إيران تبحث "النووي" مع أوروبا بعد مطالبة ترمب بـ"قرار سريع"

3 days ago 5
ARTICLE AD BOX

<p>وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي نفى تلقيه اقتراحاً مكتوباً من الولايات المتحدة (رويترز)</p>

أجرت إيران في تركيا اليوم الجمعة محادثات مع بريطانيا وفرنسا وألمانيا في شأن برنامجها النووي، تطرقت خلالها إلى المفاوضات الجارية مع الولايات المتحدة التي حض رئيسها دونالد ترمب طهران على الإسراع في اتخاذ قرار في شأن مقترح أميركي.

وأتى لقاء إسطنبول بعد تحذير وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي من تبعات "لا رجعة فيها" إذا تحركت القوى الأوروبية لإعادة فرض عقوبات الأمم المتحدة، التي رفعت بموجب الاتفاق المبرم مع القوى الكبرى عام 2015.

وأكد نائب وزير الخارجية الإيراني كاظم غريب أبادي أن طهران عرضت خلال لقاء الجمعة مسار المفاوضات النووية التي تجريها مع الولايات المتحدة منذ أبريل (نيسان) بوساطة عمان.

وكتب على "إكس"، "تبادلنا وجهات النظر وبحثنا آخر ما وصلت إليه المحادثات غير المباشرة في شأن (الملف) النووي ورفع العقوبات"، مضيفاً "سنلتقي مجدداً لاستكمال المحادثات في حال لزم الأمر".

وأجرت واشنطن وطهران منذ الـ12 من أبريل أربع جولات محادثات بوساطة من عمان، سعياً إلى اتفاق جديد في شأن برنامج طهران النووي، يحل بدلاً من اتفاق دولي أبرم قبل عقد.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وبريطانيا وفرنسا وألمانيا، إلى جانب الصين وروسيا والولايات المتحدة، هي أطراف اتفاق 2015 الذي يعرف رسمياً باسم "خطة العمل الشاملة المشتركة"، وأتاح الاتفاق الذي أبرم بعد أعوام من المفاوضات الشاقة تقييد أنشطة طهران النووية وضمان سلمية برنامجها، لقاء رفع عقوبات اقتصادية مفروضة عليها.

وعام 2018 سحب ترمب خلال ولايته الأولى بلاده بصورة أحادية من اتفاق عام 2015، وأعاد فرض عقوبات على طهران، بما في ذلك إجراءات ثانوية تستهدف الدول التي تشتري النفط الإيراني، ضمن سياسة "ضغوط قصوى" اتبعها في حق إيران.

من جهتها، بقيت إيران ملتزمة كامل بنود الاتفاق مدة عام بعد الانسحاب الأميركي منه، قبل أن تتراجع تدريجاً عن التزاماتها الأساس بموجبه.

وأكد ترمب الجمعة ما سبق أن أوردته تقارير صحافية، لجهة أن واشنطن قدمت لإيران مقترحاً لاتفاق بين الطرفين.

وقال الرئيس الأميركي في ختام جولته الخليجية من أبوظبي إن على إيران الإسراع في اتخاذ قرار في شأنه وإلا "سيحدث أمر سيئ"، وأضاف "لديهم مقترح، والأهم من ذلك، أنهم يعلمون أن عليهم التحرك بسرعة وإلا سيحدث أمر سيئ".

وكان موقع "أكسيوس" الأميركي أفاد الخميس بأن إدارة ترمب قدمت لإيران خلال الجولة الرابعة "مقترحاً مكتوباً".

إلا أن عراقجي نفى ذلك وقال على هامش زيارة معرض طهران الدولي للكتاب "في شأن المحادثات (النووية) لم نتلق حتى الآن أفكاراً مكتوبة من أميركا"، وأضاف "لكننا على استعداد لأن نبني ثقة وأن نكون شفافين في شأن برنامجنا النووي في مقابل رفع العقوبات".

