ماذا ينتظر تشابي ألونسو في ريال مدريد؟

في خطوة طال انتظارها، يستعد ريال مدريد لبدء فصل جديد في تاريخه بتعيين تشابي ألونسو مديراً فنياً للفريق، وذلك خلفاً للمدرب الإيطالي المخضرم كارلو أنشيلوتي الذي من المتوقع أن يُطاح من منصبه عقب مباراة "الكلاسيكو" مع برشلونة في الدوري الإسباني المقرر لها غداً الأحد.

وكان نادي باير ليفركوزن أعلن خلال الساعات الماضية رحيل ألونسو رسمياً، بعد أن قاد الفريق إلى موسم استثنائي توج فيه بلقب الدوري الألماني للمرة الأولى في تاريخه، إضافة إلى تحقيق الثنائية المحلية، وذلك خلال الموسم الماضي.

وتشير التقارير إلى أن ألونسو توصل إلى اتفاق مع ريال مدريد لتولي القيادة الفنية بعقد يمتد لثلاثة أعوام، مع إمكانية الإعلان الرسمي عن الصفقة عقب لقاء "الكلاسيكو" أو مع نهاية الموسم، وتولي مدرب موقت الفريق خلال كأس العالم للأندية.

وقال المدير الفني الإيطالي كارلو أنشيلوتي ضمن مؤتمر صحافي قبل مواجهة برشلونة في الدوري الإسباني المقرر لها غداً، معلقاً عن أنباء اقتراب ألونسو من تدريب ريال مدريد "قرأت أنه غادر باير ليفركوزن، قدم هناك عملاً رائعاً، وكل الأبواب مفتوحة أمامه لأنه أثبت أنه من أفضل المدربين في العالم خلال الوقت الحالي".

وعن مستقبله هو، قال أنشيلوتي "ريال مدريد مثل ميلان، لن ينتهي شهر العسل بيننا نهائياً، مستمر حتى آخر يوم في حياتي، وهذا الكلاسيكو سيكون الأخير في الموسم الحالي لأن برشلونة لن يكون في كأس العالم للأندية، وتغيير الجهاز الفني أصبح سراً معروفاً الآن".

ومن المتوقع أن يصطحب معه بعض أفراد طاقمه الفني من ليفركوزن، بما في ذلك مساعده سيباستيان باريا والمدرب البدني ألبرتو إنسيناس، لضمان استمرارية فلسفته التدريبية.

ويتميز ألونسو برؤيته الفنية ومرونته التكتيكية، وهو ما كان يتميز به كلاعب في وسط الملعب أيضاً قبل أن يعلق حذاءه، وكانت من أبرز فتراته عندما كان قائداً لوسط ملعب ريال مدريد، إذ يعتمد في الوقت الحالي على أساليب لعب متنوعة، مما يجعله خياراً مثالياً لقيادة فريق بحجم ريال مدريد، وسط تراجع المستوى الفني خلال الفترة الماضية، على رغم وجود نجوم أصحاب الصف الأول في الكرة العالمية.

ويمتلك ألونسو خبرة كلاعب سابق في النادي، إذ شارك في 236 مباراة خلال الفترة بين عامي 2009 و2014، مما يعزز من فهمه لثقافة النادي وتطلعات جماهيره.

وكان المدرب الإسباني وضع بنداً في عقده مع ليفركوزن يتيح له قبول النادي الألماني رحيله حال تلقيه عرضاً من أحد الفرق التي دربها وكان على رأسها ريال مدريد، وهو ما يعكس ارتباط ألونسو عاطفياً مع جماهير "الميرنغي"، وكانت كلماته في وداع الفريق أثناء رحيله عام 2014 تؤكد ذلك، إذ قال "اليوم أتوقف عن كوني لاعباً في هذا النادي، لكنني سأظل دائماً مدريدياً".

وما وضع ألونسو في مقدمة المدربين المرشحين لتولي المهمة في ريال مدريد، ما قدمه مع ليفركوزن، إذ قاد الفريق خلال فترته في 138 مباراة ضمن جميع المسابقات، ونجح في الفوز بـ89 لقاء والتعادل في 31 وتلقى 18 هزيمة، وأحرز لاعبوه 311 هدفاً واستقبلت شباك الفريق 149 هدفاً.

ومع اقترابه من الإعلان الرسمي عن توليه تدريب ريال مدريد، ستكون هناك تحديات كثيرة في انتظار مهمته الجديدة خلال مسيرته التي تصل إلى محطة جديدة.

