خور عبد الله: شريان العراق البحري وأهميته الاستراتيجية والاقتصادية

خور عبد الله، هذا الممر البحري الواقع في أقصى جنوب العراق، لا يُعد فقط معبراً مائياً يربط العراق بالخليج العربي، بل يمثل شرياناً اقتصادياً واستراتيجياً حيوياً، يربط العراق بالعالم الخارجي عبر ميناء أم قصر والموانئ القريبة.

أين يقع خور عبد الله؟

يقع خور عبد الله في محافظة البصرة، ويمتد من شمال الخليج العربي داخل المياه الإقليمية، مشكّلاً جزءاً من الحدود البحرية بين العراق ودولة الكويت. يُعدّ من أهم المسالك البحرية التي تؤمن الوصول إلى موانئ العراق، خصوصاً ميناء أم قصر، الذي يُعتبر الميناء التجاري الأكبر في البلاد.

الأهمية الاقتصادية لخور عبد الله

خور عبد الله يُعتبر بوابة العراق البحرية إلى التجارة العالمية. ومن أبرز أوجه أهميته:

• نقل البضائع والحاويات: عبر ميناء أم قصر، تمرّ يوميًا مئات الحاويات المحملة بالبضائع القادمة من وإلى دول العالم.

• إمداد السوق العراقي: عبره تدخل السلع الاستهلاكية، المواد الغذائية، الأجهزة، والآلات.

• فرص استثمارية: يُعد الخور نقطة جذب للمشاريع اللوجستية والتجارية، خصوصًا في قطاع النقل البحري والتخزين.

الأهمية الاستراتيجية والسياسية

نظرًا لموقعه الجغرافي الحساس، يمثل خور عبد الله نقطة تداخل حدودي بين العراق والكويت، وقد كان محل جدل سياسي في فترات سابقة. مع ذلك، يُشكّل التعاون المشترك حوله فرصة لتعزيز الاستقرار الإقليمي وتطوير العلاقات الاقتصادية بين البلدين.

ميناء الفاو الكبير وخور عبد الله

مشروع ميناء الفاو الكبير، الذي تطوّره الحكومة العراقية، يُعد من أبرز المشاريع الاستراتيجية التي تعتمد على خور عبد الله كممر بحري رئيسي. الميناء مستقبلاً سيربط العراق بممر النقل الدولي (القناة الجافة) الممتد نحو أوروبا عبر تركيا.

التحديات التي تواجه خور عبد الله

رغم الأهمية الكبرى، يواجه الخور عدة تحديات:

• التلوث البحري والتجريف غير المنظم

• الصراعات السياسية والإدارية

• الحاجة إلى تطوير البنية التحتية الملاحية

ختاماً: خور عبد الله مستقبل العراق البحري

خور عبد الله ليس مجرد ممر مائي، بل هو شريان اقتصادي واستراتيجي للعراق، يحمل آمالاً كبيرة لمستقبل النقل البحري والتبادل التجاري. ومع استمرار مشاريع التطوير مثل ميناء الفاو الكبير، يُتوقّع أن يتحوّل الخور إلى مركز إقليمي في حركة الملاحة والتجارة البحرية.

الصادرات والواردات العراقية