الهمم وراء القمم

4 days ago 4
ARTICLE AD BOX

<p>الرئيس الأميركي دونالد ترمب وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان يصفقان بعد توقيع اتفاقيات خلال اجتماع ثنائي في الرياض، 13 مايو 2025 (أ ف ب)</p>

شراكة استراتيجية بين أكبر اقتصاد بالعالم وبين المملكة العربية السعودية ودول الخليج العربي. اتفاقيات بمئات البلايين من الدولارات على مستويات مختلفة: الفضاء والذكاء الاصطناعي والتصنيع الحربي وصناعة السيارات الكهربائية والطائرات التجارية والتعاون النووي وخلافه.

 هذا موجز أخبار القمة السعودية- الأميركية التي تلتها قمة خليجية أميركية، ولقاء رباعي بين الرئيس الأميركي دونالد ترمب والرئيس السوري أحمد الشرع ومشاركة هاتفية من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وذلك بضيافة وترتيب مستضيف القمة ومهندسها الأمير محمد بن سلمان ولي العهد السعودي ورئيس الوزراء، ثم تبعتها جولة الرئيس الأميركي بقطر والإمارات العربية المتحدة.

يمكن قراءة الاتفاقات والاطلاع على الأرقام البليونية لهذه الاتفاقات بمواقع النشر ووسائل الإعلام المختلفة، لكن الأهم هو ما وراء أخبار هذه القمة التاريخية والجولة الرئاسية الأميركية بدول الخليج العربية. وهنا نخلص لبعض النتائج هامة:

أولاً: تشكل القمة تتويجاً لانتصار المحور العربي بعد الهزيمة النكراء التي مني بها المحور الإيراني في لبنان وسوريا، وبعدما ضرب حلفاؤه الحوثيين باليمن. كان حضور الرئيس السوري أحمد الشرع ولقاؤه بالرئيس الأميركي بالرياض بعد ساعات من إعلان ترمب رفع العقوبات عن سوريا أوضح صور هذا النصر الاستراتيجي الكبير للمحور العربي.

ثانياً: عززت القمة مكانة الخليج الاستراتيجية ومكانة المملكة العربية السعودية كدولة محورية، ليس على مستوى الإقليم، وإنما على مستوى العالم، كذلك مكنت دول الخليج من الشراكة التكنولوجية والاقتصادية والتصنيعية مع أكثر دول العالم تقدماً في هذه المجالات.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ثالثاً: سمعنا خطاباً مختلفاً وللمرة الأولى من رئيس أميركي يشيد بالبناء والتنمية في دول الخليج من ناحية، ويراها نموذجاً للنجاح في حال كان الدور الغربي- والأميركي تحديداً- هو دور المساند، وليس دور المحارب. ففي كلمته المطولة نسبياً التي ألقاها بالرياض، قال الرئيس الأميركي إن حروب الحكومات التي سبقته من ليبراليين أو محافظين جدد أدت إلى دمار بغداد وكابول بأفغانستان كمثالين، وخسائر هائلة بالأرواح والمال الأميركيين من دون فائدة. وشدد على النموذج الخليجي بالبناء وأهمية الشراكة معه للاستفادة بين الأطراف المتشاركة.

وهذا خطاب فريد لرئيس يريد التجارة بدلاً من الحروب، ورئيس أميركي لم يخض حرباً أثناء فترة رئاسته الأولى ولا يتطلع لشن أي حرب ضد أي طرف بالعالم. ومثل هذا الخطاب يعد ثورة مناهضة لتجار الحروب وتغول مؤسسة البنتاغون على مدى العقود الثلاثة الماضية، والتي تجاوزت موازنتها التريليون دولار وتنتعش وتعيش على شن الحروب العبثية المدمرة على الآخرين.

رابعاً: زادت الزيارة من عزلة إسرائيل بالمنطقة والعالم، فلم يسبق لرئيس أميركي أن يزور المنطقة من دون أن يزور إسرائيل، فقد كانت وجهة دونالد ترمب التالية بعد زيارته للرياض عام 2017 تل أبيب مباشرة من الرياض، لكن إسرائيل لم تكن هذه المرة على جدول زيارات جولته، وهذا دليل واضح على الصدع الذي أحدثته سياسة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الدامية والإبادية بغزة على العلاقة مع أهم حلفاء إسرائيل- الولايات المتحدة الأميركية.

 ما تحقق من نتائج تتجاوز الاتفاقات لدول الخليج العربية والمحور العربي عموماً، ما كان له أن يتحقق لو لم تكن هناك همم وإرادة عربية خليجية مثابرة تخطط للاستفادة من دونالد ترمب وبلاده لمصلحة بلدان المنطقة وشعوبها.

subtitle: 
تشكل زيارة ترمب تتويجاً لانتصار المحور العربي بعد الهزيمة النكراء التي مني بها المحور الإيراني في لبنان وسوريا
publication date: 
الخميس, مايو 15, 2025 - 23:45
Read Entire Article