ARTICLE AD BOX

<p class="rteright">ترمب وويتكوف على غلاف صحيفة إيرانية في الـ 11 مايو 2025 (رويترز)</p>
فيما أنهى الوفدان الأميركي والإيراني الجولة الرابعة من المفاوضات في شأن البرنامج النووي الإيراني، في سلطنة عمان، استبق المرشد علي خامنئي المفاوضات بالتعبير عن موقف مشدد ضد الولايات المتحدة الأميركية، معبراً عن ترحيبه بترديد شعار "الموت لأميركا"، ووجه انتقادات لاذعة ضد واشنطن.
بحسب ما أفاد به موقع المرشد، قال خامنئي خلال لقائه مجموعة من العمال الإيرانيين: "فلسطين ستنتصر على إسرائيل، وهذا الأمر سيحدث حتماً، ويجب ألا يسمح بأن تنسى القضية الفلسطينية".
وأضاف المرشد خامنئي، مؤكداً أن "الأميركيين يدعمون جرائم إسرائيل بشكل فعلي وحقيقي، والواقع أن الشعب الفلسطيني المظلوم وسكان غزة اليوم لا يواجهون إسرائيل وحدها فحسب، بل يواجهون الولايات المتحدة وبريطانيا أيضاً".
وكان المرشد خامنئي، الذي سبق أن قال إن المفاوضات مع الولايات المتحدة ليست "حكيمة ولا شريفة"، على رغم من أن المفاوضات الجارية تجرى بإشرافه المباشر، قد عبر خلال كلمته أمام العمال عن رضاه عندما هتف الحضور "الموت لأميركا"، مؤكداً ذلك بقوله: "تشخيصكم صحيح".
وأنهى وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، يوم الأحد، في سلطنة عمان، الجولة الرابعة من المحادثات مع المبعوث الخاص للرئيس الأميركي دونالد ترمب لشؤون الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف.
ووصل عراقجي ظهر السبت إلى مدينة جدة، حيث التقى بمسؤولين رفيعي المستوى في المملكة العربية السعودية. وبعدها توجه إلى العاصمة القطرية الدوحة للمشاركة في مؤتمر "الحوار بين إيران والعالم العربي"، قبل أن يتوجه إلى مسقط للمشاركة في جولة المفاوضات.
غياب الفرق الفنية
في حين أن الجولة السابقة من المفاوضات بين طهران وواشنطن عقدت بمشاركة خبراء فنيين، أفادت شبكة "سي إن إن" الأميركية بأن الجولة الرابعة عقدت على مستوى رفيع، ولن يشارك فيها الفريقان الفنيان المكلفان بمناقشة التفاصيل مثل آلية رفع العقوبات. وبحسب عدد من الخبراء، فإن غياب الفرق الفنية يعد مؤشراً على حالة من الانسداد في مسار التفاوض، ويعكس على ما يبدو تبايناً واضحاً في مطالب الطرفين الأميركي والإيراني.
ونقلت شبكة "سي إن إن" عن مصدر مطلع أن هذه الجولة من المفاوضات من المحتمل أنها أجريت بشكل مباشر وغير مباشر على حد سواء. وفي المقابل، تؤكد طهران أن وفدها سيجري المحادثات فقط بشكل غير مباشر، عبر وساطة سلطنة عمان، مع المبعوث الأميركي ويتكوف.
وقال رئيس مجلس البرلمان الإيراني محمد باقر قاليباف، يوم الجمعة الماضي في تصريحاته، إن المفاوضات الحالية هي مفاوضات غير مباشرة. وأكد أن الرئيس الأميركي دونالد ترمب كان قد طلب من إيران في رسالة قبول "اقتراح محدد". وبحسب قاليباف، فإن خامنئي رفض هذا الطلب واعتبره "غير شريف" ورفضه كلياً.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
محمد باقر قاليباف زعم قائلاً إنه "إذا ما كانت المفاوضات تجرى اليوم بشكل غير مباشر، فإن ذلك يعود إلى تراجع ترمب عن مواقفه السابقة".
في الوقت الذي يتحدث فيه مسؤولون في إيران عن تراجع الولايات المتحدة عن مواقفها، شدد ترمب على أن إيران إما أن تتخذ خطوات نحو التوصل إلى اتفاق نووي، أو أنها ستواجه خيارات مثل زيادة العقوبات وحتى القصف.
تفكيك منشآت التخصيب
في مقابلة لويتكوف مع مؤسسة "بريتبارت" الإعلامية الأميركية، شدد الأخير على أن منشآت تخصيب اليورانيوم في إيران "يجب تفكيكها" حتى تتمكن واشنطن من تحقيق مطالبها.
وأضاف ويتكوف قائلاً إن "النظام الإيراني لا يمكنه امتلاك أجهزة طرد مركزي. وبالإضافة إلى ذلك، يجب عليهم تخفيف جميع الوقود الذي أنتجوه وإرساله إلى مكان بعيد".
