ARTICLE AD BOX

<p class="rteright">رئيس الوزراء محمد شياع السوداني خلال تفقده لأحد غرف فندق قلب العالم في بغداد (رئاسة الوزراء العراقية)</p>
يبدو أن العراق استثمر عقد القمة العربية في بغداد للترويج لسياحته التي تدهورت خلال العقود الماضية، والتي أدت إلى عزوف السياح عن القدوم إلى بلاد الرافدين بسبب الحروب التي خاضتها بغداد والحصار الاقتصادي الذي فرض على البلاد بعد غزو الكويت في أغسطس (آب) 1990 والأزمات التي عاشتها، مما أدى إلى إنهاك بنيته التحتية في كل القطاعات ومنها القطاع السياحي والفندقي.
كانت بغداد خلال الأعوام الماضية تضم فنادق معدودة تقدر بستة فنادق فئة خمس نجوم، بعضها خارج الخدمة بسبب قدمها، إذ يعود بناؤها إلى ثمانينيات القرن الماضي، وعلى رغم إجراء كثير من عمليات الترميم والتحديث خصوصاً للفنادق الحكومية الكبيرة قبيل القمة العربية التي انعقدت في بغداد عام 2012، فقد تدهور بعضها مجدداً، مما يتطلب إنشاء فنادق جديدة تواكب الفنادق الحديثة لاستيعاب الوفود الرئاسية.
من هنا بدأ كثير من المستثمرين العراقيين والعرب والأجانب في التوجه إلى الاستثمار في القطاع الفندقي العالي المستوى على غرار فندقي "قلب العالم" و"موفمبيك"، اللذين افتُتحا قبل أيام من القمة العربية ويستقبلان حالياً الوفود المشاركة ومنها الوفود الصحافية، وتجري فيهما بعض اجتماعات الدول العربية.
ولا تزال هناك فنادق فخمة قيد الإنشاء، منها فندق ومنتجع "ريكسوس" في وسط العاصمة بتصميم مستوحى من حدائق بابل المعلقة بارتفاع 24 طابقاً، ويضم 322 غرفة فندقية فاخرة، وفندق "بلاتينيوم" من 18 طابقاً في منطقة عرصات الهندية ويضم 260 غرفة فندقية، فضلاً عن فنادق أخرى في بغداد.
ولعل هذه الاستثمارات في مجال الفنادق تجري مع أعمال أخرى غالبيتها خدمية تتمثل في بناء جسور وتطوير لعدد من المواقع والمعالم الأثرية والسياحية منها أعمال صيانة لـ"زقورة عقرقوف" في بغداد التي يعود تاريخها إلى القرن الـ15 قبل الميلاد وتطوير شارعي المتنبي والسراي فضلاً عن شارع الرشيد التي يعود تاريخها إلى حقبة الحكم العثماني، فضلاً عن أعمال أخرى متمثلة بسلسلة مطاعم عالمية ومراكز أسواق كبرى.
بين القمة والاستثمار
قال رئيس رابطة الفنادق في النجف صائب أبو غنيم إن القمة العربية خير استثمار للفنادق الفخمة ذات المواصفات العالية، مشيراً إلى حاجة العراق إلى فنادق جديدة. وتابع "الفنادق الموجودة في العراق قليلة جداً مقارنة بعدد سكان البلاد وأهميتها السياحية، إذ إن الفنادق التي بنيت سابقاً وعلى رغم عمليات الترميم التي جرت عليها بنيت غالبيتها في ثمانينيات القرن الماضي، والموجود من فنادق حالياً فئة خمس نجوم الناجح منها ثلاثة، لأنها استُثمرت من قبل القطاع الخاص، وهذا العدد من الفنادق قليل جداً مقارنة بدول آسيوية وأوروبية".
وبين أبو غنيم أن فندق قلب العالم يضم 400 غرفة إضافة إلى الشقق والأجنحة الخاصة وسلسلة مطاعم معروفة، مشيراً إلى أهمية الاستثمار في مجال الفنادق وإنشاء أخرى جديدة، إضافة إلى الفندقين اللذين افتُتحا قبل أيام وهما فندق قلب العالم والموفمبيك، لا سيما في بغداد، كون أن العاصمة لها أهمية تاريخية واقتصادية وتجارية وسياسية، وهناك كثير من السياح يتمنون زيارتها بعد استتباب الوضع الأمني.
