خاصّ- “جرّة غاز سبيسيال” مسرحيّة تنبش الوجع الجماعيّ وتُبكي بطلتها

12 hours ago 1
ARTICLE AD BOX

في إطار النّسخة السّابعة عشرة من مهرجان ربيع بيروت، عُرضت على خشبة مسرح المونو مسرحيّة “جرّة غاز Spéciale” من كتابة وإخراج كريم شبلي وسارة عبدو، وبطولة سينتيا كرم وجوزيف زيتوني، من إنتاج فرقة End Scene Production، وبدعم من الاتّحاد الأوروبيّ وتنظيم مؤسّسة سمير قصير.

بعد نجاح أعمالها السّابقة “معمول” و”غمد فاضي”، تعود الفرقة بعرض يتناول تداعيات الاضطرابات السّياسيّة في لبنان وسوريا، مستكشفًا الصّدمة الجماعيّة ومسارات الشّفاء من خلال تداخل السّيرة الشّخصيّة  والحدث السّياسيّ.

تتوزّع المسرحيّة بين الماضي والحاضر، في حكاية عن الاغتراب  والألم والدفء الموقّت، إذ يتنقّل النّصّ بين لحظات الضّحك والانكسار، ويُلامس مشاعر الجمهور بصدق وواقعيّة.

تمثّل كرم شخصيّة امرأة لبنانيّة تحمل أفكارًا نمطيّة وأحكامًا مسبقة ضدّ السّوريّين، بينما يؤدي زيتوني دور شاب يعمل في معمل غاز، يضطرّ لإخفاء هويّته السّوريّة والتّحدّث باللهجة اللبنانيّة بطلب من ربّ العمل، خوفًا من ردّة الفعل. لكن زلّة لسان تكشف حقيقة هويّته، فتتفجّر التّوتّرات وتبدأ المواجهة بين الشّخصيّتَين.

تتعمّق المسرحيّة تدريجيًّا، فتنتقل من حكاية يوميّة بسيطة إلى استحضار فصول من الحرب اللبنانيّة، ثمّ تتقاطع مع معاناة السّوريّين في الحرب الرّاهنة، ما يخلق جسرًا دراميًّا وإنسانيًّا بين الماضي والحاضر، بين الشّعوب المتجاورة والمجروحة.

واحدة من أبرز سمات العرض هي التّبديل السلس للأدوار بين كرم وزيتوني، إذ يتقلّبان ببراعة بين شخصيّات مختلفة، بأداء تمثيليّ عميق وساخر في آن. هذا التداخل بين المأسويّ والكوميديّ منح العمل بُعدًا إنسانيًّا قويًّا، أثّر في الجمهور وأثار تأمّلات عميقة حول الهويّة، والتّمييز، والذّاكرة الجماعيّة.

وقد كان التّفاعل مع العرض قويًّا ولافتًا، إذ  عبّر الحضور عن تأثّرهم بالتّصفيق الحادّ والانفعال الحسّيّ مع مجريات العرض. وبعد انتهاء المسرحيّة، بدت علامات التّأثّر واضحة على الممثّلة سينتيا كرم، الّتي لم تتمالك عن الدّمع، مؤكّدةً في كلمتها الختاميّة أنّ: “شخصيّات المسرحيّة وأحداثها يمكن أن تكون أيّ واحد أو واحدة منّا”، في إشارة إلى القرب الكبير الذي يربط هذا العمل بجمهوره، وملامسته لتجارب يعيشها كثيرون في مجتمعاتنا.

 

Read Entire Article