لبنان: وفاة شاب إثر سقوطه من مظلة شراعية في سماء جونية

توفي الشاب اللبناني (ح. م. م) من منطقة المنية، شمالي لبنان، اليوم السبت، إثر سقوط مظلته خلال ممارسته رياضة الطيران الشراعي في أعالي بلدة ساحل علما، إحدى التلال المشرفة على خليج جونية، متأثراً بإصاباته الناتجة عن السقوط من علو شاهق.

وتُعدّ منطقة ساحل علما من أبرز الوجهات السياحية في لبنان لعشاق الرياضات الجوية، وخصوصاً الطيران الشراعي، لكنها تحوّلت في الآونة الأخيرة إلى ساحة خطرة، بعد تكرار الحوادث، وضعف الرقابة على الشركات التي تؤمّن هذا النوع من النشاطات. وبحسب المعلومات الأمنية الأولية، تقول مصادر لـ"العربي الجديد" إن "الضحية لم يكن مربوطاً بشكل محكم في الحزام الخاص بالمظلة عند انطلاق الرحلة من منطقة حريصا، الأمر الذي أدى إلى سقوطه خلال التحليق فوق بلدة ساحل علما قبل أن يصل إلى نقطة الهبوط".

وفور وقوع الحادث، حضرت قوى الأمن الداخلي وفرق الإسعاف التابعة للصليب الأحمر اللبناني إلى الموقع، حيث جرى تطويق المكان، وفتح تحقيق رسمي لتحديد ملابسات الحادث. وقال المدير العام للصليب الأحمر جورج كتانة، لـ"العربي الجديد"، إن "الضحية فارق الحياة قبل وصول المسعفين، ولم تُسجّل أي إصابات أخرى في الموقع".

وأفادت المصادر نفسها "العربي الجديد" بأن المدرب (ن. أ. ع)، وهو أحد العاملين في مجال الطيران الشراعي لدى شركة تنشط في منطقة جونية ومناطق أخرى، فرّ من المكان فور وقوع الحادث، وتعمل القوى الأمنية حالياً على ملاحقته، وقد باشرت تحقيقاتها بناءً على بيانات أولية شاملة، كما أُوقف صاحب الشركة التي استُؤجرت منها المظلة، وهو قيد التحقيق حالياً لمعرفة ملابسات الحادثة. وتبيّن لاحقاً أن الضحية كان يحمل هوية تعود إلى شخص آخر يدعى (م. أ)، ما تسبب بحالة من الالتباس في الساعات الأولى بعد الحادث حول هوية القتيل.

الحادثة أعادت إلى الواجهة الحديث عن مدى التزام شركات الطيران الشراعي في لبنان بمعايير السلامة، خاصة أنها لم تكن الأولى من نوعها. ففي الرابع من إبريل/نيسان الماضي، شهدت المنطقة حادثة مشابهة، حين سقط شابان خلال ممارستهما هذه الرياضة، لكنهما نجوَا بعدما سقطا في مياه خليج جونية.

وعلى خلفية الحادث الأخير، تحرّكت السلطات الأمنية والقضائية، إذ قامت دورية من مفرزة شواطئ جبل لبنان في قوى الأمن الداخلي بختم مدرج الطيران الشراعي في جونية بالشمع الأحمر، بناءً على إشارة من النيابة العامة المالية. كما تقرر تعليق كافة أنشطة الطيران الشراعي في المنطقة مؤقتاً، في انتظار صدور القرار القضائي الذي سيَبتّ في مستقبل هذا النشاط الجوي الذي بات يشكّل مصدر قلق للسكان والمجتمع المدني، وسط مطالب بفرض رقابة صارمة على الشركات وتدقيق شروط السلامة.

وقد تداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي صوراً توثّق، وفق ما قيل، لحظة العثور على جثة الشاب مغطاة بقماش أبيض إلى جانب مظلة الطيران، ممدّدة على حافة أحد الطرقات الجبلية، في مشهد أثار موجة واسعة من الغضب والحزن، ودفع كثيرين إلى التساؤل عن مدى فوضى هذا القطاع وغياب الرقابة الرسمية عليه.