باكستان: صراعنا مع الهند كشف خيبة أملنا في "طالبان"

عبرت باكستان عن خيبة أملها من أفغانستان التي تحكمها حالياً حركة "طالبان" بسبب مواقفها من الصراع الإقليمي "واصطفافها إلى جانب الهند وإسرائيل" خلال التوترات الأخيرة بين إسلام أباد ونيودلهي، وفق ما ذكر وزير الدفاع الباكستاني خواجه آصف في تصريحات صحافية اليوم الأحد.

وقال آصف إن "باكستان التي تحملت لأعوام ضغوطاً دولية واتهامات بالإرهاب بسبب دعمها السابق لـ’طالبان‘، تفاجأت بأن الحركة التي وقفت إلى جانبها يوماً ما، باتت اليوم تصطف إلى جانب الهند وإسرائيل ضدنا"، موضحاً أن هذا الموقف ليس تحليلاً شخصياً فحسب، بل يستند إلى ما ذكره الصحافي الهندي البارز وخبير الشؤون الدفاعية برافين ساهني الذي أكد أن الدعم الدولي لعملية "سندور" العسكرية الهندية ضد باكستان اقتصر على دولتين فقط هما إسرائيل وأفغانستان.

وفي سياق متصل أفادت تقارير صحافية بأن وزير الدفاع في حكومة "طالبان" الموقتة قام بزيارة سرية إلى الهند عقب العملية العسكرية الأخيرة التي شهدت رداً باكستانياً حازماً، وأثارت هذه الخطوة علامات استفهام واسعة حول طبيعة العلاقة المستجدة بين كابول ونيودلهي، ومدى تأثيرها في توازن القوى الإقليمي.

من جهة أخرى أكد المتحدث باسم الجيش الباكستاني أحمد شريف خلال مقابلة خاصة مع قناة "آر تي العربية" (RT Arabic) أن التوتر القائم بين باكستان والهند لا يمكن فهمه من دون العودة لجذوره التاريخية، مشيراً إلى أن الهند تتبع سياسة دعم الإرهاب داخل المنطقة، خصوصاً في الأراضي الباكستانية.

ولفت شريف إلى أن الهند أطلقت مزيداً من الصواريخ ليلتي التاسع والـ 10 من مايو (أيار) الجاري في محاولة لبث الرعب، لكنها نسيت أن الشعب الباكستاني وجيشه لا يخضعان ولا يُرهبان، مضيفاً أنه "في صباح الـ10 من مايو، قمنا برد محسوب، استهدف فقط المواقع العسكرية من دون أي ضرر للمدنيين، وكان رداً عادلاً ومتوازناً".

وكشف شريف عن أن وزارة الدفاع الهندية هي التي بادرت لاحقاً بطلب وقف إطلاق النار، مما وافقت عليه باكستان تأكيداً لرغبتها في السلام والاستقرار، وختم بالقول "لسنا أمة تميل إلى العنف، نحن أمة جادة، أولويتنا هي السلام، وقد نجحت بعثاتنا الدبلوماسية في إيصال رسالتنا إلى العالم بذكاء، القوى الكبرى كأميركا تدرك اليوم جيداً الروح الحقيقية لشعب باكستان".

وفي سياق متصل حذرت القوات المسلحة الباكستانية على لسان متحدثها من أن أية محاولة من جانب الهند لوقف تدفق مياه نهر السند نحو باكستان ستؤدي إلى "نتائج طويلة الأمد قد تمتد لعقود"، معتبرة ذلك تجاوزاً خطراً لحقوق مائية تاريخية وتهديداً مباشراً للأمن القومي والإنساني في البلاد.