المستهلكون في بريطانيا أكثر عرضة للأطعمة المسرطنة بسبب بريكست

3 days ago 3
ARTICLE AD BOX

<p>تحد النترات من نمو بكتيريا في اللحوم قد تكون مميتة للإنسان (صور أنسبلاش)</p>

أُثيرت حديثاً مخاوف من أن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي (بريكست) جعل المستهلكين البريطانيين أكثر عرضة للأطعمة التي تزيد من خطر الإصابة بالسرطان نتيجة فشل المملكة المتحدة في مواكبة معايير الاتحاد الأوروبي منذ مغادرته.

وفي هذا السياق، وُضعت آمال كبيرة على أنه في حال وافق رئيس الوزراء كير ستارمر على مواكبة المملكة المتحدة لقواعد وأنظمة الاتحاد الأوروبي في اتفاق إعادة ضبط "بريكست" [إي إعادة ضبط العلاقات البريطانية- الأوروبية وبخاصة التجارية منها] والذي سيتم الكشف عنه يوم الإثنين المقبل، سيصبح من الممكن الحد من التعرض لمواد النترات المسرطنة في لحم الخنزير المقدد ولحم الخنزير المدخن.

ولكن هناك هواجس انعكست في استطلاع جديد أجرته شركة "جي أل بارتنرز" J.L Partners والذي كشف ليس فقط أن أكثر من ثلثي البريطانيين (69 في المئة) يخشون أن تتخلف المملكة المتحدة عن معايير الغذاء الأوروبية، وأن 55 في المئة من الناخبين المؤيدين لحزب "ريفورم" الموالي للبريكست في انتخابات عام 2024 يشاركون أيضاً هذه المخاوف.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

في غضون ذلك، تدخل قواعد الاتحاد الأوروبي الأكثر صرامة والتي تحد من كمية "النترات" المسموح بها في لحم الخنزير المقدد ولحم الخنزير المدخن حيز التنفيذ في أكتوبر (تشرين الأول) المقبل، ولكن المملكة المتحدة تسمح حالياً باستخدام مستويات أعلى من المواد الكيماوية المسرطنة في اللحوم المصنعة.

ودقت هذه القضية ناقوس الخطر لدى مجموعة من كبار العلماء في العالم، الذين انضموا إلى ممثلين من سبعة أحزاب سياسية، بما في ذلك وزيرة سابقة للصحة، حيث دعوا جميعاً إلى إزالة أملاح النترات المسرطنة من اللحوم المصنعة.

وفي سياقٍ متصل، سبق لمنظمة الصحة العالمية عام 2015 أن صنفت اللحوم المصنعة على أنها مادة مسرطنة من المجموعة الأولى– وُضعت في الخانة ذاتها مع التبغ- ونسبت ما يقدر بنحو 34 ألف حالة وفاة بسرطان القولون والمستقيم colorectal cancer على مستوى العالم سنوياً إلى الأنظمة الغذائية الغنية باللحوم المصنعة.

وفي هذا الصدد أيضاً، انطلقت هذا الأسبوع منظمة تحت مسمى "التحالف ضد النترات" The Coalition Against Nitrites، وهي منظمة جديدة غير ربحية، تأسست بدعمٍ من ثلاثة علماء سابقين في منظمة الصحة العالمية، وأستاذ في جامعة هارفرد، وكبير الخبراء في سلامة الأغذية في المملكة المتحدة.

وتشمل لائحة الأسماء التي تدعم تلك الحملة البروفيسور باولو فينيس من إمبريال كوليدج لندن والبروفيسور دينيس كوربيت من جامعة تولوز والبروفيسور روبرت تورسكي من جامعة مينيسوتا.

وتضم مجموعة العلماء الآخرين الداعمين لتلك الحملة كل من البروفيسور والتر ويليت من جامعة هارفرد والذي يُعتبر أكبر أخصائيي التغذية تأثيراً في العالم، والبروفيسور كريس إليوت الذي أسس المعهد العالمي للأمن الغذائي في جامعة كوينز في بلفاست وقاد التحقيق الذي أجرته حكومة المملكة المتحدة في فضيحة لحوم الخيول عام 2013.

