مئة مقالة

1 day ago 4
ARTICLE AD BOX

د. محمد وليد صالح

كاتب عراقي

استغرقت رحلة كتابة مئة مقالة بعد أربعة سنوات في صحيفة (الصباح) من عددها (5170) الصادر في يوم الأحد 25/ 7/ 2021 بصفحة تدوين وثم آراء، وهذه الموضوعات المنشورة تتسم بمستويات مسؤولية اجتماعية متنوعة لأن خطاب مؤسسات البث العام يعمل على تطوير ذائقة المجتمع، بما يشمله من أدوات ورسائل إعلامية مميزة للتعرف على أحداث وأخبار العالم عبر وسائل التواصل الاجتماعي أو شاشات التلفزيون الفضائية واتاحتها للرأي العام ببساطة وسهولة، عن طريق الإقناع والتأثير على الأفراد وتعزيز الروابط الإجتماعية وزيادة الوعي والمعرفة.

وبوصف المقال أحد فنون الخطاب الصحفي المعتمدة على مهارات التحليل والنقد والدراسة واعادة انتاج المعلومات الهامة التي يحتاج إليها الجمهور ويهتم بها، بواسطة الاستمالات العاطفية بما فيها الرموز والأساليب اللغوية ودلالات الألفاظ المفهومة الداعمة لرأي الكاتب، أما العقلانية فتقدم الحجج والشواهد المتسلسلة منطقياً وفكرياً لمخاطبة عقل المتلقي.

فالوسائل التي تملكها الدولة أو الحكومة بشكل مباشر أو غير مباشر والمتمثلة بالبث التليفزيوني والإذاعي بالدرجة الأولى والإصدارات الصحفية الدورية، مما يجعل وسائل الإعلام عموماً والرسمي خصوصاً تعمل كمؤسسات رئيسة للتحضير والاستعداد والاستجابة للأزمات والكوارث، عن طريق التحذير وكسب التأييد والتعاطف ومحاربة الشائعات وطمأنة الجمهور، ولاشك أن مهمة إدارة الأزمات تواجه عقبات عدة من أهمها مواجهة الإعلام الرسمي لمشكلة تعدد الأطراف التي تقوم بأنشطة اتصالية أثناء الأزمات والكوارث مما يحتاج إلى تنسيق المواقف المربكة، وعند القيام بتغطية أخبار أحداث معينة وأسبابها ونتائجها تركز على إنها أحداث منفصلة واستثنائية أكثر من كونها أحداث طبيعية.

هذا من جانب ومن جانب آخر يرفع عنصر الزمن والمفاجئة من درجة توتر ولا عقلانية الجمهور، وثم تجعله أكثر عرضة للاستهواء والوقوع تحت تأثير الشائعات والدعاية المضادة مع ازدياد حضور منصات وشبكات الإعلام البديل وصحافة مواطن، بما يتطلب توافر الجودة الشاملة والإلتزام بالمهنية والتنوع بأساليب العرض المبتكرة عبر البث الرقمي لمناقشة القضايا المطروحة، مع قدرة الناس على التفاعل والمشاركة مع هذه البرامج.

وبحسب يورغن هابرماس الدور الكبير للبث التلفزيوني والإذاعي في المجال العام وبشكل خاص الصحافة كعضو فاعل وشريك قوي في حصول الجمهور على المعلومات وبلورة وجهات النظر المتعددة بالجدال السياسي وحرية التعبير عن الرأي، ومع أن الشباب نسبتهم السكانية في البلد متزايدة وهذا يعطينا مؤشر عن رواج استخدام وسائط التواصل الاجتماعي.

فالآراء متضادة حول نجاح مؤسسات البث العام أم تراجعها، وهذا الأمر بطبيعة الحال يعود إلى موجات التحوّل الديمقراطي وحاجة المجتمع لاستعادة الثقة في مصادر الأخبار والمعلومات، يقابلها زيادة مستوى الفوضى وتراجع المصداقية التي تشهدها وسائل الإعلام مع ظهور ما يدعى بـ(عصر ما بعد الحقيقة) والتركيز على تعزيز أخلاقيات المهنة ومبادئها على وفق إنموذج جديد في الميدان الإعلامي والمشهد الاتصالي الرقمي.

Read Entire Article