طيران الجيش يحد من تقدم "الدعم السريع" في محور كردفان

10 hours ago 2
ARTICLE AD BOX

<p class="rteright">شهدت مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور قصفاً مدفعياً عنيفاً من قبل "الدعم السريع" ما يعدّ تصعيداً غير مسبوق (أ ف ب)</p>

تقاسم الجيش السوداني وقوات "الدعم السريع" أمس الجمعة عمليات القصف الجوي والمدفعي بعدد من جبهات القتال بكل من إقليمي كردفان ودارفور، إذ سدد طيران الجيش ضربات جوية عنيفة على أهداف وتجمعات لـ"الدعم السريع" في مناطق الدبيبات بجنوب كردفان والخوي والدبكر غرب كردفان، فيما هاجمت مسيرات تتبع للأخيرة مدينة الأبيض عاصمة ولاية شمال كردفان التي تمثل نقطة انطلاق متحركات الجيش وحلفائه إلى محاور القتال المختلفة بغرب البلاد، فضلاً عن استهداف عدد من الأحياء السكنية بمدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، بالمدفعية الثقيلة، مما أحدث انفجارات مدوية ووقوع قتلى وجرحى وسط المدنيين.

وبحسب مصادر عسكرية فإن استهداف الجيش مناطق الدبيبات والدبكر والخوي تهدف إلى ضرب القوة الصلبة لـ"الدعم السريع" والحد من تقدمها باتجاه مناطق أخرى، مؤكدة أن الغارات أسفرت عن تدمير 35 عربة قتالية كانت في طريقها لدعم تمركزات الأخيرة في محاور القتال المختلفة بولايات كردفان الثلاث، إضافة إلى تحييد مجموعة من عناصر تلك القوات بينهم قيادات ميدانية. وتأتي هذه العمليات الجوية في وقت تشهد فيه مسارح العمليات تطورات ميدانية متسارعة، إذ تسعى القوات المسلحة السودانية إلى ضرب قدرات "الدعم السريع" في العمق، ومنع محاولات إعادة الانتشار أو التمدد نحو المناطق المستقرة.

وفي شأن الغارات التي استهدفت مدينة الأبيض أفاد شهود بأن دوي انفجارات سمع في أرجاء متفرقة من المدينة، تزامناً مع أداء صلاة عيد الأضحى، مما تسبب في حال من الهلع بين المواطنين، بخاصة في الأحياء الشمالية والغربية، مشيرين إلى تصاعد أعمدة الدخان من بعض المواقع المستهدفة. وشهدت هذه المدينة الخميس الماضي استهدافاً مماثلاً لناحية استادها الدولي بعدد من المسيرات، خلال مباراة في كرة القدم، مما أدى إلى أضرار مادية من دون وقوع إصابات بين اللاعبين والجمهور.

وفي ظل استمرار الهجمات الجوية على مدينة الأبيض، يتخوف المواطنون من مدى تأثير تداعياتها في الوضع الأمني بشمال كردفان.

محور دارفور

وشهدت مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، قصفاً مدفعياً عنيفاً من قبل "الدعم السريع"، مما يعد تصعيداً غير مسبوق. وأشارت تنسيقية لجان المقاومة، في منشور على "فيسبوك"، إلى أن هذه القوات قصفت الأحياء السكنية بمدينة الفاشر.

ودان جيش "حركة تحرير السودان" الهجوم الذي شنته "الدعم السريع" على مدينة الفاشر، باستخدام المدفعية الثقيلة والأسلحة بعيدة المدى، وقال في بيان "يكشف هذا الهجوم المدفعي عن عقلية إجرامية منحرفة لا تقيم وزناً لحرمة الأيام المقدسة، ولا تضع اعتباراً لأي من القيم الدينية والإنسانية، نظراً إلى وقوعه في أول أيام عيد الأضحى، فضلاً عن ترويعه الآمنين من نساء وأطفال ومسنين".

وتفرض "الدعم السريع" منذ أكثر من عام حصاراً محكماً على مدينة الفاشر، وتواصل في الوقت نفسه قصف الأحياء السكنية والمرافق الحيوية داخل المدينة عبر المدافع والطائرات المسيرة.

ويواجه سكان الفاشر أوضاعاً قاسية جراء شح الغذاء وانعدام الأدوية المنقذة للحياة، في ظل تردٍّ صحي وبيئي يهدد بتفشي الأوبئة والأمراض، كما يتعرض السكان للقتل نتيجة المواجهات العسكرية بين الجيش والقوة المشتركة من جهة، و"الدعم السريع" من جهة أخرى. وتبذل الأخيرة محاولات للسيطرة على مدينة الفاشر التي تعد آخر معاقل الجيش السوداني في إقليم دارفور، بعد سيطرتها على أربع من ولايات الإقليم الخمس، بينما يعمل الجيش والقوة المشتركة على الدفاع عن المدينة وصد هجمات "الدعم السريع".

