ARTICLE AD BOX
أعلن جيش الاحتلال "الإسرائيلي" أن نحو 200 طائرة مقاتلة شاركت في الهجوم الذي أُطلق عليه اسم "الأسد الصاعد"، حيث استهدفت قرابة 100 هدف بـ330 قنبلة، وشملت الأهداف منشآت تخصيب اليورانيوم ومصانع الصواريخ الباليستية.
في المقابل، ذكرت وسائل إعلام إيرانية وقوع انفجارات ضخمة في مواقع حيوية، أبرزها منشأة نطنز النووية، وأفادت هيئة الطاقة الذرية الإيرانية بأن الهجوم ألحق أضرارًا بمجمع أحمدي روشن، من دون تسجيل أي تسرب إشعاعي.
لم تقتصر الهجمات "الإسرائيلية" على البنية التحتية، بل استهدفت أيضًا قيادات الصف الأول في إيران، وأسفرت عن مقتل عدد من القادة العسكريين البارزين، من بينهم قائد الحرس الثوري اللواء حسين سلامي، ورئيس هيئة الأركان العامة محمد باقري، وقائد مقر خاتم الأنبياء اللواء غلام علي رشيد، وقائد القوة الجوفضائية العميد أمير علي حاجي زاده. بالإضافة إلى ذلك، سقط عدد من العلماء النوويين البارزين، من بينهم فريدون عباسي دواني ومحمد مهدي طهرانجي، وذكرت وكالة تسنيم مقتل ستة علماء نوويين آخرين، في حين أشارت وكالة رويترز إلى مقتل نحو 20 قائدًا عسكريًا رفيعًا.
قُتل قائد الحرس الثوري حسين سلامي ورئيس الأركان محمد باقري وعلماء نوويون بارزون في هجوم إسرائيلي استهدف قلب المؤسسة العسكرية الإيرانية
في هذا السياق، صرح مسؤولون مقربون من القيادة الإيرانية لصحيفة "نيويورك تايمز" بأنهم لم يتوقعوا شن الاحتلال هجومًا قبل جولة أخرى من المحادثات التي كان من المقرر عقدها في عُمان يوم الأحد المقبل، ونفوا التقارير التي أفادت بقرب وقوع هجوم، واعتبروها دعاية "إسرائيلية" تهدف إلى الضغط على إيران لتقديم تنازلات بشأن برنامجها النووي خلال تلك المحادثات. أضاف المسؤولون أن هذا الشعور بالرضا عن النفس ربما كان السبب وراء تجاهل الاحتياطات التي جرى التخطيط لها.
ذكر مسؤولون أنه في ليلة الهجوم "الإسرائيلي"، لم يلجأ كبار القادة العسكريين إلى الملاجئ الآمنة، بل بقوا في منازلهم، وكان هذا قرارًا مصيريًا، حيث تجاهل الجنرال أمير علي حاجي زادة، قائد وحدة الفضاء الجوي التابعة للحرس الثوري، وكبار أركانه توجيهًا بعدم التجمع في مكان واحد، وعقدوا اجتماعًا طارئًا للحرب في قاعدة عسكرية بطهران. نتيجة لذلك، قُتلوا عندما ضربت "إسرائيل" القاعدة، في الوقت الذي كانت إيران تراقب الأجواء "الإسرائيلية".
من جهة أخرى، كشفت تقارير "إسرائيلية" أن الضربة التي نفذها جيش الاحتلال داخل إيران نُسِّقت بسرية تامة، فقد عُقدت جلسة الكابينت الأمني في تمام الساعة الثامنة من مساء يوم الخميس، وطُلب من الوزراء التوقيع على تعهدات صارمة بعدم تسريب أي تفاصيل، وصُودرت هواتفهم، ووُضعوا في مجمع مغلق حتى لحظة سماع الانفجارات في إيران. وفقًا للمصادر، مُنع الوزراء من مغادرة المكان أو التواصل مع أي جهة خارجية لساعات خشية تسرب أي معلومة قد تفسد عنصر المفاجأة أو تهدد العملية.
لا شك أن إيران تعرضت لخداع استراتيجي من قبل الاحتلال "الإسرائيلي" والولايات المتحدة وبعض دول المنطقة، ويشير ذلك إلى أن إيران لم تكن تتوقع الهجوم "الإسرائيلي" المفاجئ الذي وقع فجر يوم الجمعة، خاصة أن المفاوضات بشأن الملف النووي الإيراني كانت مقررة يوم الأحد. أضاف أن طهران فهمت التحركات الأميركية على أنها ضغط سياسي في سياق المفاوضات، وليست ضربة عسكرية، وهو ما شكل لها صدمة كبيرة.
في الوقت نفسه، وضعت "إسرائيل" خطة تضليل إعلامي ودبلوماسي شملت تصريحات مدروسة من مسؤولين دوليين، بما في ذلك تغريدة للرئيس ترامب في منتصف الليل تقريبًا، ألمح فيها إلى دعم جهود دبلوماسية لحل الأزمة مع طهران. إضافة إلى ذلك، حُدِّدت مواعيد لجلسات أمنية "وهمية" خلال الأسبوع القادم لخداع إيران وإيهامها بأن "إسرائيل" لا تعتزم شن هجوم وشيك، ما يتيح تنفيذ الضربة الأولى في وقت غير متوقع.
خلاصة القول، تؤكد التطورات الأخيرة أن المعادلة القديمة القائمة على الردع "الإسرائيلي" الأحادي بدأت تتآكل، بينما تسعى إيران لفرض معادلة ردع جديدة عنوانها: "الضرب سيُقابل بضرب أشد"، وهو ما يعيد خلط أوراق المنطقة برمتها.