ماذا تعني زيارة الرئيس ترمب دولا خليجية لأسواق الطاقة؟

1 week ago 11
ARTICLE AD BOX

<p class="rteright">الفريق المرافق للرئيس الأميركي يشمل رؤساء أكبر شركات التقنية والذكاء الاصطناعي في الولايات المتحدة (أ ف ب)</p>

تبدأ اليوم زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب السعودية وقطر والإمارات، وهي زيارة تاريخية كونها الأولى لترمب بعد توليه الرئاسة للمرة الثانية، وكانت الزيارة الأولى له عندما تولى الرئاسة في المرة الأولى للسعودية.

يتفق الخبراء على أن اختيار ترمب السعودية للمرة الثانية يعكس دورها السياسي والدبلوماسي الإقليمي والعالمي، إلا أن للزيارة الثانية أثراً مختلفاً عن الأولى، لأنها تؤكد أن الزيارة الأولى لم تكن صدفة أو بحكم الظروف، وإنما نتيجة عوامل أساس تعكس الدور المهم للسعودية والدول الخليجية.

سيكون هناك آثار سياسية واقتصادية عدة لزيارة الرئيس ترمب المنطقة، ولكن ما يعنينا هنا الجزء المتعلق بأسواق الطاقة، بأوسع ما تعني كلمة "طاقة" من معنى.

المهتمون بأسواق الطاقة يتطلعون إلى توقيع الاتفاق النووي بين السعودية والولايات المتحدة، الذي أُعلن عنه منذ نحو شهر، وتفاصيل هذا الاتفاق. التوقع أنه سيكون هناك اتفاق لبناء مفاعلات نووية لتوليد الكهرباء في السعودية بتقنية أميركية. هناك بعض التفاصيل المهمة في هذه الاتفاقات وعما إذا كان ترمب سيستثني السعودية من شروط تخصيب اليورانيوم. وسائل الإعلام تتكلم عن اشتراط السعودية أن تُخصب اليورانيوم حتى لا تكون شبكة الكهرباء رهينة الدول الأخرى التي تصدر اليورانيوم المخصب، ولكن قد يكون هناك رفض من بعض أعضاء الكونغرس ومجلس الشيوخ الداعمين لإسرائيل.

وهنا يتساءل كثيرون: لماذا تريد السعودية الطاقة النووية لتوليد الكهرباء وهي من أغنى الدول في العالم بالنفط والغاز؟

تطبيق رؤية 2030 يعني زيادة ضخمة في الأنشطة المختلفة بخاصة في مجالات الذكاء الاصطناعي ومراكز البيانات والصناعة والسياحة، وكلها تستهلك طاقة بكميات ضخمة، توسع المدن السعودية يعني زيادة الطلب على الطاقة.

كيف تُوفر الكهرباء مع هذه الزيادة الضخمة في الطلب؟ إما يُحوَّل النفط من الصادرات لمحطات الكهرباء أو الغاز من الصناعات المختلفة للحرق في محطات الكهرباء، وهذا يخفض الإيرادات الحكومية سواء من إيرادات النفط أو الضرائب على القطاع الصناعي، ومن ثم يخفض النمو الاقتصادي، ويرفع معدلات البطالة أو تُستخدم الطاقة النووية والطاقة المتجددة لتوفير الكهرباء، وهذا يؤدي إلى زيادة صادرات السعودية من النفط وزيادة إيراداتها بسبب وقف حرق النفط في محطات الكهرباء، وتوفير الغاز الطبيعي للصناعات المختلفة لتحقيق قيمة مضافة أعلى بكثير من حرقه في محطات الكهرباء، وربما، مع الانتهاء من تطوير حقل الجافورة، قد يُصدر الغاز.

