ARTICLE AD BOX
الرباط/ حيدر عودة
الفنان العراقي (عباس عبد الغني) أستاذ في كلية الفنون الجميلة في الموصل سابقا، حاصل على شهادة الدكتوراه في العلوم المسرحية. يعيش ويعمل في المملكة المغربية منذ أكثر من عشرة عاما، ممثل سينمائي ومخرج مسرحي، عمل في الأفلام السينمائية والمسلسلات الاجنبية التي تصور في المغرب كمدرب لهجات ومستشار ثقافي وممثل، شارك في مسلسلات وأفلام منها: الموصل 2019، جيري 2022، الطعن في الظهر للمبتدئين 2018، بغداد سنترال 2019، باللون 2017 - تركي، مالك 2019 - كندي، دارك هارت 2022 -2024، إضافة إلى عشرات المسرحيات في العراق والمغرب. استطاع أن يثبت حضورا متميزا في المغرب في بعض الأدوار الدرامية المغربية والعمل في لجان بعض مهرجانات مسرحية وسينمائية داخل المغرب.
في العاصمة الرباط كان لنا معه هذا الحوار.
حققت حضورا واضحا في أفلام أمريكية وبريطانية وفرنسية خلال إقامتك في المغرب. لكن منذ ثلاثة أعوام تقريبا لم نر لك مشاركة في السينما. ما هي الأسباب؟
بسبب جائحة كورونا توقف تصوير الأفلام في المغرب، لكن بدأت حركة التصوير والإنتاج تعود بشكل بطيء. ناهيك من أن تخصصي دقيق، كمدرب لهجات عربية و استشارات ثقافية في للافلام التي يكون فيها أدوار عربية أو وجود حوارات باللهجات المحلية لبعض الدول العربية، إضافة إلى التمثيل. فمثلا في فيلم (الموصل) يتعرض لفترة تواجد (داعش) الإرهابية في مناطق شمال العراق، كنت مدربا اللهجة المصلاوية والاستشارة الثقافية. لذلك فأنا أعطي رأيي في كل ما يتعلق بالمكان والعادات والتصرفات، إضافة إلى اللوكيشن المناسب للأحداث وباقي العناصر الأخرى من سيارات وازياء واكسسوارات وعلامات الشوارع والمحلات وطراز البنايات وغيرها.
لماذا لا توجد لك مشاركة في الدراما العراقية؟
لم أشارك في الدراما العراقية بسبب المحاصصة (اللافنية) للاسف. فلا يوجد آلية صحيحة في اختيار الممثلين على أساس إبداعي. وليس هناك كاستنك (اختبار التمثيل) للحصول على الممثل المناسب للدور. المعروف أن كبار الممثلين يخضعون لاختبار التمثيل، في فيلم العراب مثلا، أجبر حتى النجوم على القيام بالاختبار مثل "مارلون براندو" ومن خلال الاختبار يكون هناك أحقية وعدالة في العمل الفني. على العكس ما يحدث في الدراما العراقية، فالأمر كله يعتمد على العلاقات الشخصية والمصالح المتبادلة. لذلك أرى أن الدراما العراقية تتطور ببطء شديد إن لم أقل أنها تراوح في مكانها. وهذا ما جعلني بعيد عنها، فهي قد دخلت المحاصصة مثل السياسة.
شاركت في المسلسل الفرنسي (دارك هارت) بالموسم الاول 2022 والموسم الثاني 2024 بدور (أمير داعشي) والعمل كان إدانة للحركات الإرهابية مثل داعش. هل واجهتك مخاطر أو تعرضت لتهديدات من أطراف لم يعجبها المسلسل؟
نعم حدث معي ذلك. ارسلت لي تهديدات على تلفوني الشخصي تتوعدني بالقصاص، لم اعرف الجهات، لكنها أطراف إرهابية. والحال نفسه في فيلم الموصل، تعرض بطله الممثل العراقي "سهيل الدباغ" لتهديدات ولي ايضا، لكن البطل يعيش في أمريكا ولم يهتم لها. وهناك صحفي أجرى معي حوارا لصالح موقع الجزيرة الإخباري ونشر صوري وتحدثت عن دوري في الفيلم الذي يدين الجماعات الإرهابية. وكما تعرف أن قناة الجزيرة تربطها علاقات ممتازة مع التطرف والحركات الإرهابية. وهذا الحوار كان قبل عرض الفيلم بوقت قصير. وايضا تعرضت بعدها للتهديدات التي كانت تصلني على تلفوني الشخصي. حتى أنني فكرت بمغادرة المغرب والهجرة.
هل ترى أن الفنان العراقي يستطيع أن يعبر عن آرائه بحرية داخل العراق؟
ما زالت هناك محظورات على الفنان العراقي، خاصة التعرض للسياسيين أو المواضيع التي تتعلق بالدين أو الفساد السياسي ونقد الأحزاب وسلوكها. وهذا تقييد كبير أمام الفنان والحريات الخاصة.. والفنان العراقي معروف بأنه مبدع اذا اعطيت له الفرصة. هناك محاولات خجولة في الدراما العراقية للإشارة أو تشخيص تلك المظاهر لكنها لم تؤثر في الجمهور. على العكس من الدراما السورية مثلا، كانت دائما جريئة في نقد الواقع السياسي السابق.
ولكن نحن في العراق لانمتلك مقومات نجاح الدراما السورية أو المصرية، بل حتى الدراما الخليجية التي تتطور بشكل ملحوظ. أليس هناك أسباب تتعلق بصناعة الدراما العراقية نفسها؟
نعم هذا صحيح. وربما هذا ما جعل رئاسة الوزراء تنتبه لدور الفن في اقتراح حلول للمشاكل الاجتماعية، فكانت مبادرتها الأخيرة في السينما والدراما. لكن هذه بداية فقط. الموضوع يحتاج للتواصل والتخصص الدقيق لحصر المشكلة وفسح مجال للعمل الدرامي من المحافظات واقتراح رؤى جديدة وحرية في تناول المشاكل والمواضيع الحساسة، وليس قمعها أو حظرها. أظن أن دور المؤسسة العامة للسينما والمسرح، التي عملت بجهد واضح وجد للخروج بالفن الدرامي والمسرحي العراقي من عزلته لسنوات. خاصة منذ تولي الفنان (جبار جودي) العمل في المؤسسة ونقابة الفنانين.
هل تعتقد لو أنك في العراق تستطيع تحقيق ما حققته في المغرب من حضور فني؟
بالتأكيد لا استطيع ان احقق شيئا مما حققته لو أنني كنت في العراق. والأسباب هي نفسها التي تحدثنا عنها. فالموانع ما زالت قائمة. وصناعة السينما أو الدراما في العراق متأخرة وليس هناك المنتج المحلي الخاص الذي سيغامر بإنتاج للسينما أو التلفزيون. لابد والحال هما أن تستمر الحكومة في إنتاج ودعم الفن وإعادة النظر بصناعة الدراما وإتاحة الفرص بشكل علمي لجميع العاملين من دون محاصصة أو تدخلات شخصية أو فائدة تكون سلبا على نجاح العمل. وتكون الموهبة والمهارة والإبداع هو المقياس الوحيد للحصول على الدور. وبسبب (اختبار التمثيل) في المغرب استطعت أن أظهر مهاراتي واحصل على الدور والعمل من خلالها فقط.
The post الفنان عباس عبد الغني: الفنان العراقي يبدع إذا أعطيت له الفرصة appeared first on جريدة المدى.