وتدرس القوى الأوروبية الثلاث ما إذا كانت ستفعل آلية "العودة السريعة" أو "الزناد"، وهي جزء من اتفاق 2015، تتيح إعادة فرض عقوبات مجلس الأمن الدولي على إيران في حال انتهاكها الاتفاق، وتنتهي المهلة لتفعيل هذه الآلية في أكتوبر (تشرين الأول) 2025.

وحذر عراقجي من أن ذلك قد يؤدي إلى "أزمة انتشار نووي عالمية تمس أوروبا بصورة مباشرة"، مؤكداً في مقال نشرته مجلة "لو بوان" الفرنسية، أن إيران "مستعدة لفتح فصل جديد" مع أوروبا.

وأتى اجتماع الجمعة بعد أقل من أسبوع من جولة من المحادثات بين إيران والولايات المتحدة التي وصفتها طهران بأنها "صعبة لكن مفيدة"، فيما وصفها مسؤول أميركي بأنها كانت "مشجعة".

وأكد غريب أبادي عقب اجتماع الجمعة أن "إيران والدول الأوروبية الثلاث مصممة على الإبقاء على الدبلوماسية واستخدامها بالشكل الأمثل".

إلى ذلك بحث وزير الخارجية الأميركية ماركو روبيو الملف الإيراني في لقاء مع مستشارين في الشؤون الدبلوماسية والأمنية من فرنسا وبريطانيا وألمانيا، بحسب مسؤول أميركي.

وأوضح عراقجي سابقاً أن المحادثات مع الأميركيين والأوروبيين تمضي في مسارين منفصلين.

وأكدت الخارجية الصينية الجمعة أن بكين "ملتزمة الدفع نحو تسوية سياسية ودبلوماسية" للملف النووي الإيراني.

وكان ترمب أكد من قطر الخميس أن الولايات المتحدة "تقترب" من إبرام اتفاق مع إيران، ما من شأنه أن يجنب عملاً عسكرياً سبق للرئيس الأميركي أن لمح إليه في حال فشل التفاوض.

وكانت المحادثات بين إيران والولايات المتحدة الأعلى مستوى منذ انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي في 2018، وتجرى هذه المحادثات بوساطة من عمان التي سبق لها أن استضافت محادثات سرية بين الطرفين، أفضت في نهاية المطاف إلى الاتفاق الدولي لعام 2015.

منذ عودته إلى البيت الأبيض في يناير (كانون الثاني) الماضي أعاد ترمب اعتماد "الضغوط القصوى" ولوح بقصف إيران في حال عدم التوصل إلى اتفاق معها.

وقال ترمب إنه قدم للقيادة الإيرانية "غصن زيتون"، مشيراً إلى أن هذا العرض لن يبقى قائماً إلى الأبد، كذلك هدد بتشديد "الضغوط القصوى" إلى حد خفض صادرات النفط الإيرانية إلى الصفر إذا فشلت المحادثات.

وكثيراً ما اتهمت دول غربية، بما فيها الولايات المتحدة، إيران بالسعي إلى تطوير أسلحة نووية، وهو ادعاء تنفيه طهران التي تؤكد حقها في التكنولوجيا النووية وأن برنامجها سلمي حصراً.

وحدد اتفاق 2015 سقف تخصيب اليورانيوم عند 3.67 في المئة، إلا أن إيران تخصب حالياً على مستوى 60 في المئة، غير البعيد من نسبة 90 في المئة المطلوبة للاستخدام العسكري.

وتشدد طهران على أن حقها في مواصلة تخصيب اليورانيوم للأغراض السلمية "غير قابل للتفاوض"، لكنها تقول إنها مستعدة لقبول قيود موقتة على نسبة التخصيب ومستواه.

وأول من أمس الأربعاء، قال رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية محمد إسلامي إن "أهداف إيران في مجال التكنولوجيا النووية شفافة وسلمية تماماً".

subtitle: 
استعرضت مع بريطانيا وفرنسا وألمانيا آخر ما وصلت إليه المحادثات غير المباشرة مع أميركا
publication date: 
الجمعة, مايو 16, 2025 - 17:00
Read Entire Article