يقول البعض لا نريد طاقة نووية وسنستخدم الطاقة المتجددة مكانها، الطاقة المتجددة متقطعة، بينما الطاقة النووية تؤمن الكهرباء على مدى الساعة. يقولون يمكننا استخدام بطاريات تخزين، صحيح، ولكن بغض النظر عن الكلفة المرتفعة، فالقدرة على التخزين محدودة، وهناك تجارب من حول العالم بخاصة من ولاية كاليفورنيا، تشير إلى أن البطاريات تساعد على مدى ساعات فقط.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

أما من يثير موضوع خطورة الطاقة النووية فعليه أن يتابع التقدم التقني الهائل الذي حُقق في الأعوام الأخيرة، بخاصة في مجال المفاعلات المعيارية الصغيرة. وهناك من يقول إن الغرب يتخلص من الطاقة النووية، ما المقصود بالغرب؟ ألمانيا تخلصت من الطاقة النووية وهي تدفع الثمن غالياً الآن، إذ تضاعفت كلف الكهرباء وأصبحت من الأعلى في العالم. فرنسا قررت بناء مزيد من المفاعلات النووية بينما تدرس إسبانيا تمديد رخص المفاعلات التي كانت تنوي إغلاقها، الولايات المتحدة تنوي الآن التوسع بصورة كبيرة في الطاقة النووية.

شرقاً، اليابان عادت للطاقة النووية بقوة، على رغم ما حدث في فوكوشيما، والصين مستمرة في بناء المفاعلات النووية وكأنها في سباق مع الزمن، تركيا انتهت من المحطة النووية الأولى والآن تنوي بناء الثانية.

لو نظرنا إلى الفريق المرافق للرئيس الأميركي لوجدنا أن معه رؤساء أكبر شركات التقنية والذكاء الاصطناعي في الولايات المتحدة. ولا يمكن فصل موضوع التقنية والذكاء الاصطناعي عن الطاقة، ليس فقط بسبب الاستهلاك الضخم لهذه الصناعات من الطاقة، ولكن لدورها أيضاً في زيادة الكفاءة في الإنتاج والنقل والاستهلاك.

لا يتوقع أن تكون هناك أية مفاوضات أو حوار يتعلق بالنفط، وأي حديث عن الموضوع سيكون عابراً، وذلك لأن المتتبع للسياسة السعودية على مدى أعوام يلاحظ محاولاتها الدائمة تحييد النفط عن السياسة، وكان هذا ملحوظاً أثناء زيارة الرئيس الصيني ورئيس وزراء الهند. وقد نجحت السعودية وحلفاؤها في الخليج بتحييد النفط، إذ إن الأسعار منخفضة نسبياً وليس هناك أي سبب كي يثيرها ترمب أثناء زيارته. بعبارة أخرى، الدول الخليجية لها أهداف إستراتيجية من هذه الزيارة تتعلق بأمور كبرى من إيران إلى اليمن فغزة والسودان حتى سوريا، إلى الاتفاقات العسكرية والتجارية الثنائية، وعلى رأسها الاتفاق النووي.

ويصر البعض على أن قرار مجموعة الثماني في "أوبك+" تسريع زيادة الإنتاج في مايو (أيار) الجاري ويونيو (حزيران) المقبل كان سياسياً، وعلى فرض صحة هذا القول، فإن فصل الاتفاق النووي عن السلام مع إسرائيل وإقناع الأميركيين بذلك لا يقدر بثمن! حقيقة الأمر أن قرار مجموعة الثماني جاء تلبية لأمور عدة ناقشتها بالتفصيل في المساحة الثلوثية لمنصة الطاقة، وذكرت أن هناك أموراً عدة تتعلق بأسواق النفط وأهداف "أوبك+" جعلت قرار تسريع الإنتاج منطقياً، وأية مكاسب سياسية من ذلك تعكس صحة هذا القرار، وما ارتفاع أسعار النفط في الأيام الأخيرة إلا دليل على ذلك.

النفط ليس الموضوع الوحيد الذي حُيد، ولكن أموراً أخرى عدة يمكن أن تؤثر سلباً في إنجاح هذه الزيارة التاريخية، منها وقف القتال على الحدود الباكستانية - الهندية، وفي أوكرانيا وفي اليمن، كل هذا يدل على أهمية هذه الزيارة. وكانت إدارة ترمب قد اقترحت وقف إطلاق النار في أوكرانيا مدة شهر، ولكن الرئيس بوتين أعلن وقف إطلاق النار ثلاثة أيام للاحتفال بيوم النصر، في وقت ذهب فيه الرئيس الأوكراني زيلينسكي إلى إسطنبول في محاولة للقاء بوتين هناك.

subtitle: 
من المتوقع أن يكون هناك اتفاق لبناء مفاعلات نووية لتوليد الكهرباء في السعودية بتقنية أميركية
publication date: 
الاثنين, مايو 12, 2025 - 20:30
Read Entire Article