وفي ما يتعلق بتهديد ترمب بقصف المنشآت النووية ومصير المفاوضات مع إيران، قال ويتكوف إن "برنامج تخصيب اليورانيوم في إيران هو خط أحمر لنا، وإنني أعتقد أن النظام الإيراني ليس لديه خيار سوى قبول موقف دونالد ترمب بشأن تفكيك منشآت التخصيب. ومن الواضح أنهم يمكنهم رفض ذلك واختبار الرئيس ترمب، لكنني أعتقد أن هذا ليس تصرفاً حكيماً".
وفي الشهر الماضي، كان ويتكوف قد أعلن أن الولايات المتحدة تسعى فقط إلى الحد من تخصيب اليورانيوم في إيران، وليس وقفه تماماً. وكان هذا الموقف مخالفاً لمطالب ورغبة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، والعديد من معارضي البرنامج النووي الإيراني. إلا أن ويتكوف تراجع فوراً عن تصريحاته بعد ذلك، وقال إن أي اتفاق نووي مع إيران يجب أن يعتمد على "الإيقاف الكامل والقضاء على البرنامج النووي والتسلحي الإيراني".
أهداف واشنطن لم تتغير
سيباستيان جوركا، من مساعدي قسم مكافحة الإرهاب في مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض، أكد يوم الجمعة الماضي في حديثه مع قناة "الشرق" أن المفاوضات مع النظام الإيراني ما زالت مستمرة، إلا أن أهداف واشنطن ومطالبها لم تتغير.
وأشار جوركا إلى الموقف الحازم للإدارة الأميركية، مضيفاً أن "الرئيس ترمب وجه رسالة واضحة جداً إلى المرشد الإيراني، يطالبه فيها بتفكيك كامل لقدرات إيران على إنتاج الأسلحة النووية."
"إما أن نفجرهم بلطف أو بعنف"
كما رد الرئيس الأميركي في حديث له مع المذيع الإذاعي الشهير هيو هيويت، الذي سأله عما إذا كانت الولايات المتحدة قد خيرت إيران بين تسليم أجهزة الطرد المركزي واليورانيوم أو التعرض للقصف الجوي، قال ترمب: "الأمر بهذه البساطة. أنا بالتأكيد أفضل اتفاقاً قوياً وقابلاً للتحقق، يتم فيه بالفعل تدمير أجهزة الطرد المركزي... أو أن نقضي ببساطة على برنامجهم النووي. هناك خياران فقط: إما أن نفجرهم بلطف، أو بعنف".
من ناحية أخرى، أشار ماركو روبيو، الذي يتولى حالياً منصبي وزير الخارجية ومستشار الأمن القومي الأميركي، بشكل واضح إلى سياسة "التخصيب الصفري". وأوضح أن النظام الإيراني يمكنه امتلاك مفاعل نووي لأغراض سلمية، لكن عليه أن يتخلى كلياً عن التخصيب، ويكتفي باستيراد اليورانيوم المخصب من الخارج.
"التخصيب الصفري"
طرحت مسألة "التخصيب الصفري" أيضاً خلال مفاوضات إدارة باراك أوباما مع طهران، لكن بسبب إصرار النظام الإيراني على رفضها، قرر المفاوضون الأميركيون آنذاك استبعاد هذا المطلب، إلى جانب ملفي الصواريخ الباليستية والدعم الإيراني للوكلاء والجماعات، من أجل تسريع الوصول إلى اتفاق مع طهران. أما اليوم، فتؤكد الولايات المتحدة أن الاتفاق المرتقب لن يشبه الاتفاق النووي السابق (خطة العمل الشاملة المشتركة)، وأن على طهران التخلي نهائياً عن تخصيب اليورانيوم.
وفي السياق ذاته، أفادت صحيفة "وول ستريت جورنال" في تقرير لها أن ستيف ويتكوف قدم مقترحاً يقضي بأن تقوم الولايات المتحدة برفع العقوبات عن إيران والتخلي عن الخيار العسكري، في حال وافقت طهران على تفكيك برنامجها النووي بالكامل وشراء اليورانيوم المخصب من الولايات المتحدة.
اقتراب مواجهة عسكرية
من جهتها، نشرت صحيفة "كيهان"، التي تصدر بإشراف ممثل المرشد خامنئي، مقالاً أكدت فيه أنه "لا ينبغي أن ننخدع بالابتسامات أو رسائل التفاوض أو مظاهر التراجع. فصداقة ترمب وعداوته ليستا إلا وسيلتين للخداع، وليستا مؤشراً على حدود حقيقية. في مواجهة شخصية كهذه، فإن التماسك الداخلي إلى جانب الحفاظ على الكرامة والعزة الوطنية هو السبيل الوحيد لتحقيق النصر."
وكانت مجلة "نيوزويك" قد نشرت في وقت سابق تقريراً أشارت فيه إلى تصاعد التوتر بين واشنطن وطهران خلال الأسابيع الماضية، مع ظهور مؤشرات على احتمال اقتراب مواجهة عسكرية.
ووفقاً للتقرير، عززت الولايات المتحدة وجودها العسكري في المنطقة، ونقلت قاذفاتها من طراز B-2 وB-52 إلى قاعدة دييغو غارسيا الاستراتيجية.
نقلاً عن "اندبندنت فارسية"