ARTICLE AD BOX
ترجمة / حامد أحمد
في الوقت الذي أعلن فيه حزب العمال الكردستاني، البه كاكا، عن قراره بإلقاء السلاح وطلب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان من حكومتي بغداد واربيل المساعدة في تنسيق عملية تسليم السلاح، فإنه ما تزال هناك مجاميع مسلحة ترفض القاء السلاح ما لم يطلق سراح زعيم حزبهم وإطلاق سراح رفاقهم المعتقلين، الأمر الذي جعل زعيم الحزب اوجلان يوجه رسالة يدعو فيها الى رأب الصدع مع الحكومة التركية والانتقال الى مرحلة جديدة بتوقيع اتفاقية اخوة معهم.
وكان حزب المساواة والديمقراطية DEM المقرب من الجناح الكردي في تركيا والذي يتولى مهام التوسط بين الطرفين قد نقل رسالة جديدة من زعيم حزب العمال الكردستاني المعتقل، عبد الله اوجلان، أوضح فيها انه يتوجب بعد إعلان الحزب نزع أسلحته ان يتم اصلاح وترميم الروابط ما بين الدولة التركية والشعب الكردي في البلاد.
ونقل الحزب عن اوجلان قوله بعد زيارته له في السجن "ما نقوم به يتطلب حدوث انتقالة نموذجية كبرى. ان العلاقة التركية – الكردية هي أشبه بعلاقة اخوة قد انكسرت. الاشقاء والشقيقات يتخاصمون، ولكن لا يمكنهم البقاء بدون أحدهما الآخر. ادعو الى اتفاقية جديدة مبنية على مفهوم الاخوة".
وكان اللقاء الذي جرى الأحد الماضي بين أفراد من حزب المساواة والديمقراطية وزعيم حزب العمال الكردستاني أوجلان، هو الخامس منذ كانون الأول، مع قيام الحزب بنقل رسائل بين حين وآخر.
الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، قال السبت ان مباحثات جرت مع سلطات حكومية في بغداد واربيل حول الالية التي سيتم بموجبها تسليم أفراد حزب العمال الكردستاني البه كاكا أسلحته لهم.
وقال أردوغان في تصريحات صحفية له عند عودته من فعاليات مؤتمر قمة عقد في البانيا "مباحثات قد جرت مع بلدان مجاورة لنا حول كيفية تسليم أسلحة إرهابيين خارج حدودنا. هناك خطط متعلقة يكيفية تولي السلطات في بغداد واربيل هذه العملية".
الأسبوع الماضي قالت وزارة الدفاع التركية ان انقرة ستستمر بعملياتها العسكرية باستهداف مواقع البه كاكا لحين " تأكدها " من ان التهديد قد زال.
ما تزال هناك تساؤلات تحوم حول إمكانية نجاح عملية نزع سلاح افراد حزب العمال الكردستاني، وفيما إذا سيتم منحهم عفوا من قبل السلطات التركية والسماح للمسلحين المتواجدين في العراق وسوريا بالعودة الى بلدهم تركيا.
المتحدث باسم الحكومة العراقية، باسم العوادي، أكد استعداد بغداد للمشاركة في جهود نزع سلاح البه كاكا. وقال في لقاء مع موقع روداو الاخباري "العراق مستعد للتعاون مع تركيا وحزب العمال الكردستاني في عملية استلام الأسلحة". مشيرا الى ان العراق قد اقترح إطار عمل تعالج فيها القضايا الإنسانية والأمنية.
من جانب آخر شكك أفراد مؤيدون لحزب العمال الكردستاني البه كاكا في ان تكون عملية نزع السلاح وسيلة لتحقيق السلام. وقال المتحدث باسم منظومة اتحاد المجتمع الكردستاني، زاكروس هيوا، المنضوية تحت تشكيلات حزب العمال الكردستاني، في لقاء مع صحيفة العربي الجديد "لن يكون هناك نزع للسلاح ما لم يتم اطلاق سراح عبد الله اوجلان وانسحاب القوات التركية من جنوبي كردستان".
وأضاف قائلا في حوار آخر مع قناة، سجيك تي في، الفضائية "سيكون من الخطأ وصف قرار مؤتمر البه كاكا الثاني عشر على انه تمهيد لعملية سلام. الدولة التركية ما تزال تستخدم مصطلح "إرهاب" عن العملية. كيف بالإمكان التحدث عن سلام من جهة، ومن جهة أخرى تستخدم لغة تجرح بها مشاعر الشعب الكردي وضميرهم؟".
ومضى هيوا بقوله إن العمليات العسكرية التركية المستمرة في منطقة الزاب والمتينا، حيث يتواجد المسلحون في مواقع دفاعية، تجعل من عملية نزع السلاح أمرا غير مقبول. وتساءل بقوله "في مثل هكذا وضع، كيف يمكنك التحدث عن عملية نزع سلاح؟ وقبل الاخذ بنظر الاعتبار أي خطوة من ذلك، علينا ان نتحدث عن انسحاب افراد الجيش التركي المتواجد في جنوبي كردستان".
مصادر عراقية ذكرت لموقع، العربي الجديد، انه من غير المحتمل على المدى القريب ان تنسحب تركيا من شمالي العراق. ومع وجود 5,000 جندي وأكثر من 80 موقعا عسكريا على الأرض العراقية، فان انقرة مستمرة بتبرير تواجدها كجزء من عملياتها العسكرية ضد مواقع حزب العمال الكردستاني البه كاكا.
الأمين العام السابق لوزارة البيشمركة، جبار ياور، قال ان التنسيق جار بين بغداد واربيل، ولكن حذر من ان أي انسحاب تركي قد يتطلب جهودا دبلوماسية عالية المستوى. وابدى عضو البرلمان العراقي، علاء البنداوي، عن رأي مماثل بقوله إن هناك خطة مشتركة تهدف الى سد أي فراغ أمني قد يتركه انسحاب افراد حزب العمال الكردستاني.
من جانب آخر عبر المحلل السياسي، احمد الشريفي، عن شكوكه في نوايا تركيا بقوله إن "انقرة لا تثق بنوايا حزب العمال الكردستاني البه كاكا، وإنها لن تنسحب ما لم تؤمن القوات العراقية المناطق المخلية. حتى ان تركيا قد توسع من تواجدها العسكري مستغلة ضعف سيطرة البه كاكا".
ويقول مراقبون انه بينما يمثل اعلان نزع السلاح نقطة تحول تاريخية، فإن أي سلام دائم سيعتمد على خطوات متبادلة من قبل جميع الأطراف، تشتمل على إصلاح دستوري وانسحاب عسكري واعتراف بحقوق الشعب الكردي.
• عن موقع ذي ناشنال و ذي نيو آراب
The post شكوك تحوم حول عملية تسليم حزب البه كاكا أسلحته في العراق appeared first on جريدة المدى.