وتضم لائحة المؤيدين السياسيين للحملة وزير الصحة السابق المنتمي إلى حزب المحافظين اللورد بيثيل ووزيرة الصحة السابقة في حكومة الظل والنائبة العمالية شارون هودغسون والمتحدث عن شؤون الصحة في الحزب الديمقراطي الاتحادي [في إيرلندا الشمالية] Democratic Unionist Party والعضو في البرلمان جيم شانون، إضافة إلى البارونة بينيت الزعيمة سابقة لحزب الخضر في المملكة المتحدة، والبارونة جونز النائبة السابقة لعمدة لندن والبارونة ريتشي الزعيمة السابقة للحزب الاشتراكي العمالي [في إيرلندا الشمالية] Social Democratic and Labour Party.

وفي هذا الإطار، قال البروفيسور كريس إليوت: "أدى خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي إلى تراجعنا عن معايير الغذاء الأوروبية. وتُعتبر عملية إضافة النترات إلى اللحوم المصنعة مثالاً واضحاً على ذلك"، مضيفاً "في وقتٍ يسعى الاتحاد الأوروبي لحماية مستهلكيه من خلال تحسين قواعد سلامة الغذاء، انعطفت المملكة المتحدة عن هذا المسار مما جعل المستهلكين البريطانيين أكثر عرضة للخطر. من الضروري أن تواكب المملكة المتحدة تحسين قواعد سلامة الغذاء في الاتحاد الأوروبي حرصاً على الصحة العامة."

من جهته، قال البروفيسور والتر ويليت من كلية الصحة في جامعة هارفرد "حان الوقت للحكومات في العالم أن تتحرك وتفرض حظراً على استخدام هذه المواد الكيماوية أو لمنتجي الأغذية أن يتخذوا الخيارات الصائبة بما يصب في مصلحة صحة الإنسان وأن يزيلوا تلك المواد الكيماوية الخطيرة بأنفسهم من منتجاتهم".

وكانت وكالة المعايير الغذائية في المملكة المتحدة قد زعمت في وقت سابق أن النترات "ضروري" للحماية من التسمم الغذائي من اللحوم.

وجاء في البيان الذي أصدرته "تُستخدم النترات والنيتريتات (E 249 - E 252) في بعض أنواع الأجبان واللحوم المصنعة، مثل لحم الخنزير المقدد ولحم الخنزير المدخن ولحم البقر المملح وغيرها من اللحوم المصنعة، للحفاظ على لونها الأحمر وللمساعدة على منحها نكهة المنتجات "المجففة".  إلا أن دورها الرئيس هو الحد من نمو الكائنات الدقيقة الضارة وبشكلٍ خاص بكتيريا كلوستريديوم البوتولينوم clostridium botulinum وهي بكتيريا قد تكون مميتة".

ولكن، قام الاتحاد الأوروبي حديثاً بالتشدد في القوانين المتعلقة باستخدام النترات كمضافات غذائية في اللحوم المصنعة، مما أدى إلى خفض المستويات المسموح بها قانوناً. وتم منح شركات الأغذية مهلة عامين للتكيف مع هذه المعايير الجديدة، على أن تُطبق تلك الأنظمة بشكل كامل اعتباراً من أكتوبر 2025.

وسبق للحكومة الفرنسية أن أقرت فعلاً بالأخطار الصحية المرتبطة بالنترات في اللحوم المصنعة، واتخذت إجراءات للحد من استخدامها.  ففي مارس (آذار) 2023، كشفت عن خطة عمل تهدف إلى خفض فوري لإضافات النترات في اللحوم الباردة بنسبة تصل إلى 20 في المئة.

وفي السياق، قالت النائبة عن حزب العمال شارون هودغسون التي شغلت منصب وزيرة الصحة السابقة في حكومة الظل "انطلاقاً مما نعرفه اليوم عن الأخطار الصحية الناجمة عن إضافة النترات، حان الوقت لإجراء نقاشٍ جدي حول سلامة غذائنا".

subtitle: 
حملة جديدة مدعومة من كبار العلماء في العالم وسياسيين من سبعة أحزاب مختلفة تأمل بأن تؤدي إعادة ضبط العلاقات البريطانية-الأوروبية إلى إجبار المملكة المتحدة على اتباع نهج الاتحاد الأوروبي في حظر النترات من اللحوم
publication date: 
الجمعة, مايو 16, 2025 - 15:30
Read Entire Article