ساعر: إسرائيل مهتمة بعلاقات جيدة مع حكومة دمشق

2 weeks ago 9
ARTICLE AD BOX

قال وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر، أمس الأحد، خلال لقاء مع نظيره الألماني المعيّن حديثاً يوهان وادفول، إن إسرائيل مهتمة بعلاقات جيدة مع النظام الجديد في سورية، وهو ما اعتبرته صحيفة "هآرتس" تغييراً حاداً في موقف ساعر، الذي ادعى في شهر مارس/آذار الماضي، في أعقاب اشتباكات عنيفة بين أفراد النظام وأفراد من الطائفة العلوية، أن أفراد النظام الجديد في سورية "كانوا جهاديين ويظلون جهاديين، حتى لو أن بعضهم لبس البدلات". وجاءت تصريحات ساعر بعد إعلان رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، أمس الأحد، استعادة رفات جندي إسرائيلي من الأراضي السورية كان قد قتل خلال حرب لبنان عام 1982.

وقال ساعر بحسب ما نقلت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل": "نرغب في علاقات جيدة مع الحكومة السورية، كما نرغب في الاستقرار، لكن لدينا بطبيعة الحال مخاوف أمنية، وهذا أمر مفهوم". وزعم ساعر أن إسرائيل تحمل "نيات طيبة" تجاه سورية، لكنها تريد الأمن والاستقرار".

وسبق لوزير خارجية الاحتلال نفسه أن وصف الحكومة الجديدة في سورية بأنها "حكومة إرهابية". وقال ساعر في فبراير/ شباط الماضي: "أسمع حديثًا عن انتقال للسلطة في سورية، وبالنسبة لي هذا سخيف"، مضيفًا أن الحكومة الجديدة في سورية هي "جماعة إرهابية إسلامية جهادية من إدلب، استولت على دمشق بالقوة. نحن جميعًا سعداء برحيل (بشار) الأسد، لكن يجب أن نكون واقعيين بشأنهم". وكان الرئيس السوري أحمد الشرع وغيره من المسؤولين السوريين قد قالوا في مناسبات عدة إن سورية لن تشكل تهديدًا لمحيطها.

من جهته، تطرق وادفول، الذي يزور إسرائيل حالياً، إلى أنشطة الجيش الإسرائيلي في سورية منذ سقوط نظام بشار الأسد، وانتقدها ضمناً؛ حيث قال إنه "من المهم أن تتمكن البلاد من تشكيل هويتها السياسية من دون تأثير خارجي". وأضاف أنّ "حماية مختلف المجموعات السكانية يجب أن تكون أولوية للحكومة الجديدة". وجاءت تصريحاته على خلفية الهجوم الإسرائيلي الذي نفذ الأسبوع الماضي في سورية، بينها الضربة التحذيرية بالقرب من القصر الرئاسي، التي ادعت إسرائيل أنها "رد على هجمات ضد الطائفة الدرزية في ضواحي العاصمة دمشق".

ورأى المحلل السياسي محمد جزار، في تصريح لـ"العربي الجديد"، أن تصريحات ساعر لا يعول عليها، وقد يكون مبعثها محاولة للرد على الانتقادات الإقليمية والدولية المتزايدة بشأن الاعتداءات الإسرائيلية غير المبررة على الأراضي السورية. وأضاف أن إسرائيل تستبيح الأراضي السورية منذ أشهر مستغلة ظروف الحكومة السورية الحالية، ومشكلاتها الداخلية، وعدم حصولها على اعتراف دولي كامل. وتوقع جزار أن تواصل حكومة الاحتلال هذا النهج إلى حين تبلور موقف قوي من جانب حلفاء دمشق في المنطقة، يمكن معه التأثير على موقف الإدارة الأميركية التي وحدها تستطيع لجم انفلات حكومة نتنياهو في المنطقة، وفق قوله.

ومنذ وصول الإدارة الجديدة إلى الحكم في سورية، ترتكب إسرائيل انتهاكات متواصلة للسيادة السورية بذرائع مختلفة، منها استغلال ورقة الأقليات. وكانت سلطات الاحتلال الإسرائيلي أعلنت أمس استعادة رفات الجندي في سلاح المدرعات تسيفي فلدمان خلال عملية خاصة في سورية، وذلك بعد 43 عاماً من فقدانه إثر سقوطه في معركة السلطان يعقوب مع الجيش السوري إبان اجتياح إسرائيل لبنان عام 1982.

Read Entire Article