لبنان 1982: ما الذي دفع إسرائيل إلى اجتياح بيروت؟

1 day ago 3
ARTICLE AD BOX

كثيرة هي التحليلات التي حاولت قراءة اجتياح إسرائيل للبنان في السادس من يونيو (حزيران) عام 1982، بين الأسباب والنتائج، وكيف أثرت هذه العملية التي أطلق عليها الإسرائيليون اسم "سلامة الجليل" في الصراع الأهلي في لبنان، وما تلاه وصولاً إلى عام 2000.

وعلى رغم أن الاجتياح بدأ فعلياً في بداية يونيو من ذلك العام لكن أسبابه تعود لأعوام طويلة سابقة، تراكمت خلالها الأسباب والمعطيات التي شكلت دافعاً قوياً لتل أبيب لتنفيذ ذلك الاجتياح.

ويقول المؤرخ اللبناني عماد مراد في مقابلة صوتية مع "اندبندنت عربية" إنه لا يمكن الحديث عن اجتياح بيروت من دون التوقف عند خلفية تاريخية سريعة تعود لوجود سلاح فلسطيني في لبنان منذ الخمسينيات، قبل تشريعه بما يعرف بـ "اتفاق القاهرة" عام 1969 برعاية الرئيس المصري السابق جمال عبدالناصر وحضور رئيس "منظمة التحرير الفلسطينية" ياسر عرفات وقائد الجيش اللبناني إميل بستاني.

ويضيف أن هذا الاتفاق شرّع السلاح الفلسطيني على الأراضي اللبنانية وحق العمل الفدائي للسلاح الفلسطيني من الجنوب باتجاه إسرائيل، وبهذا التشريع بات الفلسطينيون أقوياء في لبنان وأمسكوا بالحياة السياسية والاقتصادية والميدانية، مما أدى في مراحل مختلفة إلى وقوع مواجهات بينهم وبين الجيش اللبناني، وسط ضغط عربي على السلطة اللبنانية لوقف الضغط على الفلسطينيين.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

يتابع مراد أنه "في عام 1978 شن الجيش الإسرائيلي حرباً كانت تمهيداً لاجتياح 1982، وكانت قوية جداً وشهدت إنشاء منطقة عازلة لحماية حدوده الشمالية، وبسبب هذه الحرب اتخذ القرار الأممي (425) الذي دعا إلى انسحاب جميع الجيوش الأجنبية من لبنان، ومن ضمنها إسرائيل"، وبعدها مرت فترة هدوء نسبية عام 1981، لكن الإسرائيلي بقي غير مطمئن لتعاظم قوة 'منظمة التحرير الفلسطينية' وبخاصة في جنوب لبنان، وقد استمر الوضع على ما هو عليه حتى عام 1982 عندما حصلت محاولة اغتيال السفير الإسرائيلي في لندن شلومو أرجوف".

ويعتبر مراد أن جميع ما سبق كان أسباباً غير مباشرة للاجتياح، وبعدها أتت محاولة اغتيال أرجوف كسبب مباشر، بخاصة أن تل أبيب كانت تعتبر أن جميع عمليات الفصائل الفلسطينية ضدها كان يحضر لها من لبنان، ولذلك شنت بعد محاولة الاغتيال هجوماً برياً وجوياً وبحرياً على الفصائل الفلسطينية في لبنان وعلى مناطق لبنانية أيضاً، ومعه اجتاح الجيش الإسرائيلي الجنوب بأكمله مترافقاً مع قصف كبير، ووصل إلى ساحل الشوف ثم العاصمة بيروت، فيما لم يستطع الفلسطينيون أن يواجهوا في ظل تفاوت موازين القوى بين الطرفين، وكذلك قاومت مجموعات لبنانية يسارية كانت تدعم الفلسطينيين لكن مقاومتها كانت ضعيفة، وكذلك الأمر بالنسبة إلى الجيش السوري.

ويقول مراد إن "الشعار الذي رفعته إسرائيل لهذا الاجتياح كان القضاء على 'منظمة التحرير الفلسطينية' وهذا ما تحقق بعد اجتياح العاصمة، إذ رفعت المنظمة الراية البيضاء وخرجت من لبنان، وجرى توزيع المقاتلين الفلسطينيين والقيادات على دول عدة أبرزها تونس، إضافة إلى سوريا والسودان واليمن وليبيا، وبعدها استمر الوجود الإسرائيلي في بيروت والشوف والجبل والجنوب حتى عام 1985، ثم تراجع واستقر في الجنوب عام 2000 حينما انسحب نهائياً من جنوب لبنان".

subtitle: 
يرى عماد مراد أن أسبابه تنقسم بين مباشرة وغير مباشرة وتعود لأعوام سابقة
publication date: 
الخميس, يونيو 5, 2025 - 11:00
Read Entire Article