الخرطوم تستنفر سكانها لإزالة مخلفات الحرب

1 week ago 5
ARTICLE AD BOX

<p>انطلقت المبادرة من منطقة ود نوباوي في أم درمان&nbsp;ووجدت تفاعلاً كبيراً من السكان&nbsp;(اندبندنت عربية - حسن حامد)</p>

في خطوة قوبلت بتجاوب كبير من القطاعات الشعبية والمغتربين، دشنت حملة "مليون متطوع للإعمار والتنمية" في ولاية الخرطوم ضمن خطة تشمل مراحل عدة تهدف إلى النهوض بالعاصمة من تحت رماد الحرب وخرابها من جديد ومغادرة محطة الصدمة والمأساة لإعادة تطبيع الحياة، حتى يتمكن العالقون داخل الخرطوم والآتون من مناطق النزوح واللجوء استئناف حياتهم الطبيعية.

وتهدف الحملة إلى جمع النفايات والقمامة المتراكمة داخل الأحياء ومخلفات وأنقاض الحرب ونفاياتها العسكرية والحربية في الطرقات وداخل الأزقة، وكذلك تنظيف الأماكن العامة لتحسين وترقية بيئة العاصمة الخرطوم.

مشاركة فاعلة

انطلقت المبادرة من منطقة ود نوباوي في أم درمان، ووجدت تفاعلاً كبيراً من السكان، إذ نشط المئات في إزالة أكوام النفايات ومخلفات وأنقاض الحرب في مستشفى المنطقة وقسم الشرطة، فضلاً عن تنظيم المساحات المشتركة والمداخل وتنظيف وتعقيم بعض المرافق.

في السياق يقول عضو المبادرة الصادق جبارة إن "المتطوعين استخدموا مواقع التواصل الاجتماعي لحض الخيرين والمغتربين ونجوم الفن والرياضة على ضرورة تقديم الدعم المالي للإسهام في تعزيز الجهود وتوفير المعينات كافة، من دون انتظار إذن من الدوائر الرسمية، وقد تفاعل المئات وقدموا الدعم والتمويل". 

وأضاف أن "المرحلة الأولى شملت مناطق حيوية في مدينة أم درمان، وطرقاً رئيسة تشكل واجهة العاصمة الوطنية، وأسهمت في إزالة أطنان من القمامة، فضلاً عن حملة إصحاح البيئة لمحاربة الملاريا من خلال رش وردم البؤر التي يتكاثر فيها البعوض".

وأوضح جبارة أن "هناك عقبات تواجه المبادرة، منها عدم توافر حاويات قمامة كافية، خصوصاً بعد تعرض كثير منها للتدمير والتخريب بسبب القصف جراء المعارك والاشتباكات المسلحة، إضافة إلى نقص معدات النظافة والمكانس".

حملات مستمرة

إلى ذلك دشن والي الخرطوم أحمد عثمان حمزة ووزير الصحة السوداني هيثم محمد إبراهيم الحملة الكبرى لإصحاح البيئة ومكافحة نواقل الأمراض وسلامة المياه بمحلية جبل أولياء، وتستمر لتشمل محليات العاصمة كافة.

 

 

وقال والي الخرطوم إن "الولاية ينتظرها عمل كبير خلال المرحلة المقبلة لإعادة الإعمار والخدمات وفق خطط علمية، مشيداً بجهود تطبيق عمليات إصحاح البيئة والنظافة التي ساعدت في الحد من انتشار وتوالد نواقل الأمراض".

في حين دعا وزير الصحة السوداني إلى "استمرار تطبيق عمليات إصحاح البيئة وتعزيز الصحة ومكافحة الأوبئة، ووعد بتذليل العقبات كافة"، مشيراً إلى أن "الحملة تمثل نشاطاً ميدانياً يعكس حرص ولاية الخرطوم على التصدي للأمراض".

دفن الجثث

على الصعيد نفسه، قال مدير عام هيئة نظافة ولاية الخرطوم عبدالرحيم عوض لـ"اندبندنت عربية" إن "العمل انطلق من محليتي أم درمان وكرري بجهود مشتركة من الهيئة ومحليات الخرطوم لمعالجة التخريب والتدمير الذي أحدثته ميليشيات ’الدعم السريع‘، وقد أُنجز أكثر من 75 في المئة من عمليات النظافة".

