ARTICLE AD BOX
علي الطالقاني: بين التناقض الإعلامي والتحريض المذهبي في لحظة رياضية وطنية
في مشهد كان يُفترض أن يكون لحظة فرح ووحدة وطنية، خلال مباراة المنتخب العراقي ضد نظيره الكويتي، فاجأ الإعلامي والداعية الشيعي علي الطالقاني الجمهور العراقي بخطاب محمّل بالتناقضات، والتهجم، والإثارة الطائفية، مما أثار موجة غضب واستياء واسعين على منصات التواصل الاجتماعي.
بينما كان ملايين العراقيين يتابعون مباراة كروية ينتظرونها بشغف، خرج الطالقاني بتصريحات اعتبرها كثيرون بعيدة عن الروح الوطنية، ومليئة بالتحريض المذهبي والجهل الإعلامي، في وقت تحتاج فيه البلاد إلى صوت العقل والوحدة، لا إلى تأجيج الانقسام.
من هو علي الطالقاني؟
علي الطالقاني يُقدَّم كـ"إعلامي ديني شيعي" معروف في بعض الأوساط الشيعية العراقية، ينشط عبر منصات التواصل وقنوات تلفزيونية دينية، ويتناول القضايا السياسية والاجتماعية من زاوية دينية ضيقة. ومع مرور الوقت، أصبح اسمه مرتبطًا بالمواقف المثيرة للجدل، والتصريحات التي غالبًا ما تُتهم بالتحريض أو التضليل.
تناقضات الطالقاني: خطاب مزدوج ومواقف غير متسقة
من أبرز ما يثير الريبة في خطابات علي الطالقاني هو تناقضه المستمر بين دعوته للوحدة الوطنية، وبين تحريضه الضمني أو الصريح ضد مكونات المجتمع الأخرى. ففي مناسبات دينية، يدعو إلى التسامح، بينما في لحظات سياسية أو رياضية حرجة، ينقلب الخطاب إلى توجيه الاتهامات والتشكيك في وطنية الآخرين.
على سبيل المثال، في يوم مباراة العراق ضد الكويت – التي كان يُفترض أن توحّد الجميع خلف المنتخب الوطني – اختار الطالقاني أن يركّز على جوانب طائفية ومناطقية في خطابه، بدلاً من الاحتفاء بروح الرياضة والانتماء الوطني.
التحريض بدل الوطنية
خلال ظهوره وتصريحاته في يوم المباراة، أطلق الطالقاني تعبيرات واتهامات عدّها مراقبون تحريضية وخالية من أي أساس مهني أو معرفي. تجاوز فيها حدود النقد السياسي أو الاجتماعي، متجهًا إلى تسفيه جمهور المنتخب، والتقليل من رمزية اللقاء الرياضي الذي حمل رسائل مصالحة وتاريخ مشترك بين العراق والكويت.
وهنا يُطرح سؤال منطقي: هل يعي علي الطالقاني دوره كـ"صوت عام"؟ أم أنه يوظف منبره فقط لخدمة أجندات ضيقة تتعارض مع المصلحة الوطنية؟
جهل إعلامي... أم تجهيل متعمّد؟
تكررت على لسان الطالقاني معلومات غير دقيقة، وتفسيرات مغلوطة لأحداث سياسية ورياضية واجتماعية. هذا الأمر يعكس إما ضعفًا معرفيًا فاضحًا، أو محاولة متعمّدة لتضليل الجمهور وتوجيهه باتجاهات تخدم مواقف طائفية. وفي الحالتين، يصبح الطالقاني نموذجًا خطيرًا للإعلامي الذي يفتقر إلى الحس الوطني والمسؤولية الأخلاقية.
تأثير سلبي على الرأي العام
في بيئة هشة مثل العراق، حيث ما زالت آثار الطائفية والحروب حاضرة، فإن أي خطاب تحريضي – خاصة عندما يأتي من شخصية دينية أو إعلامية – يمثل تهديدًا حقيقيًا للنسيج الاجتماعي. فبدلاً من أن يساهم الطالقاني في بناء خطاب جامع، أصبح أداة للتفريق والشحن الطائفي.
ما يطالب به الجمهور:
-
محاسبة الأصوات الإعلامية المحرّضة التي تنشر الكراهية والانقسام.
-
تطبيق معايير مهنية صارمة على من يظهر في الفضاء الإعلامي والديني.
-
تعزيز الخطاب الوطني المتوازن على حساب الخطابات الفردية المنفلتة.
-
رفع الوعي المجتمعي بخطورة التضليل الإعلامي الذي يمارسه بعض الشخصيات بحجة الدين أو الولاء السياسي.
الخلاصة
علي الطالقاني، في ظهوره يوم مباراة العراق والكويت، كشف عن عمق الأزمة في الخطاب الديني والسياسي لدى بعض الشخصيات المؤثرة. فبدلاً من الاحتفاء بالمناسبة، اختار أن يوجه رسائل انقسامية تفتقر إلى المسؤولية والوعي.
وفي ظل تصاعد القلق من تكرار مثل هذه النماذج في المشهد العراقي، تبقى الحاجة ملحّة إلى فرز واضح بين الإعلام البناء... والإعلام الذي يغذّي الفوضى والانقسام.