ليبيا: ازدحام أمام محطات الوقود في طرابلس بعد التوترات الأمنية

2 weeks ago 7
ARTICLE AD BOX

شهدت العاصمة الليبية طرابلس، مساء الاثنين، حالة من الفوضى إثر تصاعد التوتر الأمني بشكل حاد، ما أدى إلى إغلاق العديد من المحال التجارية باكراً واصطفاف المواطنين في طوابير طويلة أمام محطات الوقود، كما شهدت عدة مناطق انقطاعاً شبه تام للتيار الكهربائي. 

وتأتي هذه التطورات في وقت تشهد فيه طرابلس توتراً متصاعداً بين تشكيلات مسلحة، وسط غياب واضح لأي تدخل حاسم من الجهات الرسمية لضبط الأمن وحماية المدنيين. وأكد مصدر أمني من مديرية أمن طرابلس وطبي من مستشفى الحوادث في العاصمة مقتل رئيس جهاز دعم الاستقرار التابع للمجلس الرئاسي الليبي عبد الغني الككلي، الشهير بـ"غنيوة"، مساء الاثنين، بطلق ناري، في الوقت الذي سيطرت فيه قوى مسلحة بطرابلس على عدد من مقرات جهاز دعم الاستقرار. وشارك الككلي بواسطة قواته، التي تعتبر من أبرز القوى المسلحة، في عملية بركان الغضب التي أفشلت محاولة سيطرة مليشيات اللواء المتقاعد خليفة حفتر عامي 2019 و2020 على العاصمة طرابلس.

ومع غروب شمس يوم الاثنين، بدأت الأسواق تغلق أبوابها تدريجياً، في حين شهدت محطات الوقود ازدحاماً خانقاً، حيث سعى السكان لتخزين الوقود في ظل التدهور الأمني المستمر. وقال أسعد بن مسعود، وهو أحد سكان طرابلس، لـ"العربي الجديد": "بحثت عن محطة وقود لأكثر من ثلاث ساعات، ولم أتمكن من العثور على محطة تعمل سوى في منطقة جنزور، غربي العاصمة". وأضاف: "الوضع الأمني غير مستقر، ولهذا السبب أقوم بتخزين الوقود".

وفي ما يخص الخدمات الأساسية، أكد شهاب القماطي، وهو صاحب مخبز في وسط المدينة، لـ"العربي الجديد"، أن العمل توقف بشكل مفاجئ وفي وقت أبكر من المعتاد، قائلاً: "نفدت كميات الخبز منذ المغرب، ولا نعلم إذا كنا سنتمكن من العمل الثلاثاء (اليوم)". وفي السياق نفسه، أشار رضوان الطبيب إلى أن معظم الصيدليات أغلقت أبوابها، أضاف في حديث لـ"العربي الجديد": "أبحث عن أدوية لأطفالي، ولكن الحركة في الشوارع شبه متوقفة بسبب الرصاص المتطاير هنا وهناك".

من جهته، قال عز الدين الأصبيعي، وهو أحد سكان منطقة صلاح الدين، لـ"العربي الجديد"، إنّ "الكهرباء انقطعت بشكل كامل منذ أكثر من خمس ساعات. الناس يعانون أوضاعاً معيشية متدهورة، مع نقص السيولة وتردي الخدمات الأساسية. لا نعرف إن كانت هذه الاشتباكات ستتوقف أم أننا على أعتاب موجة جديدة من العنف".

من جانبه، قال المحلل الاقتصادي أبو بكر الهادي إن "الأزمة الحالية في طرابلس تعكس غياب الخطط الطارئة التي من شأنها التخفيف من الأعباء المعيشية على الأسر، خاصة في ظل ما تشهده العاصمة من توتر أمني واضطرابات". وأكد الهادي لـ"العربي الجديد"، أن "طرابلس، التي يقطنها نحو ثلاثة ملايين نسمة، تواجه صعوبة كبيرة في توفير الخدمات الأساسية مع ارتفاع الأسعار وإقفال العديد من المحلات التجارية". 

وتساءل الهادي: "كيف يمكن أن ترتفع الأسعار وتصبح الحركة شبه مشلولة في الخدمات؟ لا توجد صيدليات أو محلات تجارية تعمل بشكل طبيعي، كما أن الخطط البديلة غائبة وسط هذه الأوضاع الأمنية"، وأشار إلى أن "معظم محطات الوقود مغلقة، باستثناء المستشفيات العامة التي تواصل عملها في ظروف صعبة". 

 من جهته، قال المواطن عبد الله السنوسي إنه لم يتمكن من العثور على أسطوانة غاز طهو منذ مساء الاثنين، مضيفاً أن سعر الأسطوانة قفز إلى 50 ديناراً (نحو تسعة دولارات) في السوق السوداء، رغم أن سعرها الرسمي لا يتجاوز ثلاثة دنانير. 

وفي تطور ذي صلة، أعلنت شركة البريقة لتسويق النفط، صباح الثلاثاء، إعفاء موظفيها القاطنين في طرابلس والمناطق المجاورة من الحضور إلى مقار العمل "نظراً للتوترات الأمنية"، داعية عبر صفحتها على "فيسبوك" الموظفين إلى التزام منازلهم ومتابعة تعليمات الجهات المختصة بشأن المستجدات الأمنية.

Read Entire Article