حرائق تلتهم قمح العراق.. من أشعلها؟

3 hours ago 5
ARTICLE AD BOX

شهدت الأيام الماضية اندلاع حرائق في أكثر من منطقة عراقية شملت مساحات واسعة مزروعة بالقمح، آخرها الاثنين الماضي، حيث اندلع حريق كبير في مساحات مزروعة على أطراف مدينة بعقوبة في محافظة ديالى العراقية، أسفرت عن إلحاق أضرار مادية كبيرة بالمحصول، دون أن يتكشف السبب، لكن الجهات الأمنية والاستخبارية في المحافظة أكدت أنها باشرت بفتح تحقيق عاجل للوقوف على ملابسات الحادث وتحديد أسبابه.

وقبلها بأيام، اندلع حريقان في منطقتين بمحافظة ديالى، وتناقل نشطاء من المحافظة أخباراً، ذكروا فيها أن الحرائق أدت إلى خسائر كبيرة للمزارعين، فيما لم يتفقوا على تحديد السبب، ومنهم من اعتبرها حوادث طبيعية فيما اتهم بعضهم جماعات مسلحة، ضمنها تنظيم داعش، بإشعالها. وفي مثل هذه الأيام من كل عام ومع قرب حصاد المحصول، يشهد العراق حرائق عديدة في محافظات متفرقة تستهدف مزارع القمح، التي عادة ما تتزامن مع إعلان وزارة الزراعة حول إمكانية الوصول إلى الاكتفاء الذاتي من هذا المحصول الذي تولي الحكومة العراقية اهتماماً كبيراً به، واحتلاله المرتبة الأولى ضمن أولويات النشاط الزراعي في البلاد.

وقال مسؤول عسكري عراقي إن "توجيهات أمنية صدرت عن الحكومة ووزارات الداخلية والدفاع والأجهزة الأمنية الاستخباراتية بتشديد مراقبة ضواحي المناطق الزراعية، وتحديداً تلك التي تتعرض إلى موجة حرائق في كل عام"، مؤكداً لـ"العربي الجديد"، أن "أسباب الحرائق متعددة، لكن القوات الأمنية تسعى إلى إطاحة العصابات التي تحاول العبث أو إرهاق الاقتصاد العراقي، سواء تنظيم داعش أو غيرها".

في السياق، دعا عضو لجنة الأمن والدفاع في البرلمان العراقي، ياسر وتوت، إلى وضع خطط لمنع اتساع حرائق مزارع الحنطة في العراق، مبيناً في تصريح صحافي، أن "هذه الحرائق تثير المخاوف من اتساعها خلال الفترة المقبلة، لذلك يجب وضع خطط أمنية احترازية لمنع تلك الحرائق ومنع اتساعها للحفاظ على الثروة الزراعية". وأضاف وتوت أن "الشكوك إزاء وجود عمليات مفتعلة لبعض الحرائق موجودة، ولهذا يجب متابعة الملف جيداً من الجهات المختصة".

وتواصلت "العربي الجديد"، مع ضابطين من وزارة الداخلية، أكدا أن "أسباب الحرائق تختلف من منطقة إلى أخرى، ففي بعض المناطق تحدث الحرائق بسبب سوء تصرف المزارعين، وعدم معرفتهم بشروط حماية وسلامة المحاصيل، ناهيك عن الشواء، وحتى التدخين داخل وبالقرب من محصول القمح، وكما هو معروف فإن المحصول قبل حصده يكون يابساً إلى حد ما"، موضحاً أحدهما أن "بعض الحرائق حدثت بسبب خلافات شخصية".

دور التنظيمات في الحرائق

وأكمل أن "التنظيمات الإرهابية والجماعات الخارجة عن القانون قد يكون لها يد ودور في بعض الحرائق، لكن في الغالب هذه الجماعات، وتحديداً تنظيم داعش، تختبئ في مناطق بعيدة عن وجود التجمعات السكانية والمزارع، وهي تحت مراقبة ورصد قوات الأمن". والشهر الماضي، توقعت وزارة الزراعة العراقية تحقيق الاكتفاء الذاتي لمحصولي الحنطة والشعير خلال الموسم الزراعي الحالي، مستندة إلى المساحات الواسعة التي جرت زراعتها، والتي تجاوزت خمسة ملايين دونم، موزعة بين الأراضي المدرجة ضمن الخطة الزراعية المعتمدة وتلك المزروعة خارجها.

وتشير التقديرات إلى تسويق أكثر من 200 ألف طن من محصول الحنطة، بالإضافة إلى التبرع إلى الدول العربية، ومنها تونس واليمن ولبنان وسورية بمئات الآلاف من الأطنان. وحسب خبراء، فإن العراق يحتاج إلى نحو خمسة ملايين طن سنوياً من الحنطة لسد الحاجة الفعلية للبلاد، في حين يعتمد على الاستيراد لإمداد برنامجه الخاص بمفردات "البطاقة التموينية"، وأن العراق يعد من أكثر البلدان استيراداً للحبوب في الشرق الأوسط، فيما يستورد مادة الطحين من مناشئ عدة.

Read Entire Article