ARTICLE AD BOX
على خشبة مسرح إيفوار في منطقة سن الفيل (شمال بيروت)، انطلقت عروض المسرحية الراقصة "ألف ليلة وليلة"، أحد أبرز أعمال فرقة كركلا، التي تقدّم العمل اليوم برؤية متجددة. المسرحية من إخراج إيفان كركلا، فيما تولّت أليسار كركلا تصميم الكوريغرافيا.
يولي القيّمون على العمل اهتماماً خاصاً بالموسيقى، التي تجمع بين "شهرزاد" لريمسكي كورساكوف، و"بوليرو" لموريس رافيل، في تلاقٍ فريد بين أنغام الموسيقى الغربية وخيوط النغم الشرقي. ويشرف على هذا المزيج الموسيقي المايسترو عبد الحليم كركلا، لضمان تكامل العناصر الموسيقية مع حكايات الشرق في المسرحية. يشارك في العمل إلى جانب فرقة كركلا مجموعة من كبار نجوم المسرح والغناء، منهم هدى حداد، وجوزيف عازار، وغابريال يمين، وسيمون عبيد، وليا بوشعيا، وعميد الفولكلور عمر كركلا، وفرنسوا رحمة، وجورج خوند وأديب أبو حيدر.
في حديثه لـ"العربي الجديد"، يرى إيفان كركلا، مدير مسرح كركلا، أن "مسرح كركلا تمسّك بإنشاء مسرح لبناني معاصر مستوحى من أصول التراث الوطني، الذي حملناه إلى العالمية… إنه الحجر الأساس لصقل مهارات الإبداع، وجسر عبور بين الإنسان وهويته الوطنية والعالم".
ويستعرض قصة النجاح التي تجاوزت الإطار العائلي، لتتحوّل إلى "مؤسسة بكل ما للكلمة من معنى، تقوم على ثلاث ركائز أساسية". ويشرح: "الركيزة الأولى مدرسة كركلا، التي تديرها أليسار كركلا، والتي تخرّج راقصين وراقصات محترفين من جنسيات متعددة، لبنانية وعربية وأجنبية، من سورية وأرمينيا والأرجنتين وأوكرانيا وغيرها. هؤلاء يشكّلون نواة الركيزة الثانية، فرقة مؤسستنا التي تؤدي هذه المهارات على مسرح كركلا، فيما الركيزة الثالثة هي المسرح نفسه".
ويؤكد أن "فرقة كركلا العالمية استطاعت أن تضاهي بأعمالها أبرز فرق الرقص العالمية، مثل فرقة بيجار والراقص أكرم خان"، معرباً عن أسفه لأن "الفرق العالمية تتلقى دعماً مادياً ومعنوياً من مؤسسات ثقافية لتوسيع عملها، بينما تفتقر كركلا إلى هذا الدعم، وتعتمد فقط على المردود المالي من بيع تذاكر عروضها لتغطية التكاليف". ويشير إلى أن "الدعم كان متوفراً سابقاً من خلال عروض خاصة قدّمناها في دبي، وقطر، والجزائر، والأردن".
وعن عرض "ألف ليلة وليلة"، يلفت إلى أن "هذا العمل يُعتبر من أهم ريبرتوار كركلا، وقد عُرض سابقاً في مهرجانات بعلبك الدولية عام 2002، وفي مهرجانات بيت الدين عام 2012، وجال في عواصم ومدن عدة، منها لندن، وباريس، وواشنطن، والصين، وأبوظبي، ودبي، وغيرها وصولاً إلى بيروت". ويضيف: "الراوي في المسرحية يتحدّث بلغة البلد المضيف، أي الإنكليزية في لندن، الفرنسية في باريس، الصينية في الصين، والعربية في لبنان، حيث يؤدي الدور الممثل غابريال يمين. مع الحرص على تقديم العمل بلغة معاصرة تناسب جمهور اليوم".
ويشير إلى أن "العرض في بيروت يشهد بعض الإضافات لمواكبة تطوّر المسرح، خصوصاً عبر إدخال السينوغرافيا الافتراضية، لتوسيع اللوحة الراقصة على ديكور المسرح، أو حتى على أزياء الراقصين وأجزاء المسرح". ويتمنّى "أن يستمر العرض طوال الشهر الجاري، مع تخصيص عروض في يوليو/ تموز وأغسطس/ آب المقبلين، كي يتمكّن المغتربون العائدون إلى لبنان من مشاهدة العمل في وطنهم الأم، الذي لم تغادره فرقة كركلا منذ عام 1975 حتى اليوم".
يختتم كركلا حديثه بالإفصاح عن خطط مستقبلية: "ندرس فعلياً إعداد عمل خاص في عام 2028، للاحتفال بمرور 60 عاماً على تأسيس مؤسسة كركلا". ويشدّد على أن "مسؤوليتي ومصممة الكوريغرافيا أليسار كركلا لا تقف عند ضمان الاستمرار نحو الأفضل، بل تشمل أيضاً التزام تقديم نمط معاصر مع الحفاظ على هويتنا الشرقية، التي رسّخها فينا المايسترو عبد الحليم كركلا، سواء في الرقص أو الموسيقى أو الديكور أو الإخراج المسرحي".
