ARTICLE AD BOX

<p>كشف وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس أن العمليات العسكرية الحالية تمهد لإنهاء الحرب في غزة (اندبندنت عربية - مريم أبو دقة)</p>
يقرأ المراقبون السياسيون أن حركة "حماس" بدأت تجني ثمار بادرة حسن النية، إذ قررت إسرائيل استئناف إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة بالطريقة التقليدية نفسها، وللمرة الأولى تحدث رئيس حكومة تل أبيب بنيامين نتنياهو عن إمكانية إنهاء الحرب.
عيدان ألكسندر بادرة حسن النية
قبل جولة رئيس الولايات المتحدة دونالد ترمب إلى الخليج، قررت "حماس" إطلاق سراح عيدان ألكسندر آخر رهينة أميركي على قيد الحياة، الذي كان محتجزاً في غزة، كبادرة حسن نية من الحركة تجاه واشنطن، ومن دون أي مقابل إسرائيلي.
بعد إطلاق سراح ألكسندر، كشفت "حماس" عن وجود محادثات مباشرة مع الولايات المتحدة في شأن استئناف إيصال المساعدات الإنسانية للقطاع، وبدء مفاوضات شأنها التوصل إلى اتفاق إيقاف نهائي للحرب في غزة وإطلاق سراح جميع الرهائن.
في غزة سادت أجواء سلبية بين السكان بعد مغادرة ترمب المنطقة دون حدوث شيء على أرض الواقع بخصوص المساعدات وإبرام صفقة تبادل وإيقاف إطلاق النار، وتولد هذا الشعور مع بدء إسرائيل اجتياحات برية واسعة في القطاع ضمن عملية "عربات جدعون" العسكرية.
إدخال المساعدات
ولكن سرعان ما بدأت الأوضاع تتغير، إذ في يوم واحد، تحدث نتنياهو للمرة الأولى عن إيقاف الحرب، وفي اليوم نفسه قرر استئناف إدخال المساعدات الإنسانية لغزة، كما طلب من فريقه الموجود في العاصمة القطرية الدوحة البقاء ومناقشة إمكانية إبرام صفقة مع "حماس".
وعلى رغم أن هذه التطورات كانت وسط توغل عسكري إسرائيلي عنيف وسريع في غزة، فإن سكان القطاع استبشروا بأن المجاعة بدأت تنتهي وأن هذا الصراع قد اقترب من نهايته، فيما أكد المراقبون السياسيون بأن ذلك ثمار ألكسندر وبادرة حسن النية.
في اجتماع للمجلس الوزاري الإسرائيلي الأمني المصغر "الكابينت" أمر نتنياهو باستئناف المساعدات الإنسانية الأساسية إلى غزة، وحظي هذا القرار على معارضة كبيرة، وطلب الوزراء عرضه للتصويت لكن رئيس الحكومة رفض.
تقول أستاذة السياسة رهام خطاب "بعد هندسة الإفراج عن عيدان ألكسندر، زادت الضغوط الأميركية على نتنياهو لإنهاء الإغلاق المستمر منذ 75 يوماً على غزة، وترافقت هذه الضغوط بضغوط أوروبية وعربية على وزير خارجية إسرائيل في شأن إدخال المساعدات".
وتضيف "وجد نتنياهو نفسه مجبراً على الاستجابة لهذه الضغوط، وقرر إدخال المساعدات استجابة لشروط اتفاق ’حماس‘ وأميركا في شأن إطلاق سراح ألكسندر، لكنه برر لأعضاء حكومته أن تلك الخطوة استجابة للتوصية العسكرية بما يخدم ’عربات جدعون‘ حتى يحافظ على ائتلافه الحكومي من الانهيار".
تعتقد خطاب أن "حماس" نجحت في عقد اتفاق مع أميركا لتفشل مخطط إسرائيل في شأن خلق آلية جديدة لإيصال المساعدات الإنسانية لغزة، وبصفقتها مع واشنطن فإن الحركة أبقت على الأمم المتحدة الجهة المخولة لاستلام المعونات وهذا يفيدها لاحقاً.
