ARTICLE AD BOX
أعادت الصين تأكيد مطالباتها الإقليمية بالقرب من حدودها المتنازع عليها مع الهند من خلال إصدار أسماء "قياسية" لعشرات الأماكن في المنطقة، معظمها في الأراضي الخاضعة للسيطرة الهندية. وعلى الرغم من الجهود الأخيرة لتحسين العلاقات الدبلوماسية مع جارتها في جنوب شرق آسيا، نشرت وزارة الشؤون المدنية الصينية أحدث أسماء الأماكن في ولاية أروناتشال براديش، والتي تطلق عليها الصين اسم زانجنان، وتقول إنها جزء من منطقة التبت ذاتية الحكم.
وشملت إعادة تسمية 27 مكاناً مجموعة متنوعة من المعالم الجغرافية: 15 جبلاً، وخمس مناطق سكنية، وأربعة ممرات جبلية، ونهرين، وبحيرة، واحدة. وقد جرى تعيين أسماء لكل موقع بالأحرف الصينية والتبتية وبينيين -وهو الهجاء الروماني للغة الصينية الماندرين- مصحوبة بإحداثيات مفصلة لخطوط العرض والطول، وخريطة عالية الدقة. وقالت الوزارة "وفقاً للأحكام ذات الصلة الصادرة عن مجلس الدولة الصيني بشأن إدارة الأسماء الجغرافية، قمنا بالتعاون مع الإدارات ذات الصلة بتوحيد بعض الأسماء الجغرافية في زانغنان في الصين".
وتأتي هذه الخطوة على الرغم من الجهود التي بذلت خلال العام الماضي لتحسين العلاقات بين البلدين بعد فترة طويلة من التوتر، حيث أدى اشتباك عسكري دامٍ في وادي جالوان شرقي لاداخ عام 2020 إلى تدهور العلاقات بين البلدين. قُتل في الاشتباك عشرون جندياً هندياً وأربعة عسكريين صينيين، وسادت حالة من الجمود العسكري على الحدود المشتركة منذ ذلك الحين. وفي العام التالي، أسفرت مناوشة حدودية أخرى في ولاية سيكيم عن إصابة جنود من الجانبين. ومع ذلك، في أواخر العام الماضي، اتفقت الصين والهند على إنهاء المواجهة العسكرية بينهما على حدودهما في جبال الهيمالايا.
في تعليقها على هذه الخطوة، قالت وسائل إعلام صينية، إن هذا الإجراء من شأنه أن يساعد الصين في الحصول على ميزة بالمفاوضات الحدودية مع الهند، وأن موقف بكين بشأن الجزء الشرقي من الحدود الصينية الهندية ثابت وواضح. وأشارت إلى أن الإصدار العام لأسماء الأماكن الصينية القياسية هو إجراء مشروع لإدارة أسماء الأماكن في الصين، لممارسة حقوقها القانونية وفقاً للوائح إدارة أسماء الأماكن الوطنية، ولوائح إدارة أسماء الأماكن ذات الصلة الصادرة عن مجلس الدولة الصيني.
ولفتت إلى أن أسماء الأماكن التي أعلن عنها، جرى تناقلها شفوياً من قبل الأقليات العرقية الصينية مثل شعب مونبا والتبتيين الذين عاشوا وعملوا في المنطقة لفترة طويلة. وتعكس أسماء هذه الأماكن وتوضح بشكل غير مباشر أن المطالبات الإقليمية للصين في جنوب التبت لها أساس تاريخي وثقافي واضح بالإضافة إلى أساس إداري.
يشار إلى أن هذه ليست المرة الأولى التي تقدم فيها الصين على هذا الإجراء، فقد دأبت خلال سنوات الصراع الطويلة مع الهند على تسمية الأماكن الصينية القياسية في المناطق المتنازع عليها بين البلدين. وفي كل عام تقريباً، تعلن وزارة الشؤون المدنية الصينية عن دفعة جديدة من أسماء الأماكن الإضافية في جنوب التبت، أو التأكيد على تسمية أماكن مصنفة، وبهذه الطريقة تعتبر أنها تعلن سيادتها بصورة رسمية وفق سجلات تاريخية تعزز قانونياً سلطتها القضائية على جنوب التبت.
