حين طرق الأمل الباب.. غزّيّ يحتضن طرد الحياة وسط رماد رفح

1 day ago 5
ARTICLE AD BOX
  • في غزة .. قلوب منفطرة وعيونهم تنساب فيها حنين إلى الماضي
  • المجاعة تتفشى في القطاع على وقع الأمل

في زقاق ضيّق من أزقة رفح، حيث تتعانق جدران البيوت المتهالكة مع الغبار وتكاد تنهار من ثقل الألم، وقف غزّيٌّ نحيل الجسد، لكن بعينين تحملان من الصبر ما يكفي لوطنٍ بأكمله. كان يحمل صندوقًا صغيرًا بيدين تشقّقتا من القهر، صندوقًا لا يتعدى حجمه

رُبع الألم الذي يسكن القلوب هناك… لكنه بدا وكأنه يحمل الدنيا كلها.


اقرأ أيضاً : في حضن النار تنبت نساء من ضوء


فتح الطردَ وكأنّه يفتح نافذة صغيرة للكرامة، تطلّ على أملٍ متردد. وجد فيه أرزاً، زيتاً، بعض المعلبات... لا شيء كثير، لكنه يكفي ليحفظ حياة أطفاله ليوم آخر. مرر يده فوق علبة الحمص كما لو كان يربّت على كتفِ صديق قديم، ثم رفع رأسه إلى السماء

وقال بهمسٍ حزين: "الحمد لله... لم نجُع اليوم، وهذا وحده نصر."

لم تكن الدموع التي ترقرقت في عينيه دموعَ شفقة، بل دموع مزيجٍ عجيب من الامتنان والمرارة،  امتنان لأن أحدهم تذكّر أن في رفح أفواهًا ما زالت تنتظر، ومرارة لأن العالم كله نسي أن الكرامة لا توضع في صندوق، وأن الحياة لا تُمنح بالمعلّبات.

كان الطردُ أكثر من مجرد طعام، كان شهادة حياة، كان تأكيدًا على أن تحت هذا الركام، تحت هذا الحصار، ما زال القلب ينبض، وما زال الطفل يبتسم حين يشمّ رائحة الخبز، وما زالت الأم تُعدّ وجبة بسيطة بكل ما تبقّى من حلم في عينيها.

في رفح، لا تُقاس النِعَم بالكثرة، بل تُقاس بالوصول. وطرد الطعام هذا، بالنسبة لذلك الرجل، لم يكن مجرد وجبة… بل رسالة، تقول:"ما زلتم هنا. وما زال منكم مَن يستحق الحياة."

نافذة صغيرة من الأمل 

في زقاق ضيّق من أزقة رفح، حيث تتعانق جدران البيوت المتهالكة مع الغبار وتكاد تنهار من ثقل الألم، وقف غزّيٌّ نحيل الجسد، لكن بعينين تحملان من الصبر ما يكفي لوطنٍ بأكمله. كان يحمل صندوقًا صغيرًا بيدين تشقّقتا من القهر، صندوقًا لا يتعدى حجمه

رُبع الألم الذي يسكن القلوب هناك… لكنه بدا وكأنه يحمل الدنيا كلها.

فتح الطردَ وكأنّه يفتح نافذة صغيرة للأمل وجد فيه أرزاً، زيتاً، بعض المعلبات... لا شيء كثير، لكنه يكفي ليحفظ حياة أطفاله ليوم آخر. مرر يده فوق علبة الحمص كما لو كان يربّت على كتفِ صديق قديم، ثم رفع رأسه إلى السماء وقال بهمسٍ حزين:"الحمد

لله... لم نجُع اليوم، وهذا وحده نصر."

لم تكن الدموع التي ترقرقت في عينيه دموعَ شفقة، بل دموع مزيجٍ عجيب من الامتنان والمرارة. امتنان لأن أحدهم تذكّر أن في رفح أفواهًا ما زالت تنتظر، ومرارة لأن العالم كله نسي أن الكرامة لا توضع في صندوق، وأن الحياة لا تُمنح بالمعلّبات.

كان الطردُ أكثر من مجرد طعام. كان شهادة حياة. كان تأكيدًا على أن تحت هذا الركام، تحت هذا الحصار، ما زال القلب ينبض، وما زال الطفل يبتسم حين يشمّ رائحة الخبز، وما زالت الأم تُعدّ وجبة بسيطة بكل ما تبقّى من حلم في عينيها.

في رفح، لا تُقاس النِعَم بالكثرة، بل تُقاس بالوصول. وطرد الطعام هذا، بالنسبة لذلك الرجل، لم يكن مجرد وجبة… بل رسالة، تقول: "ما زلتم هنا. وما زال منكم مَن يستحق الحياة."

Read Entire Article