ووصف الفنادق التي استُثمرت للقمة العربية بأنها "فخمة"، خصوصاً أنها رئاسية ويرتادها كبار الشخصيات وأصحاب رؤوس الأموال، مضيفاً "نحتاج إضافة إلى هذين الفندقين إلى فنادق أخرى فئة أربع وخمس نجوم، لأن التوقعات تؤكد أن هناك كثيراً من المستثمرين ورجال الأعمال سيقدمون إلى بغداد وهم يحتاجون إلى فنادق مميزة".
وأكد أبو غنيم أن القائمين على بناء تلك الفنادق استثمروا حدث القمة العربية أفضل استثمار، وأن هذا الحدث سيكتب في سيرة الفندق ورؤساء الدول والشخصيات ذات المستوى العالي التي زارت الفندق.
1700 موقع سياحي
فيما أكد الباحث في الشأن الاقتصادي صفوان قصي أن القمة العربية ستسهم في نقل صورة عن واقع العراق ووضعه السياحي وإرثه التاريخي إذ يضم 1700 موقع سياحي.
وقال قصي "زيارة البابا الراحل فرنسيس إلى العراق أظهرت سابقاً أن بلاد الرافدين تمتلك قدرة على تنشيط القطاع السياحي، فهناك 1700 موقع سياحي وحضاري وديني يمكن استثماره إضافة إلى طريق التنمية الذي يسهم بنقل ملايين السياح خصوصاً إلى دول الخليج"، وتابع "لنا رغبة في ربط قطار التنمية بقطار يذهب إلى مكة لكي يكون لدينا سياحة مستدامة على مستوى الربط الإقليمي وأيضاً إمكان التحرك إلى دول الشرق باتجاه العراق ومن ثم إلى مكة، فالعراق يمتلك مقومات كبيرة لا سيما في القطاع السياحي".
الثانية بعد النفط
الباحث في الشأن الاقتصادي توقع أن القطاع السياحي يمكن أن يحتل المرتبة الثانية من ناحية الناتج المحلي الإجمالي بعد إيرادات النفط، وكذلك النمو في قطاع الفنادق بالعراق لا سيما بعد الاستثمارات الخليجية، مشيراً إلى أن ما حصل في بغداد من تطوير في البنى السياحية والفندقية يمكن أن يُعمم على بقية المحافظات.
وأعرب عن أمله في أن تستثمر وزارة الثقافة والسياحة وهيئة الاستثمار في الترويج لمعالم العراق الثقافية، من خلال شركات السياحة العالمية والاستعانة ببعض الدول الرائدة في هذا الاتجاه.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وخلص قصي إلى أن العراق يضم معالم سياحية في كل المجالات منها الأثرية والثقافية والدينية، إضافة إلى طبيعة إقليم كردستان لما يضمه من بيئة طبيعية، ولذلك يجب استثمار هذه المعالم بالصورة الصحيحة، بخاصة في ظل اختيار العراق عاصمة للسياحة العربية لعام 2025، وتوقع أن يزور العراق في حلول عام 2028 ما يقارب 13 مليون سائح سنوياً لا سيما بعد إكمال طريق التنمية.
عكس صورة العراق
فيما يرى الكاتب والصحافي باسم الشرع أن العراق سيستغل القمة العربية لعكس الصورة المرسومة عن بلاد الرافدين والترويج لسياحته، موضحاً أن "أبرز ترويج للفنادق الحديثة مثل (قلب العالم) و(موفمبيك) وأيضاً كثير من المناطق السياحية في العاصمة سيكون عبر القمة، فهناك مئات الإعلاميين العرب والأجانب سيغطون القمة العربية، وسينقلون ما حصل من تطور في العاصمة خلال ثلاثة أعوام، ومن ثم سيعكس صورة إيجابية عن أمن العاصمة والخدمات الفندقية والمناطق السياحية".
وأشار الشرع إلى أن الصورة السابقة المنقولة عن العراق هي صورة سيئة والآن ستكون نقلة مهمة وفرصة للحكومة العراقية للترويج لما حققته من تطورات، لا سيما في المجال الفندقي من خلال افتتاح فنادق كبرى في داخل المنطقة الخضراء ومنطقة الجادرية من بغداد.
ولفت إلى تأهيل وسط العاصمة المعروف على مستوى العراق والمنطقة، الذي يبدأ بشارع المتنبي وشارع الرشيد وغيرهما والذي يعود إلى العهد العثماني، فضلاً عن تطوير شوارع العاصمة الرئيسة، وستكون مهمة جداً للترويج للعاصمة سياحياً قبيل فعاليات بغداد عاصمة السياحة العربية.