المحادثات التجارية تفتح شهية المستثمرين في معظم بورصات الخليج

صعدت معظم أسواق الأسهم الرئيسية في منطقة الخليج عند الإغلاق اليوم الأحد مع استئناف المحادثات بين الولايات المتحدة والصين في جنيف بهدف تهدئة الحرب التجارية التي تهدد بإلحاق أضرار جسيمة بالاقتصاد العالمي. ووصف الرئيس الأميركي دونالد ترامب المحادثات في جنيف بأنها "جيدة جدا"، واعتبرها "إعادة ضبط كاملة جرى التفاوض عليها بطريقة ودية لكن بناءة". وأوضح في منشور على منصة تروث سوشيال مساء السبت: "نريد أن نرى انفتاح الصين على الأعمال التجارية الأميركية، لصالح كل من الصين والولايات المتحدة"، مضيفا "تم إحراز تقدم كبير".

واليوم الأحد، قال وزير التجارة الأميركي هاورد لوتنيك، في تصريح لشبكة سي أن أن الأميركية: "نحن متفائلون بأن الأمور ستجري على نحو جيّد". وشدّد على أن "ذلك مهم حقا بالنسبة للولايات المتحدة، وهو مهم أيضا بالنسبة للصين"، وأكد أن الوفد الأميركي "يعمل بجد" على التوصل لاتفاق، من دون إعطاء أي تفاصيل على صلة بفحوى المحادثات. وذكرت رويترز نقلا عن مصدرين مطلعين أن مسؤولين كبارا من الولايات المتحدة والصين اجتمعوا مرة أخرى اليوم في جنيف. وأحيت تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب يوم الجمعة بأن فرض رسوم جمركية 80% على البضائع الصينية "مناسب على ما يبدو" بعض الأمل في إحراز تقدم نحو حل النزاع، وذلك في أول اقتراح له عن بديل محدد للرسوم البالغة 145%.

وعلى وقع التفاؤل الأميركي بالمحادثات التجارية مع الصين، ارتفعت معظم بورصات الخليج، وصعد المؤشر في قطر 0.1% إلى 10532 نقطة مع ارتفاع سهم مصرف قطر الإسلامي 0.9%. وعلى الرغم من تراجع المؤشر القياسي السعودي 0.2% إلى 11347 نقطة متأثرا بهبوط سهم شركة أكوا باور 3.8%، إلا أن سهم شركة أرامكو السعودية صعد 0.6%. وسجلت أكبر شركة مصدرة للنفط عالميا صافي ربح 97.54 مليار ريال (26.01 مليار دولار) في الربع الأول، وهو ما يتجاوز أوسط تقديرات 16 محللا عند 25.36 مليار دولار.

وفي البحرين، ارتفع المؤشر الرئيسي 0.2% ليسجل 1920 نقطة. وتقدم المؤشر الرئيسي في عمان 0.1% إلى 4355 نقطة. وزاد المؤشر الرئيسي في الكويت 0.7% إلى 8723 نقطة. وخارج منطقة الخليج، انخفض مؤشر الأسهم القيادية في مصر 1.1%، إذ هبطت أسهم معظم الشركات المدرجة عليه، بما في ذلك سهم البنك التجاري الدولي الذي تراجع 1.6%. وأظهرت بيانات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء أمس السبت ارتفاع معدل التضخم السنوي لأسعار المستهلكين في المدن المصرية إلى 13.9% في إبريل/ نيسان من 13.6% في مارس آذار.

ولم يعلق الجانب الصيني باستثناء وصف وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) المحادثات السبت بأنها "خطوة مهمة نحو إيجاد حل للمسألة". وفي إشارة إلى أهمية هذه المحادثات بين أكبر قوتين اقتصاديتين في العالم، أوفد البلدان ممثلين رفيعي المستوى إلى جنيف، بينهم وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت والممثل التجاري الأميركي جيميسون غرير، ونائب رئيس الوزراء الصيني هي ليفينغ.

تعقد المحادثات المغلقة في مقر إقامة الممثل الدائم لسويسرا لدى الأمم المتحدة في جنيف على ضفاف بحيرة ليمان. والمناقشات التي استمرت نحو عشر ساعات السبت، استؤنفت الأحد بعيد الساعة 10,00 (08,00 ت غ)، ويفترض أن تختتم في هذا النهار. وقال الخبير الاقتصادي في سيتي غروب ناثان شيتس لوكالة فرانس برس: "تعكس هذه المفاوضات حقيقة أن وضع العلاقات التجارية، مع هذه الرسوم الجمركية المفروضة، ليست في صالح الولايات المتحدة، ولا في صالح الصين".

وتمثل المحادثات أول لقاء مباشر بين مسؤولين رفيعي المستوى في البلدين منذ فرض  ترامب الشهر الماضي تعرفات إضافية وصلت إلى 145% على السلع الواردة من الصين، إضافة إلى الرسوم المفروضة في الأساس. وردّت بكين التي تعهّدت محاربة رسوم ترامب الجمركية "حتى النهاية"، من خلال فرض رسوم بنسبة 125% على المنتجات الأميركية. ونتيجة لذلك، تراجع التبادل التجاري بشكل ملحوظ بين البلدين، كما شهدت الأسواق العالمية اضطرابات قوية.