"ذئاب غزة" تضرب واشنطن.. هل تتأثر بغداد بالارتدادات الأمنية؟ - عاجل

4 hours ago 4
ARTICLE AD BOX

بغداد اليوم – بغداد

في مشهد يعكس تصاعد التوترات الناتجة عن الحرب على غزة، شهدت العاصمة الأمريكية واشنطن، مساء الأربعاء (21 أيار 2025)، حادثة أمنية غير مسبوقة، تمثلت في إطلاق نار مباشر أدى إلى مقتل اثنين من موظفي السفارة الإسرائيلية أمام متحف كابيتال اليهودي، على مقربة من مقر مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI). الحادثة، التي تبنّاها منفّذها بشكل فردي، تمثل منعطفاً جديداً في مشهد "الارتداد الأمني" داخل العواصم الغربية، مع ما يطرحه من دلالات عميقة تتجاوز حدود أمريكا، وتمتد إلى العراق وساحات النفوذ الإقليمي الأخرى.

الهجوم في قلب العاصمة... حين يتسلل الغضب من غزة إلى واشنطن

بحسب تقارير أمريكية، فإن المنفذ إلياس رودريغيز، وهو مواطن أمريكي من شيكاغو يبلغ من العمر 30 عاماً، أطلق النار على مجموعة من الحاضرين في فعالية يهودية، مما أسفر عن مقتل "يارون ليشينسكي" و"سارة ميلغريم"، وكلاهما من طاقم السفارة الإسرائيلية، وكانا يستعدان للانتقال إلى القدس. الهجوم وقع في مربع أمني يخضع لحراسة مشددة، ما عزز من المخاوف حول اختراقات أمنية ممكنة، كما فتح باب الجدل حول تصاعد العمليات ذات الدوافع السياسية تحت غطاء "الذئاب المنفردة".

وردد المنفّذ، لحظة اعتقاله، شعارات مؤيدة للفلسطينيين، منها "فلسطين حرة"، مؤكداً مسؤوليته الكاملة عمّا وصفه بـ"رد فعل إنساني على المجازر المرتكبة في غزة"، بحسب ما أفادت صحيفة واشنطن بوست.

خبير أمني: الهجوم يعكس صدمة الضمير الإنساني... والغرب مقبل على ارتدادات داخلية

وفي العراق، يرى الخبير في الشؤون الأمنية أحمد التميمي، في حديث خصّ به "بغداد اليوم"، أن الحادثة تُعدّ مؤشراً على ولادة ما أسماها بـ"خلايا الذئاب المنفردة"، التي تتحرك بدوافع وجدانية دون انتماء تنظيمي، لكنها قادرة على إرباك العواصم الغربية من الداخل.

ويؤكد التميمي أن "الهجوم الذي جرى قرب مقر الـFBI يحمل رمزية خطيرة، لأنه وقع في منطقة تُعد واحدة من أكثر المناطق أماناً، وهو ما يدل على أن ما يجري في غزة لم يعد مجرد حدث إقليمي، بل تحوّل إلى ملف أمني عالمي يولّد ارتدادات متفرقة في دول الدعم الغربي للكيان المحتل".

وأضاف التميمي أن "منفذ الهجوم لم يكن من أصحاب السوابق، ولم يرتبط بتنظيمات متطرفة، بل تحرّك بدافع ما يراه من مشاهد قاسية لمجازر ترتكب بحق الأطفال والنساء في غزة"، معتبراً أن "الفيديوهات والصور الصادمة التي تنتشر عبر الإنترنت ستظل قادرة على شحن وجدان الشعوب، حتى في أكثر الدول أمنًا واستقرارًا".

تقديرات مستقبلية: زمن الذئاب قد بدأ

تُجمع قراءات غربية وعربية على أن ما جرى في واشنطن قد لا يكون حادثاً معزولاً، بل نقطة تحوّل في نوعية التفاعل مع صراع غزة – إسرائيل. فمع تصاعد الغضب الشعبي العالمي، والتغطية الإعلامية المتواصلة للانتهاكات في القطاع، يُخشى أن تتحوّل الجريمة في غزة إلى محرّك غير مباشر لموجة من "الانتقام الفردي" في العواصم الغربية.

وفي ظل هذا السياق، يصبح السؤال في العراق ليس فقط هل سيتأثر؟ بل كيف سيعيد تموضعه في ظل تحولات أمنية دولية متسارعة؟ وهل ستتخذ الحكومة موقفاً أكثر صرامة من تطورات الصراع أم ستكتفي بمراقبة التوازنات دون تدخل؟

حادثة واشنطن تمثّل ارتداداً رمزياً ومعنوياً من غزة إلى عمق الدول الغربية، وناقوس إنذار لأجهزة الأمن الدولية. أما في العراق، حيث تتشابك السياسة بالأمن، فإن فهم هذا التحوّل العالمي يصبح ضرورة استراتيجية، وليس مجرد متابعة خبرية. فالذئاب المنفردة التي ظهرت في واشنطن قد لا تكون بعيدة عن جغرافيا الغضب العراقي، إن غابت الحكمة أو استمرّ نزيف العدالة.

المصدر: بغداد اليوم + وكالات

Read Entire Article