خيارات مكسيم خليل: ماذا بعد "تحت الأرض"؟

1 week ago 3
ARTICLE AD BOX

يواصل الممثل السوري مكسيم خليل تقديم وجبات درامية دسمة في كل إطلالة له، مستعرضاً أداءً تمثيلياً عالياً يُثبت من خلاله أنه رقم صعب يمكن الاعتماد عليه لقيادة عمل درامي كامل. ورغم تفاوت نتائج الأعمال التي يشارك فيها، يظلّ خليل قادراً على حمل المسلسل على عاتقه، كما فعل في رمضان الماضي، حين اختار التعاون مجدداً مع شركة "كلاكيت"، بعد نجاحات سابقة جمعتهما في "تخت شرقي" و"الولادة من الخاصرة" وغيرهما.
العمل الرمضاني، الذي حمل عنوان "تحت الأرض"، جاء هذه المرة بقالبه الشامي الكلاسيكي، وجمع نخبةً من نجوم الدراما السورية، أبرزهم سامر المصري، وفايز قزق، ولجين إسماعيل، ولين غرة، وكرم شعراني، وغيرهم. بدا واضحاً أن خليل راهن على المسلسل ليعيد من خلاله حضوره إلى الجمهور السوري، غير أن الرهان لم يكن موفقاً لأسباب عدة.
أول أسباب الإخفاق أن المسلسل أُدرِج ضمن الأعمال الشامية، وهي الفئة التي باتت تفقد بريقها لدى الجمهور نتيجة التكرار الممل للقصص. لم يأتِ "تحت الأرض" بجديد يُذكر، إذ دار حول صراع تجار خان التتن في دمشق، ومحاولة جودت بيك (الشخصية التي أداها مكسيم خليل) الاستيلاء على تجارة التتن، انتقاماً من والده شيخ الكار، الذي نبذه مع والدته ولم يعترف به طفلاً. تتفرّع القصة إلى خطوط درامية أخرى رومانسية وتشويقية لا تخلو من المتعة، لكنها لم تقدّم ابتكارات تُذكر، باستثناء تقديم صورة دمشق بقالب كلاسيكي أقرب للطابع الفرنسي، بعيداً عن رموز الأزياء التقليدية؛ كالملاية.
السبب الثاني خلف تعثر العمل كان محدودية عرضه على القنوات الفضائية، ما جعله محصور الانتشار ولم يصل إلى جمهور واسع. أضف إلى ذلك أن التشويق الذي ميّز الحلقات الخمس الأولى بدأ يخبو تدريجياً، فوقع المسلسل في فخ البطء، ما دفع العديد من المشاهدين للتخلي عن متابعته قبل اكتماله.
كذلك، لعبت أسماء صناع العمل دوراً في تقليل جاذبيته؛ إذ لم يحمل اسم المخرج مضر إبراهيم أو الكاتبين سلطان العودة وشادي دويعر ثقلاً جماهيرياً كافياً لجذب المتابعين. فاليوم بات للمخرجين والكتّاب جمهور خاص يُلاحق أعمالهم.
رغم إخفاق العمل في الوصول إلى جمهور واسع، أثبت مكسيم خليل مجدداً قدراته كممثل متمكن، إذ قدّم شخصية جودت بيك بحرفية عالية، معتمداً على لغة جسده ونبرة صوته ونظراته ليجسد شخصية الرجل الذي لا يقبل الهزيمة ويسعى إلى السيطرة الكاملة. وقد تكلّلت مساعيه داخل القصة بالنجاح، قبل أن تنتهي شخصيته بالقتل، في مفاجأة درامية حملتها نهاية المسلسل.
المفارقة أن صنّاع العمل كانوا قد أعلنوا سابقاً أن المسلسل سيُقدَّم على جزأين، ما يعني عملياً غياب مكسيم عن الجزء الثاني في حال تنفيذه، والاستعاضة عنه بشخصية جديدة تقود الأحداث. خطوة اعتُبِرت ذكيةً من خليل، إذ جنبته الاستمرار في عمل واحد لموسمين متتاليين تدور أحداثهما ضمن إطار قصصي يفتقر إلى التجديد ويتسم بالمماطلة.

حتى الآن، لم تتخذ شركة كلاكيت قراراً بالتحضير لجزء ثانٍ، خاصة أن العمل لم يُختَتم بالعبارة التقليدية "إلى اللقاء في الجزء الثاني"، بل انتهى مع إبقاء الباب مفتوحاً لاحتمال الاستكمال. وربما تدفع هذه التجربة مكسيم خليل لإعادة حساباته في الموسم المقبل، والظهور بعمل سوري يقدم فيه صورةً مختلفة لجمهوره، بعد سنوات من الغياب عن التصوير داخل سورية بسبب نفيه السياسي نتيجة معارضته لنظام بشار الأسد.

Read Entire Article