ومن أبرز التحديات التي تواجه ألونسو عودة الهوية الفنية داخل فريق ريال مدريد، والتي فقدها الفريق مع أنشيلوتي خلال المباريات الأخيرة، إذ لديه كثرة لاعبين في الشق الأمامي ولكن يظهر الفريق دون تناسق جيد وتفاهم كبير بين اللاعبين، وهو ما كلفهم كثيراً خلال الموسم الحالي، على رغم وجود نجوم بحجم كيليان مبابي وفينيسيوس جونيور ورودريغو غوس وجود بيلينغهام.

وظهر عدم التناسق بين ثلاثي الهجوم وبخاصة مع قدوم مبابي، وعدم حصول بيلينغهام على الحرية للزيادة داخل منطقة الجزاء مثلما كان يحدث خلال الموسم الماضي، والذي جعله من هدافي الدوري الإسباني آنذاك برصيد 19 هدفاً في المركز الثالث، بينما خلال الموسم الحالي لم يسجل سوى ثمانية أهداف في البطولة وهو ما يعكس حرمانه من حرية داخل الملعب كان يحصل عليها خلال الموسم الماضي 2023–2024.

ألونسو سيحل مدرباً لريال مدريد خلفاً لأنشيلوتي (رويترز)

خط الوسط

وقد تكون من العقبات أمام ألونسو الاهتمام بمركزه عندما كان لاعباً، حلقة الوصل الجيدة بين الدفاع والهجوم، وهو ما لم يعوضه ريال مدريد عقب اعتزال النجم الألماني توني كروس نهاية الموسم الماضي، إذ هناك أكثر من مرشح من أجل ترميم وسط ملعب "الميرنغي" مع وجود بعض العناصر التي سيكون عليها اعتماد دائم وعلى رأسهم فيدي فالفيردي وتشواميني وإدوارد كامافينغا.

ويعد نجم ريال سوسيداد مارتن زوبيميندي المرشح الأول لتعويض كروس ويضعه ريال مدريد ضمن أولوياته، ولكنه سيجد منافسة كبيرة من بعض الأندية الأوروبية لخطفه وعلى رأسها أرسنال، الذي يضع اللاعب هدفاً أساساً منذ فترة الانتقالات الشتوية الماضية ولكن هلم ينجح في إنهاء الأمر، وقرر تأجيله إلى الصيف.

ويضع أرسنال أملاً في دفع الشرط الجزائي في عقد اللاعب لضمه والذي يصل إلى 60 مليون يورو (67.52 مليون دولار).

وقد يكون تأثير انتقال ألونسو إلى ريال مدريد له دور خلال الفترة المقبلة، وبخاصة أن اللاعب متأثر بمسيرة ألونسو كثيراً، وقال في تصريحات سابقة عنه "في طفولتي كنت أحلم أن أصبح مثل تشابي ألونسو، كان مدربي ضمن فريق الرديف في ريال سوسيداد، والآن أنا ألعب في مركزه داخل الفريق الأول، هو قدوتي ومثلي الأعلى وأعلم أنه سئم من كثرة مدحي له".

ولعب زوبيميندي (26 سنة) مع ألونسو من قبل 25 مباراة سجل خلالها ثلاثة أهداف، وذلك في 2250 دقيقة.

الخط الدفاعي

وقد يكون الخط الدفاعي لريال مدريد هو المتسبب في كثير من هزائم الموسم الحالي، وكلف الفريق كثيراً في فقدان المنافسة على الألقاب والاقتراب من الخروج بموسم صفري، وهو ما أرق جماهير النادي وتسبب في الهجوم بصورة كبيرة على اللاعبين والمدير الفني الإيطالي أنشيلوتي، وقربه من الرحيل.

ويحتاج ريال مدريد وفق التقارير إلى قلب دفاع قوي إلى جانب عودة البرازيلي إيدير ميليتاو والألماني أنطونيو روديغير ووجود راؤول أسينسيو وديفيد ألابا.

ويعد مدافع باير ليفركوزن جوناثان تاه الذي ينتهي عقده آخر الموسم الحالي، أقرب اللاعبين لتدعيم الصفوف في الموسم الجديد لريال مدريد.

وعلى مستوى الظهيرين، يحتاج ريال مدريد إلى تدعيمات قوية في هذا المركز سواء في اليمين أو اليسار، ومن ثم أنهى "الميرنغي" صفقة ترينت ألكسندر أرنولد قادماً من ليفربول بعد نهاية عقده.

وعلى مستوى مركز الظهير الأيسر، قد يكتفي رئيس النادي فلورنتينو بيريز بالثنائي ميندي وغارسيا، ولكن إذا وضع النادي ضمن أولوياته التعاقد مع ظهير أيسر سيكون ثيو هيرنانديز لاعب الفريق السابق وميلان الإيطالي الحالي هو الأكثر ترشيحاً لتدعيم صفوف ريال مدريد.