لم تكن إسرائيل دولة طبيعية في الإقليم منذ إعلان تأسيسها في العام 1948، حيث ارتبط ذلك التأسيس، أو "الاستقلال"، كما أعلن عنه في أدبيات "الدولة" بـ"نكبة" الشعب الفلسطيني وموجة غير معتادة، حتى ذلك الحين، من اللاجئين في محيط دول ناشئة صنعتها وقسّمتها اتفاقية بين قوتين استعماريتين، "سايكس بيكو". كيانات لم يكتمل لديها مفهوم الاستقلال ومعايير المواطنة، تتجاذبها مصالح مشوّشة، ومفاهيم ملتبسة بين واقع "الدولة الوطنية" المنشودة الذاهبة في مغامرة المستقبل، والحنين إلى "الوحدة العربية" القادم من ذاكرة جمعية تعززها بلاغة الماضي والتاريخ الإسلامي العربي، أو "سوريا الكبرى" المشروع الذي قدمه اللبناني أنطون سعادة متجاوزاً الحقب التاريخية والأديان، منطلقاً من "الميثولوجيا السورية" كأرضية لوحدة الإقليم السوري وانبعاث "الأمة السورية"، المشروع الذي ستمزقه فكرة الدولة اليهودية في فلسطين، ويصطدم مع مشروع "القومية العربية" القادم من "حركة النهضة"، وتحاربه برامج دولة الخلافة والبطريركيات، وتلاحقه أنظمة الدول الوطنية الناشئة.لم تكن رواية "التحرير" أو "حرب التحرير" التي ساقتها "الحركة ...