كفر الديك تحت الحصار... حملة إسرائيلية لترسيخ الاستيطان

7 hours ago 1
ARTICLE AD BOX

يأخذ تصعيد عملية الاحتلال الإسرائيلي العسكرية في بلدة كفر الديك غرب سلفيت شمال الضفة الغربية المحتلة، منذ الليلة الماضية، مستوى أعلى من الترهيب، في ظل اقتحام أعداد كبيرة من الجنود الأحياء (70 جندياً للحي الواحد)، بالإضافة إلى عمليات تفتيش وتخريب وتحويل منازل إلى ثكنات عسكرية، وسط مخاوف من أن يتحول ذلك إلى واقع لترسيخ الاستيطان.

بدأ الاحتلال عدواناً شاملاً على كفر الديك منذ ستة أيام، بالتوازي مع اقتحام مشابه في بلدة بروقين المجاورة، في أعقاب عملية إطلاق النار قرب مستوطنة بروخين، المقامة على أراضي البلدتين، في الرابع عشر من الشهر الجاري، والتي أدت إلى مقتل مستوطنة وجرح آخرين.

ويمنع الاحتلال دخول المواطنين والبضائع والخروج، ويفرض حظراً للتجول، ويسمح للمواطنين بالتحرك في البلدة لفترات محددة لا تتجاوز ساعتين يومياً، بالإضافة إلى مداهمة المنازل وتحويل عدد منها إلى ثكنات عسكرية.

وتحولت عشرات منازل المدنيين الفلسطينيين إلى ثكنات عسكرية يستخدمها الجنود لأغراض عسكرية، أو حتى لأخرى شخصية للجلوس وتناول الطعام والنوم. واقتحم الجنود مئات المنازل وحطموا المحتويات أو الأبواب على الأقل، فضلاً عن الاعتداء على الممتلكات العامة. وشهد يوم أمس خلعاً لأبواب المدارس والمساجد وتحطيم جزء من محتوياتها.

ويقول الناشط ضد الاستيطان والقيادي في حركة المبادرة الوطنية الفلسطينية، فارس الديك، لـ "العربي الجديد"، إن "قوات الاحتلال تتعمد البقاء في النهار داخل البيوت التي حولتها إلى ثكنات عسكرية، مستخدمة مرافقها مثل المكيفات ومراوح الهواء، ومحتويات الثلاجات من طعام وشراب حتى السادسة مساء، لتبدأ عمليات الاقتحام والمداهمة التي تتواصل حتى صباح اليوم التالي".

أحياناً، يقتحم جنود الاحتلال المنازل نهاراً وبشكل هادئ ومن دون عمليات تخريب، لكنهم يعودون ليلاً لاقتحام البيوت ذاتها بشكل عنيف، مع تحطيم محتوياتهايقول الديك: "يضعون الأهالي في حالة من الانتظار والغموض، ويستغلون الليل من أجل إثارة مزيد من الرعب وبشكل خاص بين النساء والأطفال وكبار السن".

الليلة الماضية، حول جيش الاحتلال 8 منازل البلدة إلى ثكنات عسكرية، وقبلها 12 منزلاً. ويستمر وجود الجنود في منزل بعد تحويله إلى ثكنة ما بين 8 و36 ساعة، قبل الانتقال إلى منازل أخرى. وتم تحويل عشرات المنازل في كفر الديك إلى ثكنات عسكرية على مدار خمسة أيام لفترات مختلفة، بينما تم اقتحام مئات المنازل للتفتيش. 

ويبقى الأهالي في حالة من القلق والاستيقاظ طوال الليل، في محاولة لتفادي بعض آثار أي مداهمة لمنازلهم. ويرفض الديك أية فرضية أو ادعاء بأن ما يقوم به جيش الاحتلال في بلدته، وبلدة بروقين المجاورة، يتعلق بأهداف أمنية، لافتاً إلى أن الطرقات المؤدية إلى مناطق شمال غرب رام الله بقيت مفتوحة بعد عملية مستوطنة بروخين مفتوحة، ما يشير إلى أن الحالة الأمنية لم تكن في حسابات جيش الاحتلال في البلدة. يضيف أن سلوك الجنود أشبه بمن يريد إشباع رغبات المستوطنين، وإدخال الرعب في قلوب الناس. حتى أنهم لا يولون أي اهتمام بوجود أطفال ومرضى وكبار، كما حصل الليلة الماضية مع مسنة مريضة يفوق  عمرها 80 عاماً، وقد أجبرت على إخلاء منزلها فجراً.

ويرى أن الاحتلال يسعى إلى إرسال رسالة مفادها بأن أي عملية مقاومة ستؤدي إلى هذا المصير من العقاب الجماعي بحق الفلسطينيين، كما أن أهدافاً أوسع تنفذ في المنطقة تتعلق بشكل أساسي بالاستيطان، بحسب الديك.

يضيف أن هناك مساعي لإتمام مخطط قديم من خلال إقامة شارع على أراضي البلدات الفلسطينية، وجدار من أسلاك شائكة تنفيذاً لخطة قديمة تعود إلى عام 2003. وبدأ المستوطنون بالحفريات في أراضي بلدة بروقين، مع الأيام الأولى من العملية العسكرية على القرى غرب سلفيت قبل أقل من أسبوع. وستؤدي في نهاية المطاف إلى إقامة بوابتين عسكريتين تفصلان محافظة سلفيت إلى جزئين، كما أن الشارع الاستيطاني سيفصل محافظة سلفيت إلى جزئين منفصلين.

وتملك كفر الديك قرابة 17 ألف دونم من الأراضي، لكنها تعاني من مصادرة مساحات كبيرة، وحرمان من الوصول إلى مساحات أخرى، بسبب إقامة 5 مستوطنات على أراضيها، وهي علي زهاف، وبدوؤيل، وبروخين المقامة على أراضي كفر الديك وبروقين، ومستوطنة هشاحر الزراعية، وبؤرة استيطانية أقيمت قبل خمس سنوات تسيطر على ثلاث جبال.

هذا الواقع يحرم الأهالي من أراضيهم، ولم يعد مربو المواشي قادرين على الوصول للمراعي، ما قد يؤدي إلى اضطرار أصحابها إلى بيعها وتغيير طريقة حياتهم، فضلاً عن عدم تمكن الأهالي من الوصول إلى زيتونهم سوى لأيام محددة مسبقاً.

Read Entire Article