الدوري الجزائري: سباق اللقب يتسارع والديربي الكبير في الواجهة

دخل الدوري الجزائري لكرة القدم مرحلته الحاسمة هذا الموسم مع اشتداد الصراع، سواء بين الأندية المتنافسة على اللقب أو تلك التي تتسابق على مركز مؤهل للمنافسات القارية والإقليمية، إضافة إلى معترك النجاة من الهبوط إلى الدرجة الثانية. ويبقى نادي مولودية الجزائر الأقرب للاحتفاظ بلقبه المحقق الموسم الماضي مع تصدره جدول الترتيب منذ أسابيع عديدة، مع تبقّي ثلاث جولات فقط على اختتام المشهد الكروي في البلاد، وذلك رغم الاستفاقة التي حققها فريقا شبيبة القبائل وشباب بلوزداد في مرحلة الإياب، مقابل تراجع كبير في مستوى أندية أخرى، مثل اتحاد العاصمة ووفاق سطيف وشباب قسنطينة ومولودية وهران.

وفي الجهة المقابلة من جدول الترتيب، تأكد نزول اتحاد بسكرة رسمياً إلى الدرجة الثانية، في وقت تقترب فيه فرق أخرى من مصير مماثل، ما يُنذر بنهاية موسم ستكون حُبلى بالتقلبات حتى اللحظات الأخيرة. ويتقدم نادي مولودية الجزائر عن الوصيف شبيبة القبائل بثلاث نقاط في جدول ترتيب الدوري الجزائري لكرة القدم بعد مرور 26 جولة، لكن كتيبة المدرب التونسي خالد بن يحيى (65 عاماً) ستكون أمام فرصة توسيع الفارق عندما يخوض الفريق مباراته المؤجلة من الأسبوع الـ22، اليوم الجمعة، على ملعب 5 يوليو 1962، أمام الغريم والجار اتحاد العاصمة، وفي لقاء يحمل وصف "ديربي الجزائر الكبير" نظراً إلى شعبية الفريقين الجارفة وتاريخهما العريق في المنافسة، لكن المواجهة تبقى ذات أهمية أكبر لفريق المولودية، لأن الفوز سيعني أن رفاق المهاجم الغيني المتألق ساليسو بانغورا (20 عاماً) قطعوا خطوة عملاقة صوب حسم اللقب لصالحهم للموسم الثاني توالياً.

وبعد تسوية "روزنامة" الدوري الجزائري لكرة القدم بلعب مباراة "ديربي" بين مولودية الجزائر واتحاد العاصمة اليوم الجمعة، سيكون الموعد مع استئناف المسابقة ضمن جولتها الـ27 يوم الأحد المقبل، والتي من المنتظر أن تشهد مباريات حاسمة في طريق حصد اللقب، وأيضاً في سباق النجاة من النزول، على غرار اللقاء الذي سيرحل فيه الوصيف شبيبة القبائل إلى ملعب منافسه نجم مقرة، الذي من المتوقع أن يشهد منافسة محتدمة بينهما نظراً إلى أهمية النقاط الثلاث بالنسبة للفريقين.

وسيعمل رجال المدرب الألماني جوزيف زينباور (55 عاماً) على العودة إلى تيزي وزو بكامل النقاط لسببين: الأول الحفاظ على حظوظهم في المنافسة على لقب الدوري واستعادة التاج الغائب عن خزائن الفريق منذ عام 2008، أما السبب الثاني، فيعود إلى رغبتهم في العودة إلى المشاركة في مسابقة دوري أبطال أفريقيا بعد انتظار لسنوات، وهذا في ظل المنافسة القوية مع شباب بلوزداد الذي يبقى متأخراً عن "الكناري" بنقطة وحيدة.

وستكون نقاط هذه الجولة أيضاً مهمة جداً لفرق أخرى، مع الأخذ بالاعتبار تباين الأهداف، على غرار فريق ترجي مستغانم الذي يريد بدوره الهروب من منطقة الخطر، وهذا يتطلب تحقيق الفوز في مباراته أمام الضيف أولمبي الشلف، كما أن نادي اتحاد خنشلة لن يكون في مأمن في حال تعثّرَ من جديد أمام وفاق سطيف الباحث عن تحسين نتائجه بعد السقوط المدويّ في آخر لقاء أمام مولودية الجزائر بنتيجة عريضة (4-1)، وأيضاً محاولة التقدم في جدول الترتيب من أجل ضمان مشاركة على الأقل في كأس الكونفيدرالية الأفريقية.

واحتدمت المنافسة مع نوادٍ أخرى لديها الهدف نفسه، مثل نادي بارادو الذي يملك الرصيد نفسه في المركز الرابع (38 نقطة)، مع التأكيد أن الأخير لن يكون مهمته سهلة، إذ إن رفقاء المتألق وهداف المسابقة عادل بولبينة (21 عاماً، 18 هدفاً)، سيكونون يوم الثلاثاء المقبل على موعد مع "ديربي" أمام الجار شباب بلوزداد الراغب هو الآخر في حصد كامل الزاد، في ظل رغبته بخطف المركز الثاني من شبيبة القبائل، والاحتفاظ بحظوظه الضئيلة في استرجاع اللقب الذي خسره الموسم الماضي.

وسيكون ختام هذه الجولة يوم الثلاثاء بمباراة أخرى للمتصدر مولودية الجزائر الذي سيكون في رحلة محفوفة بالمخاطر إلى بشار لمواجهة شبيبة الساورة، الذي حقق مفاجأة كبيرة الأسبوع الماضي عندما أطاح شبيبة القبائل في معقله حسين آيت أحمد (2-1) ضامناً بذلك بقاءه في زمرة الكبار.