الشمس تحتضن غــزة... دفءٌ يمرّ فوق الأحزان بلا صوت

1 day ago 2
ARTICLE AD BOX
  • القطاع رسالة حق لا تغطى بغربال 
  • الغزيون قصة مقاومة بسطور الوطنية

رغم هدير الطائرات وغيوم البارود، استيقظت غزة على شمسٍ لم تخشَ الحرب. خرجت من خلف الركام مثل أمٍّ تنادي أبناءها، تلمس بجفونها الذهبية جدرانًا مهشّمة وقلوبًا لم تعد تعرف طعم النوم، عانقت السماء كما لو كانت تحاول أن تعيد للغزيين شيئًا من

الدفء، من النور، من الأمل.


اقرأ أيضاً : الحصول على الطحين انتصار صغير في معــركة الجوع


في قطاعٍ لم يعد فيه للنهار صوتٌ سوى صافرات الإنذار، جاءت الشمس كأنها تواسي. لم تستأذن المدافع، ولم تنتظر هدوءًا. تسلّلت على وجوه الأطفال الذين افترشوا الأرض بعد أن فقدوا البيوت، تسرّبت إلى الزنازين المفتوحة في الأزقة، ولامست أكتاف

المناضلين الذين لا ينامون، لأن الأرض لا تزال تناديهم.

هنا، المجاعة ليست مجازًاالأرغفة اليابسة تُقسم على سبعة، والدواء نادرٌ كالسكون،  هنا، الإنسان يقاتل كي يبقى إنسانًا. ومع ذلك، ترى الأم تضع قطعة الخبز في فم طفلها وتبتسم. وتسمع الجد يقول لحفيده عن أيام الصمود وكأن النكبة تتكرر، لكن الكرامة لا

تنكسر.

عناق أمل 

الشمس تعرف غزة،  تعرف أن الضوء لا يهزم الظلام، بل يكشفه. وهي حين تعانق سماء القطاع، لا تزين مشهدًا، بل تشهد على صمود شعبٍ لا تكسِره المجازر. على شعبٍ يحفر في قلب المجاعة شجرة زيتون، ويحمل في جنازته نشيد وطن.

وفي السماء، فوق رائحة الدم والدخان، تطفو الشمس شاهدةً على قصةٍ لا تحتاج إلى كلمات، بل إلى ضمير.

في غـــزة، لا يُحصى عدد القلوب المثقوبة، ولا تُروى حكايات الفقد إلا على عتبات المساجد المهدّمة، أو في زوايا المخيمات حيث يبكي الصغار بلا دموع. الحزن هنا ليس حالة... بل هو هواءٌ يُستنشق، خبزٌ يُؤكل بمرارة، وليلٌ طويل لا يقطعه إلا قصفٌ جديد.

ومع ذلك، تأتي الشمس كل صباح، لا تحمل دواءً ولا تُوقف نزيفًا، لكنها تحضن المدينة كأمٍّ خائفة تحتضن أبناءها الجرحى. تبسط دفئها على الأجساد المرتجفة، تمرّر الضوء على الحيطان المهدّمة كأنها تقول: "ما زلت هنا... ولن أترككم وحدكم".

هي لا تمحو الألم، لكنها تهمس بأن الغد قد يحمل حياةً، وأن ما بعد هذا الركام، لا بد أن يكون هناك وطنٌ يُبنى من جديد.

Read Entire Article