"تفاحة الصدر المسمومة".. هل يحمل نجل المرجع السيستاني مفتاح عودة الزعيم الغائب؟ - عاجل

19 hours ago 5
ARTICLE AD BOX

بغداد اليوم - بغداد

كشف الباحث في الشأن السياسي، محمد علي الحكيم، اليوم الخميس (29 أيار 2025)، عن السبب الوحيد الذي قد يدفع زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر للعودة إلى الساحة السياسية والمشاركة في الانتخابات البرلمانية المقبلة، مشيرا إلى أن كل الضغوط السياسية والإقليمية حتى الآن لم تفلح في تغيير موقفه.

وقال الحكيم في تصريح خص به “بغداد اليوم”، إن “المشهد السياسي بعد انسحاب التيار الصدري من العملية السياسية دخل مرحلة جديدة من صراع كسر العظم، لكن هذه المرة داخل مكونات الإطار التنسيقي نفسه، بعدما نجح الصدر بحنكة سياسية في تحميل الإطار مسؤولية فشل 23 عاما من التجربة بعد سقوط النظام السابق”.

“تفاحة الصدر المسمومة”

وأوضح أن “الصدر قدم لقوى الإطار ما وصفه بـتفاحة مسمومة، حين انسحب وتركهم يواجهون الشارع العراقي بمفردهم، ما تسبب بإرباك كبير، لا سيما مع الأداء الفردي لحكومة السوداني، التي لم تعد تستشير القيادات السياسية الكبرى في قراراتها الاستراتيجية، على عكس حكومة الكاظمي، وهو ما دفع أطرافا بارزة كزعيم ائتلاف دولة القانون نوري المالكي وأمين عام عصائب أهل الحق قيس الخزعلي، لإبداء الندم على موقفهم الرافض لتجديد ولاية الكاظمي آنذاك”.

وبيّن أن “غياب التيار الصدري عن الانتخابات المقبلة يعد جرس إنذار كبير للقوى السياسية الشيعية، خاصة أن خسارته ستفقد المكون الشيعي نحو 11 مقعدا برلمانيا في بغداد وحدها، ما قد يصب لصالح قوى المكون السني. الأمر الذي دفع شخصيات ثقيلة مثل نوري المالكي وهادي العامري للاستعداد شخصيا لخوض الانتخابات المقبلة لضمان توازن سياسي في ظل غياب التيار”.

وأكد الحكيم أن “كل المحاولات الإقليمية والمحلية لإقناع الصدر بالعودة إلى المشهد الانتخابي لم تؤت أكلها حتى اللحظة، لا سيما مع تراجع الثقة بين الصدر وبقية القوى السياسية، إثر خرقهم الوثيقة المكونة من 14 بندا التي وقعها الجميع بعد انتخابات 2021، والتي اشترط فيها الصدر تشكيل حكومة أغلبية وطنية بعيدا عن المحاصصة السياسية”.

مفتاح عودة الصدر بيد المرجع السيستاني

وختم الحكيم تصريحه قائلاً: “إن البديل الوحيد القادر على إقناع مقتدى الصدر بالعدول عن قرار الانسحاب والمشاركة في الانتخابات، لا يأتي من داخل القوى السياسية أو عبر الضغوط الإقليمية، بل يتمثل بشخص المرجع الأعلى السيد علي السيستاني، وبشكل أكثر تحديدا من خلال نجله السيد محمد رضا السيستاني، الذي يعد الشخصية الأقدر على التأثير في قرارات الصدر، خاصة بعد أحداث المنطقة الخضراء الدامية في عام 2021، والتي أسفرت عن مقتل أكثر من 60 عراقيا، وتسببت في تغيرات جوهرية في موقف التيار الصدري من العملية السياسية”.

وتعود جذور الأزمة السياسية الحالية إلى نتائج الانتخابات البرلمانية التي جرت في تشرين الأول 2021، والتي أفرزت فوز التيار الصدري بأكبر عدد من المقاعد ضمن الكتلة الشيعية، مما منحه فرصة تشكيل حكومة أغلبية وطنية.

إلا أن المشروع اصطدم بمعارضة شديدة من قوى “الإطار التنسيقي”، التي تصر على استمرار نهج الحكومات التوافقية، وهو ما أدى إلى أزمة انسداد سياسي استمرت عدة أشهر وانسحاب الصدر من العملية السياسية بالكامل.

انسحاب التيار الصدري أدخل البلاد في حالة من الفراغ السياسي وعدم التوازن داخل المكون الشيعي، ما أدى إلى تولي الإطار التنسيقي زمام المبادرة وتشكيل حكومة محمد شياع السوداني.

لكن هذه الحكومة، رغم ولادتها من رحم التوافقات، أثارت خلافات داخلية حتى بين أطراف الإطار ذاته، بسبب ما يعتبره بعضهم “تفردا بالقرارات من قبل رئيس الوزراء”، دون الرجوع إلى الكتل التي دعمته.

Read Entire Article