وأضاف المتحدث أن "المرحلة الأولى شملت عمليات دفن الجثث وإزالة الألغام ومخلفات الحرب بالتعاون مع المركز القومي لمكافحة الألغام، واستهدفت المرحلة الثانية تجميع هياكل السيارات والأجسام الغريبة، أما الخطوة الأخيرة فتمثلت في جمع النفايات والقمامة من الطرقات".

وأشار عوض إلى أن خطة إعادة الإعمار أكبر من إمكانات ولاية الخرطوم وتحتاج إلى جهود كبيرة في ظل ظروف الحرب الحالية بالنظر إلى حجم الدمار والخراب المتعمد الذي نفذته ميليشيات "الدعم السريع".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ولفت مدير عام هيئة نظافة ولاية الخرطوم إلى "عقد شراكة مع الهلال الأحمر ومجموعات شبابية وكذلك منظمات وطنية ودولية لتنفيذ مبادرات جمع النفايات والقمامة وإزالة المخلفات، وكذلك تحسين وترقية بيئة العاصمة ورصف الطرق والنظافة".

وناشد عوض المواطنين بضرورة العودة إلى منازلهم للإسهام في تهيئة البيئة الملائمة وإعادة تطبيع الحياة، فضلاً عن أهمية فتح المستشفيات الخاصة والصيدليات التي ظلت مغلقة أكثر من عامين، وذلك للتخلص من النفايات الطبية والمواد الكيماوية لأنها تسبب إضراراً للإنسان والحيوان والبيئة، وتابع "العمل يسير بصورة جيدة في مدينتي الخرطوم وبحري، ونتوقع اكتمال عمليات تطبيق إصحاح البيئة ونظافة ولاية الخرطوم كافة خلال 45 يوماً".

إهمال وتقصير

من جانبه نوه الناشط المجتمعي الزين بخيت بأهمية خلق مبادرات لتجميل وترقية البيئة في ولاية الخرطوم بمشاركة القطاعات الشعبية والرسمية، وإعداد دراسة توصلاً لرؤية واضحة من خلال تحديد الآثار السلبية البيئية وكيفية معالجتها، لأن الوضع لا يحتمل الانتظار حتى يتمكن المواطنون من العودة إلى منازلهم وممارسة حياتهم الطبيعية"، وأضاف "شرع عدد من شباب وأهالي أحياء مدينة بحري في تطبيق عمليات إصحاح البيئة في شوارع المنطقة وإزالة المخلفات الحربية وأكوام النفايات المتراكمة، إلى جانب جمع القمامة من الطرقات وتسوية المطبات".

 

 

وأردف بخيت "لا يزال المواطن السوداني يصنف بأنه مهمل ومقصر في حق بيئته ومجتمعه المحلي، إذ إن بعض الممارسات السلبية لا تزال حاضرة مثل إلقاء النفايات من نوافذ المركبات وعدم الحفاظ على نظافة الأماكن العامة".

ترتيبات وتحديات

على نحو متصل، لفت الأمين العام للمجلس الأعلى للبيئة بولاية الخرطوم بشرى حامد إلى أن "الخدمات البيئية تمثل التحدي الأهم في هذه المرحلة، مما يستوجب بصورة عاجلة توفير آليات للنظافة ونقل آلاف أطنان من النفايات والقمامة ومخلفات وأنقاض الحرب ونفاياتها العسكرية والحربية الشديدة الخطورة، لتفادي مضاعفاتها الخطرة في ظل انهيار النظام الصحي".

وتوقع أن تكون هناك تدفقات كبيرة لعودة المواطنين إلى مناطقهم وبيوتهم بعد تحرير العاصمة من قبضة قوات "الدعم السريع"، مما يستدعي "ترتيبات عاجلة لا تحتمل التأخير أو التأجيل تتعلق بعمليات إزالة النفايات وإصحاح البيئة".

وشدد حامد على ضرورة "تقييم الوضع الراهن وحجم الدمار الكبير في كل القطاعات السكنية والصناعية والزراعية، ووضع خطط قصيرة وطويلة المدى لإعادة التأهيل تتضمن المشاريع المطلوبة والسعي إلى توفير التمويل لها، بخاصة في مجال البيئة للاستفادة من مستحقات السودان الدولية في هذا الجانب، لأن كل الدمار الذي حدث له علاقة بالبيئة".

subtitle: 
حملة شعبية بعنوان "مليون متطوع للإعمار والتنمية" تستهدف إصحاح البيئة
publication date: 
الثلاثاء, مايو 13, 2025 - 14:15
Read Entire Article