ARTICLE AD BOX
يترقب عالم كرة القدم الأوروبية قريباً ظهور آلية تضامن جديدة تهدف إلى إنصاف الأندية المُكوِّنة، وذلك بفضل مبادرة من اتحاد الأندية الأوروبية "يو إي سي"، الذي اقترح، أمس الاثنين، آلية مالية جديدة تحمل اسم "علاوة تطوير اللاعب"، تقوم على مكافأة الأندية التي ساهمت في تكوين اللاعبين، استناداً إلى وقت اللعب والمكاسب المالية التي تحققها الفرق في المسابقات الأوروبية.
وتأتي مساعي اتحاد الأندية الأوروبية، وهو كيان يُمثّل الفرق المتوسطة والصغيرة في القارة، ومقرّه في بروكسل، ويضم بين أعضائه أندية مثل أوساسونا الإسباني، ونورويتش سيتي وبيرنلي الإنكليزيين، واتحاد سان جيلواز البلجيكي، انطلاقاً من قناعة بأنّ النظام الحالي، القائم على "بدل التكوين" و"مساهمة التضامن" كما ينظمه الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا"، لم يعد يواكب تطورات المشهد الكروي الحديث، ولا يضمن العدالة الكافية. ويشير مدير العمليات في الاتحاد، الإيطالي ويليام مارتوتشي، إلى أن هذه الآلية غالباً ما تهمّش الأندية المُكوِّنة عندما يغادر اللاعبون في نهاية عقودهم دون مقابل، مما يجعل العائدات غير منتظمة ويُصعّب على تلك الأندية التخطيط مالياً بشكل مستدام.
ويقترح الاتحاد اقتطاع 5% من مداخيل مسابقات الأندية التابعة للاتحاد الأوروبي لكرة القدم "يويفا"، وتوزيعها علاوات على الأندية المُكوِّنة. وبحسب الصيغة المُقترحة، فإنّ اللاعب الفرنسي جول كوندي (26 عاماً)، الذي خاض 1,106 دقائق مع برشلونة الإسباني حتى نصف نهائي دوري الأبطال هذا الموسم، كان سيمنح ناديه السابق بوردو الفرنسي مكافأة تُقدّر بـ768 ألف يورو.
تُظهر المحاكاة التي أُجريت على موسم 2023-2024، والتي نقلتها صحيفة "ليكيب" الفرنسية، أنّ نادي أياكس أمستردام الهولندي سيكون الأكثر استفادة بمبلغ يصل إلى 5.4 ملايين يورو، بينما تأتي أندية فرنسية مثل رين (2.6 مليون يورو)، ليل (2.4 مليون)، ليون (2.2 مليون)، بوردو (1.6 مليون)، موناكو وسانت إتيان ضمن المقدّمة، ومن اللافت أيضاً أن نادياً مغموراً مثل تورسي من الدرجة الثالثة الفرنسية قد يحصل على أكثر من نصف مليون يورو بفضل لاعبه السابق راندال كولو مواني.
وفي حال تبنّي مقترح "علاوة تطوير اللاعب"، ورغم كونه يصبّ في مصلحة الأندية الصغيرة والمتوسطة، التي تُشكّل مداخيل تكوين اللاعبين إحدى ركائز استمراريتها، فإنّه قد يفرض أعباءً إضافية على أندية النخبة في القارة، إذ تقف هذه الفرق نفسها أمام التزامات مالية متزايدة مرتبطة بتوزيع نسبة من عائداتها الأوروبية لصالح الأندية المُكوِّنة، وهو ما قد يدفعها إلى إعادة النظر في سياساتها، عبر تعزيز الاستثمار في أكاديمياتها الخاصة، وتقليص اعتمادها على استقدام المواهب من خارج أسوارها.
