انخفاض مبيعات العيد 90%… والبالة ملاذ السوريين لشراء الملابس

1 day ago 6
ARTICLE AD BOX

رغم الازدحام اللافت في أسواق العاصمة دمشق قبيل عيد الأضحى المبارك، إلا أن هذا الازدحام "مزيف"، بحسب وصف الصناعي ماهر الزيات، الذي أكد أن أغلب المواطنين يتجولون بدافع المشاهدة والتسلية فقط وليس للشراء. وقال الزيات في تصريح لـ"العربي الجديد"، إن مبيعات هذا العيد تراجعت بنسبة تفوق 90% مقارنة بعيد الأضحى الماضي، رغم انخفاض الأسعار بنحو 30%، مشيرًا إلى أن وصف "الإقبال على الأسواق" بات غير دقيق، مفضلًا استخدام تعبير "الهروب من الأسواق".

وأضاف أن نسبة المبيعات لا تتجاوز 10% عمّا كانت عليه في العيد الماضي، لافتًا إلى أن معظم الصناعيين والتجار يضطرون لفتح محالهم لمدة تصل إلى 12 ساعة يوميًا لتحقيق مبيعات لا تتجاوز 50 ألف ليرة، وأحيانًا لا يبيعون شيئًا على الإطلاق. وتابع الزيات: "أوقفت معملي حاليًا، فإلى متى سأبقى أنتج وأخزن دون بيع؟ الوضع الاقتصادي في أسوأ حالاته، وغالبية الصناعيين سرّحوا عمالهم لعدم قدرتهم على دفع الرواتب، ومن أبقى على عماله بالكاد يستطيع تأمين أجورهم من أرباحه الضئيلة".

وأشار الزيات إلى أن انخفاض سعر صرف الدولار أخيرًا أمر طبيعي في ظل غياب الطلب، إذ لا أحد قادر على الشراء، بل يُضطر المواطنون والتجار لبيع ما لديهم لتأمين احتياجاتهم الأساسية، وتوقع أن يرتفع الدولار مجددًا إلى أكثر من 15 ألف ليرة في حال تحرك الإنتاج وعودة بعض المستثمرين، وأكد أن معظم البضائع تُباع اليوم بخسارة تتجاوز 10%، ومع ذلك "لا أحد يطرق باب المحل"، حسب تعبيره، مضيفًا أن بعض المواطنين اضطروا للجوء إلى شراء ملابس العيد من أسواق "البالة"، فيما لم يشترِ آخرون أي ملابس لهذا العيد.

وضع أسواق حلب أقل سوءاً في الأضحى

وفي حلب، رأى الصناعي محمد الصباغ أن حركة المبيعات "متوسطة لكنها ضئيلة" مقارنة بعيد الأضحى الماضي، مرجعًا السبب إلى ضعف القدرة الشرائية لدى المواطنين وقلة السيولة المتاحة، وأوضح أن أسعار الملابس لم تنخفض بالشكل المتوقع رغم تراجع الدولار بنسبة تفوق 33%، إذ لم تتجاوز الانخفاضات في الأسعار 13% بشكل عام، و20% في أسعار الملابس الولادية، بينما كانت أقل من 10% في أسعار الملابس النسائية.

وعزا الصباغ هذا التفاوت إلى ارتفاع تكاليف الإنتاج، بما في ذلك أسعار الكهرباء، وأجور العمالة، وتكاليف المواد الأولية، إلى جانب أجور النقل المرتفعة، مؤكدًا أن هذه الأعباء تدفع الصناعيين والتجار لتحميل كامل التكاليف على المستهلك. ورغم الأجواء السلبية، أشار الصباغ إلى بعض الإيجابيات، مثل الانتهاء من إجراءات "الاستعلام الضريبي" و"الجمارك"، وفتح السوق بشكل أكثر حرية هذا العيد، حيث "لا يوجد أي صناعي موقوف لدى فرع الخطيب"، بحسب تعبيره.

البالة وجهة الفقراء… وجودة أفضل أحياناً

خلال جولة لـ"العربي الجديد" في أسواق دمشق، رُصدت عروض وتخفيضات لدى محال الملابس، إلا أن آراء المواطنين تباينت حولها؛ فبينما اعتبرها البعض "وهمية"، رآها آخرون مقبولة مقارنة بالأعوام السابقة، وإن كانت لا تزال غير متناسبة مع دخولهم المتآكلة. في المقابل، اكتظّت بسطات وأسواق "البالة" تحت جسر الحرية بالمواطنين، حيث يتسابقون لالتقاط قطع قد تصلح لأطفالهم بعد غسلها وتنسيقها لتبدو لائقة في العيد.

إحدى المواطنات أشارت إلى أن البالة تحوي "قطعًا جيدة لمن يعرف كيف يختار"، مضيفة أنها تتسوق من البالة منذ ما قبل الحرب. بينما قالت هالة الكاتب، التي كانت تبحث عن بنطال جينز لابنها: "هذا أول عيد أشتري فيه من البالة بسبب ارتفاع الأسعار في المحلات، وعدم تمكن زوجي المتقاعد من قبض راتبه بسبب الازدحام على الصرافات".

وأضافت أن تنظيم هذه البسطات سيجعلها أكثر فاعلية وراحة للمتسوقين، مشيرة إلى أن سعر البنطال في المحلات لا يقل عن 35 ألف ليرة، بينما وجدت نوعية أفضل في البالة بـ15 ألفًا فقط. وتراوح أسعار البالة حاليًا بين 20 و40 ألف ليرة لبنطال الجينز، ومن 25 إلى 75 ألفًا للجاكيت الرجالي، ومن عشرة آلاف إلى 25 ألفًا للكنزات، أما ملابس الأطفال فتراوح بين عشرة آلاف و20 ألف ليرة.

أحد باعة البالة كشف عن توجه حكومي لفرض رسوم جمركية إضافية على البضاعة المستوردة، لترتفع من 1200 إلى 4500 دولار للحاوية الواحدة، ما قد يؤدي إلى رفع أسعار الملابس المستعملة بنسبة 20% قريبًا.

Read Entire Article