بالفعل أكد المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا" إيري كانيكو، أن السلطات الإسرائيلية اتصلت بالأمم المتحدة لاستئناف تقديم مساعدات محدودة لغزة، مما يعني الآليات المستخدمة سابقاً نفسها.
لكن مؤسسة "غزة الخيرية" التي ستتولى مهمة توزيع المساعدات في غزة بدلاً من الأمم المتحدة قالت إن ذلك خطوة موقتة حتى يبدأ فريقها العمل بصورة كاملة بداية الأسبوع المقبل، وقال مديرها التنفيذي جيك وود "نبني نظاماً آمناً لتقديم المساعدات لغزة".
إنهاء الحرب
وفي اليوم الدراماتيكي نفسه، تحدث نتنياهو للمرة الأولى عن أن وفد المفاوضات الموجود في الدوحة يناقش إمكانية إنهاء الحرب، وقال "مقابل إطلاق سراح كل المحتجزين سنوقف الحرب ولكن هناك شرطاً وهو نفي قادة ’حماس‘ ونزع سلاح القطاع".
ليس نتنياهو وحده الذي كشف عن إمكانية إنهاء الحرب، إذ قال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس "عمليات الجيش الحالية تهدف تهيئة الظروف لإنهاء الحرب في غزة، نأمل في تحقيق أهداف الحرب الأخرى بطريقة تسمح بإنهاء القتال".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
تزامن الحديث عن نهاية الحرب في الوقت نفسه الذي بدأ فيه فريقا "حماس" وإسرائيل مفاوضات جديدة للتوصل إلى اتفاق جديد في غزة، وجاء ذلك في وقت يستعد فيه نتنياهو لاستقبال نائب الرئيس الأميركي جي دي فانس الذي يخطط لزيارة تل أبيب غداً للقاء كبار المسؤولين السياسيين والعسكريين ليناقش معهم تطورات غزة.
"حماس" توافق على شروط إنهاء الحرب
يقول الباحث في الإستراتيجيات السياسية أمين فايق "جميع هذه التطورات كانت من نتائج إطلاق سراح الأميركي عيدان ألكسندر، لا يوجد شيء مجاني ولا توجد صفقات حسن نية كهدية، حسن النية تقابله خطوات حسن نية على أرض الواقع".
ويرى فايق أن "حماس" جاهزة لإنهاء الحرب و"حسب الشروط الإسرائيلية أي نزع السلاح وتسليم حكم غزة، والحركة عرضت على مصر وضع أسلحتها الثقيلة تحت الرقابة والسيطرة، كما أنها مستعدة للتخلي عن الحكم المدني في قطاع غزة".
أما عن مغادرة قادة الحركة لغزة، يوضح فايق أن أعضاء "حماس" يقيمون في الخارج أصلاً، مشيراً إلى أن الحركة لا ترى أية مشكلة في أن يسافر عدد من عناصرها إلى أي مكان في العالم، لافتاً إلى أن هذه المواقف الجديدة تسهم في الاقتراب من نهاية الحرب وكل ذلك نتيجة كسب رضا ترمب الذي قبل ببادرة حسن النية.
تسليم غزة
من حركة "حماس"، يقول عضو المكتب السياسي باسم نعيم "لسنا نادمين على إطلاق سراح الأسير عيدان، وأثبتنا للعالم أننا لسنا الطرف المعطل للاتفاق، والإدارة الأميركية مطالبة بسرعة إدخال المساعدات والإشراف على مفاوضات إنهاء الحرب".
ويضيف نعيم "هناك اتصال مباشر مع الإدارة الأميركية في شأن إنهاء الحرب، لقد أخبرنا الأميركيين أننا مستعدون لتسليم إدارة القطاع فوراً إذا تم التوصل إلى نهاية لهذه الحرب، نحن الآن نجري جولة من المفاوضات دون شروط سابقة".
وبما يتماشى مع حديث نتنياهو عن إبرام صفقة إطلاق سراح جميع الرهائن، فإن نعيم أوضح أن "حماس" مستعدة لإطلاق كل الأسرى لديها مقابل اتفاق جاد يضمن إنهاء الحرب والانسحاب الكامل من قطاع غزة.