات حديثة لمراقبة أيّ نشاط إشعاعي مستقبلي في الأيام المقبلة وتنبيه المواطنين تجاهه مبكراً".
وأوضح مرصد "العراق الأخضر" أنّ "تأثير أيّ نشاط سحابي إشعاعي يتوجّه إلى العراق في حال تعرّض أيّ منشأة نووية إيرانية لتدمير مباشر سيكون متوسّطاً على الأراضي الزراعية، ثمّ على مصادر المياه المكشوفة تدريجياً، ويكون التأثير المباشر طفيفاً على الإنسان في حال تعرّضه المباشر له".
وكانت الجهات المسؤولة عن الرقابة النووية في العراق ومتخصّصون في التلوث الإشعاعي حذروا من مخاطر المواجهات بين إسرائيل وإيران، لجهة احتمال وقوع تلوّث قد يهدّد مناطق بالبلاد مع استهداف المواقع النووية الإيرانية، وفيما أُطلقت تطمينات بأنّ الفرق العراقية الخاصة تتابع الملف بحذر مع اتّخاذ تدابير وقائية، دعا خبراء إلى الاستعداد لأيّ طارئ.
يُذكر أنّ إيران سجّلت تلوّثاً إشعاعياً في منشأة نطنز، أكبر المنشآت الإيرانية لتخصيب اليورانيوم، إثر هجوم إسرائيلي يوم الجمعة الماضي، بحسب ما أعلنته هيئة الطاقة الذرية الإيرانية، التي أشارت إلى عدم تسجيل التلوث الإشعاعي خارج المنشأة. وعلى أثر ذلك، شكّل العراق غرفة طوارئ نووية لمتابعة الملف واحتمال أن يصل التلوّث الإشعاعي إلى البلاد، خصوصاً أنّ منشأة نطنز الواقعة في محافظة أصفهان (جنوب إيران) لا تبعد أكثر من 300 كيلومتر عن الحدود العراقية.