شح الغذاء

وفي ولاية شرق دارفور يعاني نازحو مخيم صابرين بمحلية عسلاية من تردي الأوضاع الإنسانية، بخاصة لجهة شح المياه النظيفة، وانعدام الغذاء، ونقص الخدمات الأساسية، وسط تحذيرات من تحول الأزمة إلى كارثة مع اقتراب موسم الخريف. وأشار بيان صادر عن غرفة طوارئ محلية عسلاية، إلى أن شح الغذاء وسط النازحين أظهر علامات سوء التغذية بصورة واضحة على الأطفال والنساء، ما يؤكد الحاجة العاجلة إلى تدخل فعال. وجاءت معظم الأسر النازحة إلى هذا المخيم، وفقاً للبيان، من شمال دارفور ونيالا وأم درمان والخرطوم وبلدة أم مرعي، حيث تستضيف محلية عسلاية نحو 3800 نازح موزعين بين مخيم صابرين ومراكز الإيواء في المؤسسات الحكومية أو لدى الأسر المقيمة. وناشدت غرفة الطوارئ المنظمات الإنسانية والجهات الخيرية التدخل الفوري، محذرة من أن عدم توفير الدعم العاجل قد يؤدي إلى تفاقم الأوضاع بصورة خطرة مع اقتراب موسم الخريف، الذي يهدد بزيادة صعوبة الوصول إلى الخدمات الأساسية.

مقبرة جماعية

في الأثناء حصرت حكومة ولاية الخرطوم 117 مقبرة جماعية جديدة، حتى الآن، في مدن العاصمة الثلاث الخرطوم وأم دمان وبحري، في وقت امتلأت فيه المقابر القديمة لا بل فاقت قدرتها الاستيعابية. وأشار مسؤول في حكومة ولاية الخرطوم إلى إن الحرب فرضت نشوء مقابر جديدة، في وقت تم فيه دفن عشرات الجثث داخل المنازل والشوارع من دون أن يتم التعرف عليها بعد وحصرها. وبدأت السلطات، في وقت سابق من هذا العام، عمليات نبش قبور في بعض شوارع أم درمان ومنازل توطئة لترحيلها إلى المدافن الرسمية. وأوضح المسؤول نفسه أن من بين الجثث المستخرجة من المقابر الجديدة في الساحات والشوارع جثث عسكريين من الجانبين، أعيد دفنها في مقابر معروفة.

وفي الحرب المستمرة بين الجيش السوداني و"الدعم السريع" منذ منتصف أبريل (نيسان) 2023، سقط آلاف الضحايا، وتشير إحصاءات متباينة إلى مقتل أكثر من 20 ألف شخص، بينما تقدر أخرى العدد بنحو 130 ألفاً.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

إنهاء الاعتصام

إلى ذلك أنهي متظاهرون في وادي حلفا بشمال السودان اعتصاماً استمر ثلاثة أيام، بسبب استثناء المحلية من برمجة الكهرباء التي تحسنت التغذية بها خلال الساعات الماضية. وشهدت المدينة احتجاجات واسعة منذ الأول من يونيو (حزيران) الجاري، استمرت حتى الخميس الماضي، احتجاجاً على انقطاع الكهرباء في منطقة كانت مستثناة من برمجة الإمداد.

وفي خطوة تعكس الاستجابة الجزئية للمطالب قام المتظاهرون بإزالة الحواجز التي وضعت على الطريق البري الرابط بين وادي حلفا ومعبر أشكيت الحدودي مع مصر، ما سمح بعودة حركة المرور إلى طبيعتها. وأشار قادة الحركة الاحتجاجية إلى أن المحلية شهدت استقراراً في الكهرباء خلال الساعات الماضية، مما دفعهم إلى اتخاذ قرار إنهاء الاعتصام قرب الطريق الرابط بين السودان ومصر، شرق المدينة.

انخفاض الكوليرا

صحياً، سجلت وزارة الصحة بولاية الخرطوم 200 حالة إصابة جديدة بالكوليرا وحالتي وفاة بمحليات الولاية السبع، وذلك في أول أيام عيد الأضحى، وأشار مدير الإدارة العامة للطوارئ والأوبئة بوزارة الصحة في ولاية الخرطوم محمد التجاني إلى أن الولاية تشهد انخفاضاً كبيراً في نسب الإصابات بالكوليرا في محلياتها السبع، مبيناً أن الوضع في مراكز العزل مطمئن للغاية، وأوضح أن التدخلات التي تمت عبر فرق الاستجابة السريعة، أو عبر العيادات الميدانية، وكلورة مياه الشرب، وعمليات الإصحاح البيئي، أتت بنتائج جيدة، مؤكداً أن النظام الصحي بولاية الخرطوم قوي، وتمكن من التصدي لهذا الوباء، مما أدى إلى انخفاض نسب الإصابات.

وبلغ عدد حالات الإصابة بوباء الكوليرا في السودان حتى بداية يونيو الجاري أكثر من 60 ألف حالة، مع تسجيل أكثر من 1640 حالة وفاة، وفقاً لمنظمة الصحة العالمية.

subtitle: 
سجلت وزارة الصحة في ولاية الخرطوم 200 إصابة جديدة بالكوليرا وحالتي وفاة
publication date: 
السبت, يونيو 7, 2025 - 07:15
Read Entire Article