داعش يتمدد في صحراء الأنبار: خلايا نائمة تعيد القلق إلى الواجهة

6 days ago 6
ARTICLE AD BOX

 الأنبار /علي أحمد راضي

في مشهد يعكس هشاشة الاستقرار الأمني في المناطق الصحراوية من الأنبار، أقدمت عناصر يُشتبه بانتمائها لتنظيم داعش، امس الثلاثاء، على إحراق خمس عجلات مختلفة الأنواع تعود لرعاة أغنام في عمق صحراء الرطبة جنوب القضاء. الحادث أعاد إلى الواجهة تساؤلات كثيرة يطرحها الأهالي والخبراء الأمنيون: هل انتهى خطر داعش فعلاً من المحافظة، أم أن التهديد لا يزال قائماً ولكن بوجوه وأساليب جديدة؟ الخبير الأمني العميد المتقاعد خالد الدليمي يؤكد في حديث لـ(المدى)، أن "التنظيم لم ينتهِ كلياً من الأنبار، بل تراجع، مع الحفاظ على قدرته في تنفيذ هجمات محدودة تستهدف مناطق نائية".
وقال الدليمي: "الأنبار واسعة جغرافياً، وصحاريها المفتوحة تشكل بيئة مناسبة لتحرك الخلايا النائمة، ما يحدث اليوم هو انتقال داعش من السيطرة المباشرة إلى استراتيجية الاستنزاف والترهيب، خاصة ضد المدنيين في المناطق البعيدة عن الانتشار الأمني المكثف".
من جهتهم، عبّر عدد من سكان الرطبة عن قلقهم من عودة مثل هذه الاعتداءات، التي تستهدف البنية الاجتماعية والمعيشية لسكان الصحراء، المواطن سلمان علي، وهو من رعاة الأغنام الذين يسكنون أطراف القضاء، قال لـ(المدى): "إحراق العجلات رسالة واضحة من فلول داعش بأنهم ما زالوا موجودين، يريدون إخافتنا وإبعادنا عن مناطق الرعي، وهي مصدر رزقنا الوحيد".
ومن جهته، أشار أحمد خلف، أحد وجهاء الرطبة، في حديث لـ(المدى)، إلى أن "تكرار الحوادث في المناطق النائية يتطلب “مراجعة أمنية عاجلة"، داعياً إلى "توسيع انتشار القوات الأمنية وتوفير الدعم اللوجستي لها في عمق الصحراء".
إلى ذلك، قائممقام الرطبة عماد الريشاوي أكد خلال تصريحاته صحفية تابعتها (المدى)، أن "خلايا داعش أقدمت على حرق خمس عجلات لرعاة أغنام جنوب القضاء في منطقة صحراوية معزولة".
وأضاف "هذه الاعتداءات تؤشر إلى وجود خطر حقيقي يستهدف أمن واستقرار المنطقة، وعلى الجهات الأمنية تعزيز وجودها في الصحراء وملاحقة الفلول قبل أن تتمدد".
رغم الجهود الأمنية الكبيرة التي شهدتها الأنبار خلال السنوات الماضية، إلا أن الحوادث الأخيرة، ومنها اعتداء اليوم، تُشير إلى أن خطر داعش لم يُمحَ تماماً، بل تغيّر شكله وتموضعه.

The post داعش يتمدد في صحراء الأنبار: خلايا نائمة تعيد القلق إلى الواجهة appeared first on جريدة المدى.

Read Entire Article